شدني مشروع اتحاد الدول العربية الذي تقدمت به الحكومة اليمنية إلى القمة العربية، خاصة وإنه جاء في الوقت الذي تزداد فيه الحاجة لقيام وحدة عربية حقيقية، وعلى أسس واضحة، وصادقة، وصريحة، تحترم فيها كل دولة عربية سيادة الأخرى وتحترم حدودها ووحدة ترابها الوطني كما جاء في المبادرة اليمنية.من منا نحن العرب سواء على مستوى الحكام، أم الشعوب، وحتى على مستوى المواطن العادي، لم يدرك بعد المخاطر التي تحيط بأمتنا العربية، والمؤامرات التي تستهدف النيل من وحدة أراضيها والمس بسيادتها، والاعتداء على شعوبها؟ من منا لا يعرف أن احتلال العراق ظالم وبأن استعماراً أمريكياً أوروبياً جاثم على أراضيها اليوم، نهب ثرواتها، وقتل أبناءها، وشرد مواطنيها وأصبحوا يعيشون في الشتات؟من منا لا يعرف أن الكيان الصهيوني لا يريد سلاماً مع العرب، وبأن مجازره في غزة فاقت التصور، ونحن لا حول لنا ولا قوة، وقفنا عاجزين حتى عن توصيل الدواء والغذاء لأهل غزة المحاصرة وعندما وصل إلى مخازن (الأنروا) أحرقه جيش الاحتلال؟من منا لا يعرف أن الأطماع في السودان هي وراء أحداث دارفور وبأن ثروات السودان الموجودة في دارفور وحدها ما تسعى وراءه قوى الاستعمار.هل بقى من العرب من لا يعرف أن الشهيد صدام أعدم ظلماً وعدواناً، وأن أبا عمار، اغتيل لأنه قال لم تلده أمه بعد من يتنازل عن القدس وحق العودة، واليوم يلاحقون الرئيس السوداني.هل صحيح أن عالمنا العربي لن يتأثر بالأزمة الاقتصادية، ومن المسؤول؟ أليس نحن من سيدفع الثمن، والثمن الكبير، وكل أسرة وكل مواطن سيعاني جراء هذه الأزمة؟هل بقي مواطن عربي ممسك أو يراهن على موقف للجامعة العربية من شأنه أن يدافع عن الأمة العربية، ويصون حقوقها، ويدافع عن عزتها وكرامتها؟. إذا كان هذا، فلماذا حولوا مجازر غزة من الجامعة العربية إلى مجلس الأمن الدولي؟لماذا لم تعقد الجامعة العربية قمة طارئة واستثنائية من أجل غزة؟ هل كل هذا لا يجعلنا متحمسين لقيام اتحاد عربي، أليس من الأجدر أن نعبر عن تقديرنا الكبير للجهود اليمنية التي بادرت وقدمت هذا المشروع.أليس من الأجدر أن نلتقط هذه المبادرة؟إلى متى سنظل نعيش حالة التشرذم، ونضحك على أنفسنا لعقد قمة عربية كل عام وهي التي لا تتعدى الاحتفال ببعضنا البعض، وكلها مجاملات، والقلوب مليئة...... إلى متى نقبل أرضاً تحتل في العالم العربي، وفلسطين مغتصبة منذ 61 عاماً، والقدس تهود؟إلى متى يحاكم حكامنا العرب من يعتبرون أنفسهم أوصياء علينا وبأنهم ديمقراطيون، ويصادرون حقوقنا؟لو قرأ كل واحد منا مبادئ وأهداف مشروع اتحاد الدول العربية لما قبل للحظة في تأجيله أو رفضه، من هنا نوجه دعوتنا لكل الوطنيين، والأحرار، والشرفاء، لكل المثقفين في عالمنا العربي أن يلتفوا حول مشروع الاتحاد العربي، ليصبح مطلباً وطنياً شعبياً على مستوى وطننا العربي الكبير.
الحاجة تزداد لإنشاء اتحاد الدول العربية
أخبار متعلقة