صنعاء / سبأ / حوار / مستور محمد :أكد أمين عام المنظمة الكشفية العربية الدكتور عاطف عبد المجيد على نجاح لقائ الجوالة العرب السابع عشر ولقاء تبادل الثقافات والتعرف على الحضارات الحادي عشر اللذين أقيما مؤخرا في صنعاء. ووصف عاطف اليمن بموطن العروبة واصل الحضارات ولذا نفذت المنظمة تجربتها الأولى بإقامة لقاء الحضارات في اليمن لأول مرة وهو ماهدفت إليه المنظمة من إخراج هذا اللقاء إلى بلد عربي آخر بدلا من مقر إقامته الدائم بجمهورية مصر العربية. ونفى عبد المجيد أن الحركة الكشفية العربية تشهد تدني وتراجع عن بقية الحركات العالمية الأخرى وقال: أن الحركة الكشفية العربية تسير وفق خطط علمية ومنهجية تعمل على استقطاب الشباب والفتية تحت مظلتها من خلال ابتكار الجديد والمفيد وكل ما يشد الشباب إليها ولذا فهي ايجابية وليست سلبية. وكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ حاورت أمين عام المنظمة الكشفية العربية وسألته عن لقاءي الجوالة العرب والحضارات وأمور أخرى متعلقة بالمنظمة ذاتها. * ماهو تقييمك للقاءي الجوالة العرب والحضارات ؟ - بصراحة وبدون أي مجاملات استطيع القول ان جمعية الكشافة والمرشدات اليمنية استطاعت وبنجاح أن تنظم نشاطين نعتبرها من الأنشطة المحورية في المنظمة، على اعتبار أن لقاء الجوالة العرب يشكل شريحة هامة بالنسبة لنا في الحركة الكشفية لأن الشباب هم السواعد التي يعول عليها في بناء الأمم وإذا اهتمينا بهم صلح حال الأمم وضمنا أمنها ورفعتها وسلامها ،وإذا لم نهتم بهم أصبحوا مطية وألعوبة في أيدي المتطرفين والمتزمتين والمتشددين والإرهابيين، ولذا نسعى لكسب هذه الشريحة لتكون بناءة وتحافظ على الوحدة واللحمة والصفاء والود بين الأمة العربية.. أما لقاء تبادل الثقافات والتعرف على الحضارات الحادي عشر الذي نجحت اليمن في تنظيمه لأول مرة خارج مقر إقامته المعتاد بجمهورية مصر العربية فقد ثبت وبما لا يدع مجالا للشك أن اليمن بغناها وأصالتها وتراثها وعراقتها استطاعت أن تبهر المشاركين من 42 دولة الذين عبروا عن ارتياحهم لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة في دليل على أن اليمن بلد مضياف. وفي اليمن تعرف المشاركون على أصل العروبة وتراث الوطن العربي على اعتبار أن اليمن موطن العروبة والأصالة من خلال تعرفهم على عادات وتقاليد اليمن وشيم وكرم أهلها الذي عكس كرم وشيم المواطن العربي اجمع ووضحت من الخلال اللقاءين الصورة المقلوبة التي عكسها الإعلام الغربي حول العرب والشباب العربي.
