افتتح الندوة العلمية (20 عاماً من الوحدة وعطاءاتها الديمقراطية والتنموية).. عبدالغني:
عبد الغني في افتتاح الندوة العلمية
تعز / سبأ:قال رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبدالغني إن مصدر قوة الوحدة هو انطلاقها من الحقائق و المعطيات الميدانية التي طالما كانت تؤشر إلى واحدية الشعب اليمني و تماسك لحمته الوطنية و اتصاله العميق نسبا و جغرافية و مصالح .وأشار رئيس مجلس الشورى في كلمة له لدى افتتاحه ندوة علمية بعنوان « 20عاما من الوحدة و عطاءاتها الديمقراطية والتنموية » نظمتها أمس جامعة تعز احتفاء بالعيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية 22مايو إلى انه ليس من العجب أن يطوي اليمنيون بالوحدة كل مسببات القلق والتأزيم التي حشدت في فترة ما قبل الوحدة لغير صالح الاستحقاقات الإستراتيجية السياسية والتنموية .و قال عبد الغني :«أن الوحدة جاءت حاملة معها بشائر الخير وواعدة في التحولات العظيمة على المستويات السياسية والاقتصادية و الثقافية والاجتماعية التي سرعان ما أصبحت حقائق معاشة على الأرض ».. مشيرا إلى أن الانجازات العملاقة التي تحققت لليمن خلال عقدين من عمر الوحدة المباركة لا يمكن أن تحصى في وقت محدد كالندوة هذه .و نوه بأنه يوجد اليوم أكثر من 13 ألف كم من الطرق المعبدة و إضعافها من الطرق الترابية والممهدة باعتبار الطرق شرياناً ضخماً أمكن من خلاله وصل ما مزقته قسوة التضاريس ووعورتها والعناية بما أهمل في عهود التخلف الأمامية والسلاطينية .
جانب من المشاركين في الندوة
و أضاف :«أن اليمن شهد ثورة حقيقية في قطاعات البنية التحتية و التنموية و الخدمات قياسا بما مر عليه من عصور الظلام والتخلف واشتملت تلك الثورة في مجالات التعليم و الرعاية الصحية و الاتصالات وتقنية المعلومات و غيرها من المجالات ..مشيرا إلى أن هناك بنية تحتية لصناعات تحويلية تستوعب مئات الآلاف من الأيدي العاملة .و استطرد رئيس مجلس الشورى قائلا «: بوسع المرء أن يجمل القول حيال انجازات عقدين من العهد الوحدوي المبارك بان اليمن تأسس و نهض و أعاد صياغة شخصيته و حضوره المؤثرين في المحيطين الإقليمي والدولي خلال العهد الوحدوي ..مشيرا إلى أن اليمن يتمتع اليوم بنظام جمهوري ديمقراطي مستمر في التطور ويشهد إضافات متميزة لبنيته أهمها التوجه نحو نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات و الذي دشن بانتخاب المحافظين كإضافة نوعية إلى رصيد الوحدة اليمنية المباركة و يمثل مكسبا وطنيا غاليا يضاف إلى المكاسب العظيمة التي حازها وطننا وشعبنا بفضل ثورته اليمنية الخالدة 26سبتمبر و14اكتوبر.و لفت إلى أن من المؤشرات لحيوية نظامنا الديمقراطي و استجابته لمتطلبات الواقع وما يتصل به من تطورات مشروع التعديلات الدستورية التي اقترحها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ..مشيراً إلى أن هذه التعديلات تهدف في المقام الأول تحديث و تطوير البنى المؤسسية للدولة مستهدفة تامين بيئة محفزة على المزيد من التطور السياسي و الاقتصادي و توسيع قاعدة اتخاذ القرار و استنهاض مقدرات المجتمع بكل فعالياته للإسهام في تحقيق التنمية الشاملة و المستدامة .وأكد أن اليمن في ظل وحدته المباركة أصبح عامل استقرار في المنطقة والمحيط الإقليمي ..مشيرا إلى أن ذلك جاء نتاج المناخات الجيدة التي وفرتها الوحدة اليمنية و أتاحت للوطن حسم ملفات الحدود مع جيرانه على قاعدة تقدير المصالح المشتركة و قاعدة لا ضرر و لا ضرار ..منوها بان اليمن يمضي بعزم الأقوياء في انجاز استحقاقاته الوطنية في ظل تحديات لا يمكن إنكارها ومؤامرات يحيكها المتربصون بالوطن من أعداء الثورة و الجمهورية و الوحدة تقودها فئات لا تريد الخير لليمن و ترغب في تمزيقه وخوض صراعات لا تنتهي تعيق تقدمه ونهوضه ولكن هيهات لها أن تحقق أهدافها في ظل القيادة الوطنية لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ووعي الشعب اليمني .