قالا إن إيران المسلحة نوويا ستشكل تهديدا للسلام
باريس/14 أكتوبر/ مات سبيتالنيك وجيريمي بيلوفسكي: قال الرئيس الأمريكي جورج بوش ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس السبت إن إيران المسلحة نوويا ستشكل تهديدا للسلام فيما سعيا لإنهاء توترات الماضي بسبب حرب العراق ولتشكيل جبهة مشتركة ضد طهران. وجلس الزعيمان في إطار جولة الوداع التي يقوم بها بوش في أوروبا ليضعا بالتنسيق فيما بينهما إستراتيجية لزيادة الضغط الدولي على إيران بسبب برنامجها النووي ولتعزيز المساعدات الدولية لأفغانستان التي مزقتها الحرب. واستبعدت إيران أمس السبت أي وقف لتخصيب اليورانيوم بعد أن سلمها خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي عرضا من القوى الكبرى يتضمن مزايا اقتصادية لإقناعها بتعليق هذه الأنشطة. وقال أن بوش في مؤتمر صحفي مع ساركوزي «أشعر بخيبة أمل لأن الزعماء الإيرانيين رفضوا هذا العرض الكريم على الفور.» وأضاف أن الزعماء الأوروبيين يدركون أن إيران المسلحة نوويا ستكون «ضربة كبيرة للسلام العالمي.» واتفق ساركوزي معه في الرأي قائلا «من غير المقبول أن تحصل إيران على قنبلة ذرية.» ودعا إلى «فرض عقوبات» إذا واصلت طهران تحديها. وحذر بوش وحلفاؤه الأوروبيون الذين اجتمع معهم أثناء جولته التي ستكون آخر جولة يقوم بها قبل أن يترك منصبه في يناير القادم طهران من مزيد من العقوبات إذا استمرت في السعي لامتلاك تكنولوجيا نووية قد تستخدم في تصنيع الأسلحة. والعلاقة الشخصية الدافئة بين بوش وساركوزي الذي يشتهر باسم « ساركو الأمريكي» تتعارض بوضوح مع العلاقة الفاترة بين الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وهو معارض قوي للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، ولكن شعبية بوش في فرنسا ما زالت متراجعة بشدة إذ لم يعر كثير من الفرنسيين بالا لزيارته فيما يتطلعون لمن سيخلفه بعد انتخابات الرئاسة التي ستجرى في نوفمبر. وأجرى بوش محادثات مع ساركوزي في قصر الاليزيه بعد حفل استقبال على سلالم القصر واستعراض لحرس الشرف. وحاول بوش التواصل مع الفرنسيين أمس الأول الجمعة قائلا «التاريخ الحديث يبين أنه لا يمكن للخلاف أن يقلص العلاقات العميقة بين شعبينا» في إشارة على ما يبدو للخلافات بسبب حرب العراق. وأسرف بوش في مدح ساركوزي الذي حظي بتأييد في واشنطن خاصة لتبنيه نهجا أكثر تشددا من حكومة شيراك إزاء إيران. وتنفي إيران أنها تسعى لإنتاج أسلحة نووية وتصر على أن برنامجها لأغراض سلمية. وأشاد بوش بساركوزي لتعهده بإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان ولرعايته مؤتمرا للمانحين أسفر عن تخصيص 20 مليار دولار لإعادة بناء الدولة التي مزقتها الحرب حيث تخوض قوات أمريكية وقوات من حلف شمال الأطلسي وقوات أفغانية حربا ضد مسلحي طالبان الذي أعادوا تنظيم صفوفهم. وانتقد بوش في المؤتمر الصحفي إيران لدعمها حزب الله ضد الحكومة اللبنانية وأكد من جديد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني بنهاية العام وهو هدف ينظر إليه بعين الشك على نطاق واسع. ووجه بوش الدعوة لساركوزي الذي يعد أكثر رؤساء فرنسا تأييدا للولايات المتحدة منذ عقود من الزمان للقيام بزيارة خاصة لمزرعة عائلة بوش في أغسطس الماضي كما استقبل بحفاوة في أول زيارة رسمية لواشنطن في نوفمبر.