بشير الحزمي: أصدر صندوق الأمم المتحدة للسكان هذا العام وللمرة الثانية ملحقاً خاصاً بالشباب وذلك ضمن تقريره السنوي عن حالة سكان العالم 2007م ركز على التحضر، وقد تناول ملحق الشباب هذا تحديات ووعود التحضر من حيث تأثيرها على الشباب وقد جاء في تصدير ملحق الشباب أنه وفي عام 2008م وللمرة الأولى سييش أكثر من نصف سكان العالم في مناطق حضرية، ويحلول سنة 2030م سيقطن في البلدان والمدن ما يقرب من (5 بلايين) شخص، وسيتضاعف عدد سكان الحضر في أفريقيا وآسيا في اقل من حياة جيل واحد وهذا سيؤدي إلي حدوث زيادة كبيرة في عدد ونسبة الشباب بين سكان الحضر وسينتمي معظمهم إلى اسر فقيرة وذلك لأن تلك الأسر تكون لديها عادة معدلات خصوبة أعلى وموجة نمو سكان الحضر تستدعي من واضعي السياسات إن يتشاوروا مع الشباب ويفكروا في احتياجاتهم وذلك من أجل تحقيق الإمكانات الفردية وتحسين الاقتصادات الحضرية وتشمل التحديات زيادة عدد المدارس وتحسين نوعيتها وجذب استثمارات جديدة لتوفير فرص عمل وإيجاد حيوية اقتصادية وتوفير الخدمات الصحية ومن بينها خدمات الصحة الجنسية والإنجابية لكي يتسنى للشباب أن يحيوا حياة مشبعة ويتخذوا إقراراتهم بأنفسهم فيما يتعلق بالزواج وتكوين أسرة.ويصور ملحق الشباب حياة شباب وشابات من سبع مدن هي (يتانجين في الصين، وسان سلفادور في السلفادور، ومومباي في الهند، ودكا في بنقلاديش ، والقاهرة في مصر، وروفيسك في السنفال، وريودي جاجير وفي البرازيل)وتعطي قصصهم إحساساً بحياة الشابات والشباب والفرص والضغوط والمخاطر التي تنطوى عليها حياتهم الحضرية الحديثة باعتبارهم مهاجرين تركوا الريف لكي يعملوا ويستقروا في المدن وباعتبارهم منظمين اجتماعيين ومناضلين من اجل الحصول على سكان وخدمات أفضل في أطراف المدن، وباعتبارهم ضحايا للإيذاء والعنف الجنسيين بل وحتى باعتبارهم مرتكبي العنف وباعتبارهم شابات تحررن من أدوار الجنسين التقليدية ومن التمييز ضد المرأة، وباعتبارهم متحضرين يخرطون في مجالات الموسيقى والثقافة كمهرب من الفقر وانعدام الأمن الحضر بين مع احتفالهم أيضا بالحياة.وبالرجوع الى تقرير حالة سكان العالم 2007م يتبين أن الموجة الحضرية في القرن الحادي والعشرين تتيح فرصة لتحسين التنمية وتعزيز القابلية للاستدامة ولكن اذا ضاعت الفرصة فإن الموجة الحضرية ستؤدي الى تعميق الفقر وتعجيل التدهور البيئي. وفي مقدمة ملحق الشباب ذكر أن الشباب الذين ينشأون في ظل الفقر ويحصلون على تعليم منخفض الجودة وعلى رعاية صحية وإسكان سيئين ولا تتاح لهم سوى أفاق محدودة للحصول على عمل منتظم قد تسوء أمورهم للغاية.[c1]دلائل إيجابية[/c]وجاء في ملحق الشباب أنه من الممكن أن يساعد إيجاد أماكن مأمونة للمراهقات والشابات على تحويل الحياة الحضرية إلى تجربة إيجابية يستطعن من خلالها الحصول على الاستقلال الذاتي وعلى الموارد والقدرة على التحكم في زمام حياتهن وان المدينة وبحكم تصميمها تجعل الناس اقرب إلي بعضهم بعضاً، والثقافة الحضرية للشباب تضيف الموسيقي والرياضة التي تتشكل بفعل القضايا العالمية والمحلية ولقد أحدثت تكنولوجيات المعلومات والاتصالات من قبيل الإنترنت والهواتف المحمولة كغييرا في طريقة التواصل بين الشباب في المدن وطريقة تواصلهم مع نظرائهم في البلدان الأخرى، واو حدث ونشرت مطامح وأنماطا استهلاكية متعولمة.[c1]مستقبل الشباب في المدن[/c]وعن مستقبل الشباب في المدن يشير ملحق الشباب الصادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان ضمن تقرير حالة سكان العالم 2007م إلي ان مستقبل المدن يتوقف على مستقبل الشباب وبوجه خاص على ما يمكن ان يفعله واضعوا السياسات من اجل تسليح الشباب لكي يصبحوا قادرين على كسر دائرة الفقر التي يعيشون فيها، وهذا يتوقف بدوره على إشراك الشباب في القرارات التي تؤثر فيهم ويوجه ملحق الشباب الانتباه الى بعض التحديات والإمكانيات والي بعض التدابير التي ستساعد الشباب على ان يرتقوا إلى مستوى إمكاناتهم وتنطوي موجة التحضر وما ينجم عنها من زيادة في المعروض من اليد العاملة على إمكانية تحسين النمو الاقتصادية، إذا استطاعت أجهزة الحكم المحلية والبلدية في البلدان النامية إن تحسن نوعية الحكم وتنمي القدرة المؤسسة على توفير البيئة التحتية والخدمات وتشمل الخدمات حصول الجميع على التعليم وعلى الرعاية الصحية وهما عنصران أساسيات في تكوين رأس المال البشري.[c1]الحكومات أمام أربعة متطلبات أساسية[/c]ويشدد ملحق بأن من الواجب على الحكومات أن تقوم بأربعة أشياء أساسية على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة لكي تكون قادرة على مواجهة التغير، والحد من الفقر وتهيئة بيئة مستقرة يمكن فيها للشباب أن يشاركوا مشاركة نشطة في عملية التحول الحضري وتتمثل [c1]الأربعة أشياء الأساسية بالاتي:-[/c]- دعم الشباب لكي يبقوا في المدارس مدة أطول بحيث يصبحون أفضل تعليما وتتاح لهم أمكانية الاستفادة من المبتكرات التكولوجيه والمعلومات واكتساب المهارات الحياتية اللازمة لمواجهة أسواق العمل المتغيرة.- دعم قدرة الشباب على ممارسة حقهم في الحصول على الخدمات الصحية، ومن بينها خدمات الصحة الجنسية والإنجابية لكي يتمكنوا من البقاء أصحاء وخالين من الأمراض التي تنتقل جنسياً ومن عدوى فيروس نقص المناعة البشرية ومن تفادي الحمل في سن مبكرة ولكي يتمكنوا من تأجيل البدء في تكوين أسر خاصته بهم إلى أن يصبحوا مستعدين لذلك وأن ينجبوا أطفالهم في أمان- جذب استثمارات جديدة إلى المدن من أجل إيجاد فرص عمل لمتكلين من الشباب من الحصول على قدر من الأمن الاقتصادي قبل أن يبدأ أو تكوين أسر خاصة بهم - تشجيع منظمات الشباب لتيسير قيادتهم ومشاركتهم في عمليات صنع القرار على الصعيد المحلي، ولكي يكونوا قوة إيجابية من أجل تحسين الحكم.
تحديات ووعود التحضر من حيث تأثيرها على الشباب
أخبار متعلقة