عرفنا في حياتنا الاجتماعية كثيراً من الصناديق التي تحمل مدلولات ومضامين ذات اغراض محددة منها -على سبيل المثال- صندوق العروس الذي كان يسبقها إلى بيت عريسها قبل اجراء مراسم حفل الزفاف بيوم واحد على الاقل وهو صندوق فاخر الصنع يحتوي على امتعتها العرائسية الفاخرة ومجوهراتها الثمينة ، ثم توالت علينا تسمية صناديق عديدة ومتعددة الاغراض والغايات ، مثل صندوق التنمية الاجتماعي، وصندوق التأمينات الاجتماعية، وصندوق الطفولة، وصندوق الشباب والرياضة ، وغيرها من الصناديق الاخرى.ولكن مايهمنا - هنا- بالتحديد هو صندوق الاقتراع الذي يعد حجر الزاوية في العملية الانتخابية لاي دورة انتخابية سواء كانت برلمانية او محلية او رئاسية او غيرها ، حيث يتميز هذا الصندوق عن بقية الصناديق المتعارف عليها ، فهو يعتبر ذات شأن خطير في العملية الانتخابية ،ويحتكم اليه وبنتائجه باجماع الآراء من قبل المرشحين.ولهذا، اكتسب هذا الصندوق اهمية بالغة ،واصبح له وزن ثقيل في ترجيح ميزان الفوز للوصول الى تسلم مقاليد السلطة السياسية ونيل الاستحقاق الديمقراطي المشروع ولكن ما السبيل الى هذا الاستحقاق الدستوري ولمن يستجيب هذا الصندوق الاقتراعي الذي يخضع لاصول وشروط اللعبة الديمقراطية؟وهناك حقيقة تقول ان اي طالب يجتهد ويثابر في مذاكرته لدروسه وفق خطة مبرمجة ،ويعد نفسه إعداداً جيداً، فإنه يضمن لنفسة النجاح الساحق ،ويحصل على درجة الامتياز،وهكذا قالوا: في الامتحان يكرم المرء أويهان ، وهنا القول ينطبق - ايضاً- في مضمونه على اي حزب يخوض معركة انتخابية ،فاذا ما ادرك كل حزب يتمتع بقاعدة شعبية واسعة ،وعرف ان حجمة الطبيعي ومركز ثقله يكمن في الشارع اليمني،وفي عدد المنتسبين اليه، وصندوق ولائهم التنظيمي له، وأهمية دورهم في تعزيز ودعم مرشحي حزبهم خلال العملية الانتخابية ان صناديق الاقتراع تشترط لمن يتطلع اليها بلهفة وحماس من قبل مرشحي الاحزاب ان يشعروا بالمسئولية الوطنية وان يضعوا نصب اعينهم مصالح الوطن العليا والثوابت الوطنية المشتركة فوق مصالحهم الشخصية ،وان يكونوا بالفعل اصحاب رسالة وطنية وقدوة وبرامج انتخابية صادقة في محتوياتها ومعبرة عن هموم الوطن ومواطنية ومعاناته اليومية من الفساد وسوء استخدام الوظيفة العامة، والبطالة وكابوس الغلاء المعيشي والتقيد بالقوانين النافذة في سبيل تحقيق عدالة اجتماعية وقضائية يتساوى فيها الجميع كاسنان المشط في الحقوق والواجبات.إن هذه الصناديق تقتضي ان تتعامل معها بحب وثقة واحساس بالمسئولية الوطنية والتسليم بنتائجها مهما كانت قاسية عليك وعلى مرشحي حزبك اثناء تنافسكم الشريف مع مرشحي احزاب اخرى اثناء سير العملية الانتخابية ،كما لايغرب عن البال ،ان هذه الصناديق تحتاج الى وضع استراتيجية سليمة البنيان واضحة الاهداف كل الوضوح تسعى بكل السبل الممكنة الى احراز النصر والفوز باغلبية المقاعد البرلمانية او المحلية كما تحتاج هذه الصناديق -ايضاً- الى تكتيكات مرنة تتصلبها طبيعة ادارة المعركة الانتخابية بكل عدتها وعتادها المتعارف عليها وفق اصول وشروط اللعبة الديمقراطية يتصدره برنامج انتخابي يستوعب طموحات الناخبين وهمومهم المشروعة والتي في ضوئها تتم اساليب الدعاية في الحملة الانتخابية الاعلامية والميدانية من اجل التأثير في نفوس الناخبين والعمل على كسب ودهم وثقتهم وضمان اصواتهم.فهل - ياترى- قد تعمق وعينا بأهمية صناديق الاقتراع التي عززت بالفعل من استمرار نهجنا الديمقراطي التعددي وساعدت على خلق الامن والاستقرار في بلادنا الفتية، وهل ادركنا ايضاً أهمية وقيمة اصواتنا الانتخابية لمن يستحقها من مرشحي الحزب الجدير بثقتنا به،وبقدرته وامكانياته على تحقيق مانطمح اليه ؟وهل ادركنا كذلك كثرة العيون الرقيبة على هذه الصناديق ومدى الاهتمام بها وبكل الاجراءات المتعلقة والمتبعة بمسارها من البداية حتى نهاية فرز الاصوات والاعلان العلني بنتائج الفوز من مراقبين محليين واقليميين ودوليين؟ ارجو ذلك.
صناديق الاقتراع
أخبار متعلقة