صباح الخير
اخبرني بعض القادمين من مدينة تعز ان كثيراً من الاسر تعيش حالة من القلق والخوف على خلفيات ما اثير اعلامياً من قصص الاختطافات وقال لي احدهم انه ما ان وصل من عدن بسيارة الاجرة الى امام منزل احد اقاربه وقرع الباب من خارج الحوش حتى اعلن الاطفال في الحوش وامهم من الداخل حالة الطوارىء عندما تصارخ الاطفال مستنجدين امهم ممن اعتقدوا انهم لصوص يخطفون الاطفال والنساء !!هذه لحال مقلقة جداً ومحزنة وباعثة على الاسف ولكن هذا كله لا فائدة منه ، ذلك ان الاهم هو معرفة العلة ومعالجة السبب .واسمحوا لي اولاً ان اقول : ان الازمة الحالية في نفوس الناس هي ازمة مختلقة ومصطنعة مائة في المائة ، ذلك ان ما حدث من اختطاف لبعض الاطفال يحصل اصلاً في كل زمان ومكان وفي احسن المجتمعات تنظيماً وأمناً مع فارق الجدية كقاعدة اساسية في متابعة الجريمة سواء من اولياء الامور او من الاجهزة المختصة في الامن .وبعيداً عن البحث فيما لاجدوى منه من كان واخواتها فاننا نقول ان من حق الناس ان يخافوا على انفسهم وابنائهم من شرور المجرمين ولكن بشرط الا يتحول ذلك الى خوف يقطع التعامل والتلاقي بين الجيران حتى اذا استنجد احدهم لم يجد من ينقذه او يتحول الى خوف لا يميز بين الحرص المضاد للاهمال والرعب الشديد الذي قد يتسبب في امراض وعقد لا عد لها .اننا ندعو الى ان يفهم الناس ان المشكلة التي انتجت وتنتج في كل مكان ظاهرة الخطف وغيرها تكمن في الاهمال وعدم الحذر والتحدي ، فلو ان كل اسرة حرصت على ابنائها وراقبت سلوكهم وحركتهم لقلت جريمة الاختطاف والاغتصاب والسقوط في قبضات العصابات المجرمة من فاعلي اللواط والسرقة وبيع المخدرات ولأنزوت هذه الجرائم في اضيق الحدود والزوايا .كما ان المطلوب من الاجهزة الامنية والمختصة الجدية الدائمة لا ان يكون ذلك مجرد حملات او نتاج انفعالات او تفاعلات عاطفية ذلك ان الحزم في التعامل مع المجرمين وعلى نحو متواصل سيجعلهم يفكرون ألف مرة قبل مجرد التفكير .وباختصار فان المطلوب هو جدية الجميع وحزم المجتمع كله في التعامل والتحذير من الجريمة .. ولعل ما حصل كان خيراً .وأهم ما نراه من خير هو شعور الناس بأن اولادهم بحاجة اليهم .. ولكن ينبغي ان يكون كل شيء بقدر و .. دون افراط ولا تفريط .