(مقاتلون متشددون في جنوب مقديشو في صورة التقطت أمس)
مقديشو/14 أكتوبر/عبدي شيخ وعبدي جوليد: حارب مقاتلون إسلاميون موالون للحكومة مقاتلي تنظيم الشباب المتشدد في الصومال يوم أمس الأربعاء على الرغم من مناشدات من مختلف أرجاء العالم بوقف أسوأ قتال تشهده البلاد منذ شهور.واجتذب الصراع المستمر منذ سنوات طويلة نشطاء أجانب وشهد 15 محاولة لتشكيل حكومة مركزية وقتل عشرات الألوف وشرد الملايين وأوجد فراغا أمنيا ما أدى إلى ظهور أعمال قرصنة وأنشطة إجرامية أخرى.ومنذ مطلع الأسبوع هزت قذائف المورتر ونيران البنادق الآلية العاصمة مقديشو إذ يسعى متمردون متشددون لإسقاط حكومة الرئيس شيخ شريف أحمد. وأسفر الصراع عن مقتل 113 مدنيا على الأقل وفر الآلاف من المدينة.كما وقعت اشتباكات ضارية بين الشباب وميليشيا أهل السنة وهي ميليشيا إسلامية أكثر اعتدالا في وسط وجنوب البلاد. وقال شهود إن خمسة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم يوم الثلاثاء في بلدة مهاس.وقال ادن حسين وهو من السكان المحليين في مكالمة هاتفية “اقتحم مقاتلو الشباب مسجدا للجوء فيه ولكن السكان ظلوا يطلقون النار عليهم بقذائف صاروخية.”وأضاف أن زعماء قبائل محليين تدخلوا في وقت لاحق وأقنعوا مسلحي الشباب بإلقاء أسلحتهم. وقال سكان أن المتمردين وعددهم 126 احتجزوا لفترة وجيزة ثم أطلق سراحهم.وأفاد أحد زعماء القبائل أنهم طلبوا من المقاتلين مرارا ترك البلدة التي تقع إلى الجنوب الغربي من البور وهي معقل كبير للشباب منذ عام 2006 .وأشار محمد نور الزعيم القبلي “لم يصغوا...ولكننا مستعدون للقتال إذا هوجمنا.”وفر آلاف السكان من أجزاء من شمال مقديشو التي شهدت بعضا من أسوأ القتال في الأيام القليلة الماضية. وهزت اشتباكات عنيفة العاصمة يوم الأربعاء ولم يتسن على الفور الحصول على كثير من التفاصيل.وأدانت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أعمال العنف ودعت لتأييد الحكومة الجديدة التي تشكلت في يناير كانون الثاني الماضي.وقال رامتين لامامرا مفوض الاتحاد الإفريقي لشؤون السلم والأمن للصحفيين في أديس أبابا أن المزيد من قوات حفظ السلام من المتوقع أن تنضم لقوة قوامها 4300 جندي من قوات الاتحاد تضم بورونديين وأوغنديين موجودة حاليا.وأضاف “تلقينا تعهدا من بوروندي بإرسال كتيبة أخرى. وبتعهد سيراليون يصل العدد إلى نحو ستة آلاف جندي. سيصلون في أقرب وقت ممكن.”ونوه احمد ولد عبدالله مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصومال إلى انه يتعين توجيه اهتمام أكبر لمكافحة الأنشطة الإجرامية.وجمعت عصابات إجرامية وميليشيات ومسلحون ملايين الدولارات عن طريق الخطف والابتزاز والتجارة غير المشروعة والقرصنة خلال 18 عاما من الفوضى في البلاد.وأبلغ مبعوث الأمم المتحدة الصحفيين في العاصمة الإثيوبية “تأخر الوقت كثيرا لمعالجة الأنشطة الاقتصادية والمالية والإجرامية المعلقة بالأزمة الصومالية. إننا لا نرى سوى الأزمة السياسية.”وأضاف أن الحكومة “قد تكون ضعيفة وهي ضعيفة. لكن الإبقاء على فكرة انه صراع أهلي لاعتبارات سياسية أمر في غاية السهولة. القرصنة ساعدت كثيرا في جذب الانتباه للأموال المتداولة على هامش هذه الأزمة.”ويعاني الصومال من الصراع منذ عام 1991 عندما أطاح قادة فصائل بالحاكم المستبد محمد سياد بري ثم بدأوا في محاربة بعضهم بعضا. وأسفر الصراع عن مقتل أكثر من 16 ألف مدني منذ بداية عام 2007 ونزوح أكثر من مليون شخص وهناك نحو 3.2 مليون يعتمدون على الإعانات الغذائية.