رئيس جامعة تعز الدكتور محمد عبدالله الصوفي أكد بدوره أن إعادة تحقيق وحدة الوطن مثلت حدثا من الأحداث المهمة التي خطها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ..مشيرا إلى أن ما تحقق للوطن في ظل الوحدة المباركة يؤكد أن حاضرنا أفضل من ماضينا و أن مسيرة العطاء هي مسيرة متجددة و دائمة .واستعرض الدكتور الصوفي الدور الوطني لمحافظة تعز وأبنائها كونها احتضنت أول لقاء وحدوي في العام 1970 وأصبحت المدينة المؤهلة للحوار الوحدوي في ظل أجواء خالية من أي توتر واستفزاز ، فضلا عن كون اللجنة الوزارية المشتركة عند اجتماعها في تعز استطاعت أن تنجز مهام لم تتمكن من إنجازها في لقاءات سابقة .وقال« منذ أن وقعت أقدام الاستعمار في 1839م بدأ السعي لاستعادة الوحدة اليمنية إلا أنه للأسف كانت كل الاجتماعات تبحث وقف إطلاق النار إلى أن تم توقيع اتفاقية التنقل بالبطائق الشخصية في مايو 1989م» .من جانبه أشار عضو مجلس الشورى عبد الله أحمد غانم في ورقته المعنونة « تحديات في طريق دولة الوحدة « إلى أربعة تحديات رئيسية تمثلت في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .وقال «: إن مستقبلنا في اليمن هو في الوحدة اليمنية التي في إطارها نعمل جميعا من أجل مستقبل مشرق».وعلى صعيد التحديات أوضح غانم أنه بالنسبة للتحديات السياسية, فكانت تكمن في كيفية الوصول إلى السلطة, إلا أنه ومنذ العام 90 تم قطع95 بالمائة في سبيل تجاوز هذه المشاكل السياسية. وفي ما يتعلق بالتحدي الاقتصادي رأى غانم أننا في اليمن نقدم السياسة في كل شيء و نقدمها على الاقتصاد رغم أن أكبر مشكلة في اليمن هي الاقتصاد .وقال :»بدون فهم المشاكل الاقتصادية لا يمكن الوصول إلى حل للتحديات التي نواجهها».أما على صعيد التحديات الاجتماعية فأعتبر أن الولاء للقبيلة قبل الوطن خلق العديد من التحديات التي تمر بها اليمن .وقال «يجب أن نعتز بالقبيلة ولكن يجب أن يكون الولاء للوطن».وبالنسبة للتحديات الثقافية فأعتبر غانم ارتفاع نسبة الأمية بأنها تشكل محور ارتكاز التحديات الثقافية في اليمن.عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد محمد الاصبحي أوضح في ورقته بعنوان «مستقبل اليمن في ظل التطورات الراهنة» أنه لا ينبغي حصر الأمور في لحظة زمنية معينة وأن الحديث عن التاريخ ليس هروبا إلى الماضي وإنما استحضار ذلك كرصيد للاستعانة به في مواجهة المستقبل. وتطرق إلى مسيرة الديمقراطية في اليمن التي اقترن ميلادها بالوحدة المباركة ومراحل تطورها وما شهدته من دورات انتخابية نيابية.وتناول الدكتور الاصبحي قانون الانتخابات العامة وقانون الأحزاب اللذين بموجبهما تم إجراء الانتخابات النيابية الأولى التي تمخض عنها ائتلاف ثلاثي، ثم ثنائي عقب فتنة محاولة الانفصال في صيف 94، فضلاً عن ما ترتب عن انتخابات 97 و2003 التي أفرزت انفراد المؤتمر الشعبي العام بأغلبية ساحقة أدت إلى أن الأحزاب التي أخفقت في الانتخابات تشكل اللقاء المشترك.في ختام الندوة كرم رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني عدداً من الشخصيات الوطنية التي أسهمت في تحقيق الوحدة والتمهيد لها وذلك بدروع مقدمة من جامعة تعز وهم نائب رئيس مجلس الشورى عبدالله صالح البار ، وأعضاء مجلس الشورى يحيى حسين العرشي، راشد محمد ثابت، الدكتور احمد محمد الاصبحي،عبدالله احمد غانم ، والفقيد الراحل عمر عبدالله الجاوي.فيما منحت جامعة تعز رئيس مجلس الشورى درع الجامعة تقديرا لجهوده الكبيرة في دعم الجامعة .