الحياة مرتبطة بخيط رفيع ، لا تظني أن الحوادث لا تصيب الآخرين . وتعلّمي بعضاً من اللمسات التي تنقذ الحياة . ثلاثة أعضاء في الجسم هي مهمة جداً للحياة : - الرئتان اللتان تغذّيان الدم بمادة الأوكسجين . - القلب الذي يبعث الدم النقي نحو الجسم كلّه . - الدماغ الذي يعاني سريعاً من النقص في الأوكسجين . [c1]الغيبوية :[/c]أهم أسباب الغيبوبة التي تصيب الأطفال دون أن تكون ناتجة عن حادث واضح ، هو ارتفاع درجة حرارة الجسم .عند ارتفاع درجة الحرارة يتأثّر الدماغ وينتج عن ذلك رجفة عنيفة تصيب الأطراف والجفون ، يتوقّف الطفل عن التنفّس ويبوّل في ثيابه ويعضّ لسانه . تدوم هذه العوارض ثوان عديدة يفقد بعدها الوعي ويصبح كالخرقة الطريّة شاحباً بلا حركة . عليك بنقله إلى المستشفى حيث يتمّ إحياؤه وتنشيط عمل أجهزته وتتمّ المعالجة على مدى طويل باستعمال مادة الغاردينال .ارتفاع الحرارة ليس السبب الوحيد الذي يؤدي إلى حدوث حالات الغيبوبة . عند الرضّع قد يوجد خلل في تركيب الدماغ يسبّب نوبات مماثلة ، كذلك أن مرضاً معدياً ، عوارضه بسيطة ، قد يؤدي إلى نوبات مماثلة مع صعوبة الربط بين هذه النوبات والمرض ذاته . وحدها الفحوصات الطبية الدقيقة تكشف الأسباب الحقيقية لنوبات الغيبوبة .[c1]الإختناق - التنفس الإصطناعي : [/c]يتوقّف الطفل عن التنفس ، يزرقّ لونه ، هذا يعني أن الأوكسجين لم يعد يصل إلى الرئتين . الحالة خطيرة جداً وكل ثانية يحسب لها حساب .مدّدي الطفل على الأرض وافتحي فمه بيديك ، ضعي وسادة تحت رقبته وانفخي بقوة في فمه بصورة منتظمة ولا تنسي إقفال أنفه . تتأكدين من نجاح هذه العملية إذا لاحظت أن صدره ينتفخ ويهبط بالنتظام . من المهم المحافظة على الإنضباط والهدوء والسيطرة على الأعصاب . هذا التنفس الإصطناعي يساعد بانتظار وصول النجدة ، ولا تعتقدي بأنه كاف بحدّ ذاته لعلاج الإختناق .الجروح والكدمات والرضوض والكسور: تعلّم طفلك المشي وبات يقع أرضاً مرات عديدة يومياً . حياته الآن سوف تحفل بالتجارب من ناحية الجروح والكدمات .السقطات البسيطة ليست بذات أهمية إذا أبعدنا الطفل عن السلالم والشرفات . إذا سقط الطفل على مؤخرته تبقى العواقب سليمة . أما بالنسبة للأطراف ، فشعر بسيط في العظام هو وارد دائما ، ويجب عدم إهماله . إنتبهي جيدا إلى يد أو قدم لا يستعملها طفلك ويتألم عندما تلمسينها ، أو تصاب بورم . يطلب الطبيب في هذه الحالات صورة أشعة فورية وإذا أظهرت كسراً في العظام يجب حمايتها بالجفصين “ الجبس “ حتى الشفاء . في جميع الأحوال توجهي إلى الطبيب اختصاصي ولا تصدقي الجارات والقريبات اللواتي ينصحنك بالتوجه إلى “ المجبّر “.إذا سقط الولد على رأسه يتورم مكان الإصابة وأحيانا يصاب بنزيف في أنفه . يشعر الطفل بالخوف ، ويشحب لونه وينام بعد وقت قصير . هذه العوارض طبيعية ولا تدعو إلى القلق بحد ذاتها لكنها تدعوك إلى الانتباه خصوصا خلال الساعات القليلة التي تلي الوقعة . حالات الاستفراغ القوي والتصرفات غير الطبيعية ( نظرة فارغة ، صعوبة في الكلام ) كلها دلائل على أن الاصابة قد تكون خطيرة لذلك لا تترددي بطرق باب المستشفى .إحتفظي دائما معك في المنزل والسيارة وخلال الرحلات في الطبيعة ، بعلبة إسعافات أولية تحتوي على مطهرات مختلفة ، كماء الأوكسجين والسبيرتو الأبيض والدواء الأحمر وصبغة اليود والشاش المطهر والمراهم المضادة للالتهاب . ذلك لأن السقطات المتكررة التي سوف يقوم بها طفلك رغما عنه لا تؤدي فقط إلى الإصابة بالكسور بل قد تسبب أيضا الخدوش والجروح.