* أنت عايشت الحدث خطوة بخطوة ماهو الجديد الذي ظهر خلال هذين اللقاءين عن اللقاءات السابقة وما الذي تميز به اللقاءين ؟ - اعتقد أن الجديد في اللقاءين تمكن السواعد اليمنية التحضير للقاءين في غضون الشهر تقريبا في الوقت الذي تحضر مثل هذه اللقاءات على مدى سنوات، وبما أن جمعية الكشافة تفتقر إلى مخيم دائم سعت إلى إنشاء مخيم متكامل الشروط والمواصفات القياسية التي تتم في التجمعات الكبرى وهذا يثبت بأن الأخوة في اليمن لهم القدرة على تنظيم أي فعالية مماثلة في أي وقت، أضف إلى القرار الصائب في إيكال وزير الشباب والرياضة حمود عباد مهمة الإشراف على التحضيرات للقاءين للشيخ حاشد الأحمر والتنفيذ بنفسه مع شباب الجمعية وصوابيته تكمن في أن الشيخ حاشد شاب يتمتع بالنشاط والتحمس والفاعلية ولعب دورا كبيرا في أن يتحول الحلم إلى حقيقة ، أضف إلى ذلك الاهتمام المباشر من قيادة الوزارة وحماس مسئولي الجمعية وشبابها الأمر الذي أعطاهم الثقة بأنفسهم في أن يحققوا كافة الأشياء المطلوبة للقاءين، كما أن التغطية الإعلامية القوية قبل الحدث واثنائه هيأت الرأي العام على تقبل النشاط ورفعت الهمة لدى الناس الذين تفاعلوا معه بشكل ايجابي. ـ ما الذي كان ينقص اللقاءين ؟ - نقص عدد المشاركين، والحقيقة لو كانت فترة الإعداد للقاءين أطول لاستطعنا أن نستقطب دول أكثر على اعتبار أن اللقاءين أقيما مباشرة عقب المؤتمر الكشفي العالمي بكوريا، ونشاط عالمي في اليابان ، وكانت جميع الجمعيات العالمية مشاركة في هذين الحدثين الأمر الذي أرهق خزائن هذه الجمعيات نتيجة ما صرفته من مبالغ مالية على تلك الأنشطة، بالإضافة إلى تزامن لقائي صنعاء مع مؤتمر رواد الحركة الكشفية في فينا الذي حضرة عدد كبير من المسئولين الكبار الذين كان من المفترض أن يحضروا تكريم رئيس الجمهورية، وكذلك إقامة مخيم ينظمه الاتحاد العالمي للكشافة في ماليزيا بنفس الوقت الذي يقام لقائي الجوالة والحضارات بصنعاء كل ذلك اثر على حضور عدد كبير إلى صنعاء. ـ لماذا هذا التزامن والمتداخل في الأنشطة الكشفية - ألا تستطيع المنظمة ضبطه تفاديا لما حدث في صنعاء ؟ بالتأكيد نحن سنحاول أن نتفادى هذا الأمر من خلال سعينا للتواصل مع المنظمات والاتحادات الكشفية في الدول من أجل إقناعها عدم إدراج أي نشاط لها يتزامن مع انعقاد الأنشطة الإقليمية حينها سنضمن أكبر عدد من المشاركين واكبر مشاركة فاعلة.
ـ ما هي أسباب تدني الحركة الكشفية العربية حتى الآن سواء من الناحية التنظيمية أو العددية في الوقت الذي يساوي عدد الكشافة في احدى دول شرق آسيا عدد الكشافة في الدول العربية مجتمعه؟ - بالعكس نحن لو نظرنا للحركة الكشفية العربية من الناحية العلمية لوجدنا أنها تمشي في تطور أفضل من الآخرين في دول أوروبا حيث يتم تقليص عدد الكشافة باعتبار أن هذه الدول غير قادرة على استيعاب احتياجات الحركة الكشفية والشباب ونحن بالنسبة لنا نحاول تطوير الحركة الكشفية من خلال الابتعاد عن النمطية والتقليدية مع محافظتنا على الأصالة ونستطيع أن نستوعب احتياجات الفتية والشباب مع ربطها باحتياجات المجتمعات وبهذه الطريقة نكون قد كسبنا الناس والرأي العام من أجل دفعهم إلى الحركة الكشفية وأؤكد لك أن نتائج محاولاتنا هذه ستظهر خلال السنوات القادمة. * هل تم تكريم رؤساء خلال اللقاءات السابقة أم أنها الأولى؟ - هي الأولى من نوعها ولذا حرصنا أن تكون بداية موفقة على اعتبار أنه لما تكون البداية قوية من خلال جمعية متفاعلة وشخصية مجمع عليها هذا يجعلك تمشي إلى الأمام بصورة أفضل وهذا لأول مرة في تاريخ الحركة الكشفية في العالم يحضر نشاطها رئيس جمهورية ورئيس وزراء وبرلمان ومجلس شورى ووزراء ويستحيل أن يتم هذا في وقت واحد لتجمع الكشافة وهذا يدل على أن اللقاءين حظيا بدعم لا محدود من الدولة في اليمن وهذا فخرنا أن يتم ذلك ونتمنى أن يستمر هذا الدعم ويتكرر سواء كان في اليمن أو غيره من البلدان. * دكتور بعد تنظيم جمعية الكشافة والمرشدات اليمنية لهذين اللقاءين بوجهة نظرك ماهو حجم الاستفادة التي حصلت عليها الجمعية من تنظيمها للقاءين؟ - بالتأكيد جمعية الكشافة اليمنية استفادت استفادة قوية من الدعم التي حصلت عليه خلال اللقاءين وهذا يجعلها تزداد قوة إلى قوتها، وأهم ما استفادته ما كنا نهدف إليه هو حصولها على أدوات مخيم كشفي دائم بكل بنيته التحتية الأساسية من تجهيزات وإمكانيات وأدوات كل ذلك تحصلت عليه الجمعية من اللقاءين على اعتبار أن هذه الأدوات لن تعود إلى مخازن الوزارة وأصبحت ملكا للجمعية، وبالتالي ستكون هذه بداية لبنية تحتية قوية جداً للجمعية، وما أتمناه هو أن تتم مكرمة سامية من فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ويتبرع بمقر لمخيم دائم على اعتبار أن الجمعية تمتلك تجهيزات هذا المخيم وهي الأدوات التي ورثتها من لقاءي الجوالة العرب والحضارات. ـ ماهو دور المنظمة الكشفية العربية في دعم مثل هكذا نشاطات؟ - المنظمة تقوم بالدعم من ثلاثة جوانب، الأول الدعم الفني بحيث يتم تواصل المنظمة مع الجهة المنظمة ويتم التشاور مع الجهة المنظمة في توفير المعايير الأساسية لتنظيم مثل هذه الأنشطة وتقوم بالتأكد على أن كافة الأنشطة والفعاليات التي ستقام وفق تلك المعايير، بالإضافة إلى تقديم المساعدة من أجل الدعم سواء من داخل الدولة أو خارجها، اما الجانب الثاني الربط والتنسيق مع المنظمات ذات العلاقة للتفاعل وكذا المشاركة في النشاط، أضف إلى التواصل مع الجمعيات الكشفية للمشاركة وتذليل الصعاب أمامها إذا لا تستطيع المشاركة لسبب أو لآخر حتى تشارك وكذا التواصل مع الدولة الأجنبية أيضا للمشاركة، الجانب الثالث الدعم المباشر من المنظمة لمنظمي الأنشطة والمتمثل في توفير الشعارات والملصقات والفانلات الخاصة بالحركة الكشفية خلال اللقاء وأي طلب تتقدم به الجمعية المنظمة نحن على استعداد لتوفيره على اعتبار أن نجاحهم نجاحنا ويرفع رأسنا جميعا. * هل بوجهة نظرك تحقق الهدف من اللقاءين؟ - برأيي انه تحقق بصورة كبيرة، بيد أن لي ملاحظة على جمع لقاء الجوالة مع لقاء الحضارات في مخيم واحد وهو ما تم اكتشافه عقب اللقاء لاعتبار خاصة بكل لقاء ولكونها تجربة تقام لأول مرة ، وستقوم بفصل اللقاءين في قادم اللقاءات على أن يتم إقامة اللقاءين منفصلة ولا يمنع من إقامته في مدينة واحدة. ـ المنظمة الكشفية العربية تفتقر حسب علمنا إلى مركز للبحوث الذي يعد أهم لبنات العمل المؤسسي لماذا يغيب مثل هذا المركز المهم في المنظمة وما هو جديد المنظمة في هذا الجانب؟ - لإيضاح هذا الأمر فقد تعاقدت المنظمة مؤخرا مع خبراء في مجالات مختلفة، ولدينا خبير مكتبات متواجد حاليا في المنظمة يعمل على تحويل المكتبة الورقية الحالية إلى مكتبة رقمية، وقطعنا في هذا الجانب شوطاً كبيراً، كما تم تعيين خبير تصميم المواقع والجوانب الفنية وبدأنا ولأول مرة بإدخال البحوث والدراسات العلمية في أنشطة المنظمة وتم تخصيص لهذا الجانب ميزانية خاصة، وتم التنسيق مع بعض الجامعات من أجل الاستفادة من البحوث والدراسات الأكاديمية الخاصة بالحركة الكشفية لديها، أيضا تم التعاقد مع إعلامي متطوع بالمنظمة من أجل عملية التوثيق وإصدار قناة تلفزيونية صغيرة في موقع المنظمة تمهيداً لإطلاق قناة تلفزيونية كشفية مثل بقية القنوات الأخرى.