الحياة حركة وفعل واع وهادف نحو الأفضل والأجمل ، ومن “سعى لقى، ومن رقد تمنى” ، ولابد أن تجري الرياح كما نشتهي نحن ، ولا نتركها تعربد كما تشاء والحركة كما يقال بركة وخلاص من أمراض السقم المتعددة ، والحياة لاتعترف بالجمود والسكون الذي يشبه الموات لذلك كانت الخطط والبرامج والنظريات هي الهادية لنا إلى الطريق المستقيم ، طريق النعيم والسعادة والمرضا في الحياة ، كما أن هذه الخطط والبرامج والنظريات هي التي تجنبنا طريق التخبط العشوائي طريق الضلال والضياع ، وتجعل حياتنا كلها غير ذي جدوى لنا ولغيرنا .وعمليات التغير والتطور والتقدم إلى الأمام يقتضي تحويل الآراء والأفكار والنظريات عموماً إلى ممارسة وفعل مجسد في الأذهان وعلى الأرض وإلا صارت الحياة بلا مغزى ولا معنى ، ولا يتحقق التبدل المطلوب في حياة الأجيال ، وتحقيق مهام المراحل التاريخية المتعاقبة والانتقال الطبيعي والمتدرج من مهام الديمقراطية الوطنية إلى مرحلة الشراكة الكاملة لإشاعة الخير وجعله في متناول كل إنسان ، بعيداً عن نزعات الاستئثار والاستحواذ والاستغلال والاحتكار ، وبعيداً عن نزعات الطغيان والهيمنة والاستعباد والاستبداد ، وهذا هو وحده مايمكن أن يوحد الناس في الكون كله وليس على الأرض فقط .تلك هي العالمية والاممية الحقة ، مهما تعددت المذاهب والعقائد والأيديولوجيات والخرائط واللغات والقوميات والأعراق، لذلك كله يتوحد العالم اليوم ضد الغزاة الأمريكان ومن لف لفهم ، ويتوحدون ضد من يثير النزاعات والحروب والفتن بين بني البشر ليبقى هو متسيداً العالم ، لهذا كانت حركة السلم والتضامن في العالم تقف دوماً مع المستضعفين والمظلومين والمغلوبين على أمرهم ، ليشدوا من عفن الحركة الإنسانية ومواجهة الغطرسة والوصاية الأمريكية على العالم : وفي هذا السبيل يجري محاصرة أمريكا وعزلها وإضعافها لمنع شرورها ووحشيتها من الطغيان على حياة البشر . ولايكفي أن نظل نصرخ في القنوات الفضائية أو في المساجد والأديرة وفي المحافل الدولية والمؤتمرات ، بل يجب أن نتنقل إلى طور الفعل المؤثر في سقوط هذه الآلة الجهنمية التي تعبث في مصائر البشر ، في محاولتها المستمرة لنهب ثروات الغير ، وجعلهم رهن إرادتها : وفي الإبقاء على الآخرين ضعفاء ومتخلفين ، وغير قادرين على مواجهتها موحدين ... هذا هو ما استخلصت التجربة البشرية ، من السقوط المتتابع للإمبراطوريات المتعاقبة التي جربت الهيمنة والسيطرة وفشلت : وجرى فقط هذا عندما كفوا الناس في الدعاء عليها وانتقلوا إلى طور المواجهة الحاسمة معها .
|
اتجاهات
الحياة حركة
أخبار متعلقة