بادري سيدتي إلى تطهير الجرح مهما كان نوعه ومهما كان بسيطا ، واربطيه جيدا وراجعي طبيبا في حال لاحظت أن الجرح قد التهب وتلقيحه . إنتبهي جيدا إلى ان لقاح الكزاز لا يزال ساري المفعول وتقيح . إنتبهي جيدا إلى أن لقاح الكزاز لا يزال ساري المفعول وأعيدي تلقيحه عند أدنى شك في استمرار فعالية اللقاح إذ إن أبسط حادث قد يسبب الموت .[c1]التسمّم :[/c]مأساة كبيرة أن نرى الأطفال الصحيحين يموتون خلال ساعات معدودة نتيجة حادث سخيف. المواد السامة المميتة موجودة في كل مكان وتكثر في المنازل . الأدوية ملقاة في صالة الجلوس وغرفة الطعام وعلى المناضد والكراسي . المطبخ يعج بالمساحيق المنظفة السامة ، الصيدلية الموجودة في صالة الحمام ملآى بالعقاقير ، أدوية قتل الحشرات في متناول كل يد . وكل هذه السموم ملتفة بغلافات ملونة مزخرفة وهل نذكرك بأن هذه الالوان والزخرفات تجتذب اهتمام الأطفال ، الذين يخلطون بين حبات الأدوية والملبس ؟ ونلفتك إلى أن الأطفال لا يتمتعون بحاسة الذوق المدربة والمتطورة وربما أحبوا “ النفتلين “ كما أن مساحق التنظيف معطرة بعطر الليمون المرسوم بوضوح على العلبة الخارجية وشركات كثيرة تقدم ألعابا مع هذه العلب لتغري الزبائن . من المغريات أيضا الدعايات التلفزيونية التي تظهر كل هذه المستحضرات وتعطيها أفضل الصفات من مثل : الأجود والأفضل والجديد والمنعش وإلخ .... حوادث التسمم تحصل بمعظمها خلال وجودك في البيت . علبة المهدئات مثلا ، التي تركتها على الطاولة بعد أن تناولت منها حبة واحدة ، سوف تصبح فارغة بعد أن تديري ظهرك . نتائج بعض الإحصاءات حول هذا الموضوع تبدو مدهشة فقد تبين أن حوادث التسمم تحصل بمعظمها ضمن العائلات المرتاحة ، وأن الأولاد الذين يصابون بالتسمم هم الأكثر هدوءاً. لتجنب التسمم قدر المستطاع يجب الانتباه إلى ما يلي : - إخفاء العقاقير السامة على اختلاف أنواعها في خزائن مقفلة . - رمي الأدوية بعد انتهاء العلاج أو تقديمها إلى أحد المستوصفات . - عدم إعطاء أي دواء لطفلك دون استشارة الطبيب وانتبهي إلى مدة العلاج وطريقة الاستعمال . - لا تضعي سوائل أيا يكن نوعها ، في زجاجات ماء الشرب أو العصير ، فكم من حوادث التسمم حصلت لمثل هذه الاسباب . [c1]العلاج : [/c]فور اكتشاف حادث التسمم يجب المحافظة على هدوء الأعصاب والابتعاد عن الانفعال والتأنيب اللذين لن يفيدوا سوى في زيادة الأمور سوءاً . إبحثي فوراً عن سبب التسمم والكمية التي تناولها الطفل ، فهذه المعلومات مفيدة جدا للمساعدة على العلاج .واتصلي على الفور بالطبيب ، أو بالمستشفى وبلغيه تفاصيل الحادث واستعلمي عما يجب أن تفعلي .تجنبي الوصفات الشائعة التي تؤذي في كثير من الأحيان . كوب من الحليب مثلا يعطى لطفل تناول مادة البنزين أو أحد مشتقاتها ، يسهل وصول هذه المادة إلى الدم . لا تدعي الطفل الذي تناول أحد العقاقير السائلة يستفرغ لأن ذلك يجعله يستنشق المادة السامة . أما إذا ابتلع طفلك حبوبا فهذه الحبوب لا تزال في معدته ويمكنك أجباره على الاستفراغ بسرعة بوضع إصبعك في فمه . أما إذا كان فقد الوعي فهناك خطر من أن يختنق . إتصلي فورا بأحد المراكز الطبية المختصة.
الإسعافات الأوليّة للأطفال
أخبار متعلقة