فيما الأمم المتحدة تدعو إلى تعزيز الالتزام بمكافحة مرض الايدز
كتب / بشير الحزمي :دعا مسئولو الأمم المتحدة الأربعاء الماضي إلى تعزيز الالتزام بمكافحة مرض الايدز رغم التقدم الذي تم إحرازه خلال العقود الثلاثة الماضية إذ ينبغي على العالم ألا يتراجع عن جهوده الرامية إلى دحر الوباء ومنع وقوع إصابات جديدة ووفيات ناجمة عن المرض. ونقل موقع الأمم المتحدة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قوله في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للايدز إن هدفهم المشترك يتمثل في حصول كل المتعايشين مع المرض في أنحاء العالم على العلاج والرعاية والوقاية والدعم والعمل لضمان استمرار جهود التصدي للايدز. وأضاف انه بعد ثلاثة عقود من هذه الأزمة عليهم أن يضعوا نصب أعينهم تحقيق هدف القضاء على ثلاثة أمور ، هي منع وقوع إصابات جديدة ومنع التمييز ومنع الوفيات الناجمة عن المرض إضافة إلى التعهد بالعمل معا لتحقيق هذه الرؤية لكل شعوب العالم ، مشيراً إلى أن المعاناة والوفيات الناجمة عن الايدز أدت إلى تكاتف المجتمع الدولي للتصدي للمرض وانقاذ الأرواح . وأوضح أن أعداد الإصابات انخفضت إذ حصل الملايين على العلاج والرعاية وأصبحت الكثير من النساء قادرات على حماية أطفالهن من الإصابة وقامت العديد من الدول برفع حظر سفر الأشخاص المصابين. من جانبه أشار المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الايدز ميشيل سيدي بيه إلى انخفاض عدد الإصابات الجديدة والوفيات الناجمة عن الوباء نحو 20 % إلا أن ما يبعث على الأسى أن 30 مليون شخص فقدوا أرواحهم نتيجة أمراض لها علاقة بالايدز بينما ينتظر نحو 10 ملايين آخرين العلاج. وقال انه بالتزام المجتمع الدولي وبرنامج الأمم المتحدة بمكافحة الايدز يمكنهم تغيير مسار الوباء داعيا إلى القضاء على انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين بحلول عام 2015م. وكان تقرير الايدز الصادر الأسبوع الماضي قد أوضح أن نحو 2.6 مليون شخص أصيبوا بالوباء وهو عدد اقل بنسبة 20 % عما كان عليه الوضع عام 1999م حيث بلغ عدد الإصابات 3.1 مليون إصابة وفي عام 2009م لقي 1.8 مليون شخص حتفهم جراء المرض وهو عدد اقل بمقدار الخمس عن الوفيات التي وقعت عام 2004م وبلغت 2.1 مليون حالة وفاة. وأضاف التقرير انه ما بين 2001 - 2009م استقرت معدلات الإصابات الجديدة أو انخفضت بنسبة 25 بالمئة في 56 بلداً حول العالم بما في ذلك 34 بلداً في الدول الإفريقية جنوب صحراء لافتا إلا انه من بين خمس دول افريقية تتمتع بمعدلات عالية من الإصابات استطاعت أربع دول هي أثيوبيا وجنوب إفريقيا وزامبيا وزيمبابوي خفض معدلات الإصابة نحو 25 بالمئة بينما استقرت النسبة في نيجيريا . من جهتها دعت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية ما رغيت تشان إلى حماية حقوق المصابين بفيروس الايدز وقالت إن العمل مع المتعايشين مع الفيروس من الأمور الحاسمة الأهمية وعلى الدول الأعضاء أن تضع في اعتبارها ما قطعته على نفسها في الإعلان السياسي لعام 2006بشأن الايدز والعدوى بفيروسه من التزامات بتهيئة بيئات قانونية واجتماعية أفضل للناس كي يستفيدوا من خدمات الوقاية والعلاج ذات الصلة. وأكدت ضرورة تمتع المتعايشين مع الايدز ليس بحقهم في الصحة فقط بل كذلك بحقهم في الاستفادة من الخدمات الاجتماعية الأساسية مثل التعليم والعمل والسكن والضمان الاجتماعي وحتى الحق في اللجوء في بعض الأحيان ، مشيرة إلى أن ضمان حقوق المصابين من الممارسات الصحية العمومية التي تعود بالمنفعة وذلك من خلال زيادة جهود الوقاية وتحسين صحة المصابين بالفيروس. من جانب آخر ذكرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أنها تبذل جهودا واضحة مع الجهات صاحبة الاختصاص للمساهمة في الحد من انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة ( الايدز). و اوضحت الجامعة في بيان لها بمناسبة احتفال العالم بـ( اليوم العالمي للايدز) أنها تدعم مساعي المجتمع الدولي للتصدي لهذا الوباء ورفع الوعي بين مختلف الفئات العمرية. وقالت الجامعة : إن هذا الاحتفال يعد من ابرز الفرص المتاحة للشركاء من القطاعين العام والخاص للتشجيع على إحراز التقدم في الوقاية من وباء الايدز ، وعلاج مرضاه ، ورعايتهم في البلدان التي ترتفع فيها معدلات وقوعه في شتى أنحاء العالم.. موضحة انه بالرغم من أن معدل انتشار الايدز منخفض في منطقتنا العربية إلا أن الأمر لا يزال يحتاج إلى استمرار الجهود من اجل توفير العلاج والدعم للمصابين ، لتجنب ظهور حالات جديدة ، كما أن على المنظمات والجهات المانحة تمويل الأبحاث العلمية لاكتشاف العلاج الناجح له ، كما حدث من قبل في مواجهة أوبئة عديدة ومنها البلهارسيا وشلل الأطفال. وذكر البيان أن الأمانة العامة للجامعة العربية تعمل وبالتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة ، لتطوير برامج خدمات نقل الدم من خلال الهيئة العربية لخدمات نقل الدم لمنع انتقال فيروس نقص المناعة المكتسب عن طريق نقل الدم الملوث وكذلك التنسيق والتعاون في هذا الشأن مع برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الايدز. وقال البيان : ( كما تسعى الجامعة ومن خلال مجلس وزراء الصحة العرب إلى وضع خطة عربية متكاملة بالتعاون مع المنظمات الدولية والجهات المانحة لمكافحة وباء نقص المناعة البشري والتركيز على التوعية والتثقيف الصحي ، وبحث آليات الوصول إلى الفئات الأكثر عرضة لهذا الوباء، ورصد التشريعات والقوانين والاستراتيجيات الوطنية في المنطقة العربية). يذكر أن مرض الايدز تسبب بمقتل أكثر من 25 مليونا في مختلف أنحاء العالم منذ اكتشاف أول حالة عام 1981م فيما يقدر عدد الذين يحملون الفيروس المسبب له نحو 33 مليون مصاب حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.