احمد قاسم
[c1]الفنان الراحل احمد قاسم ينتصب بكفاءة مع صف من المبدعين.. هذه الكوكبة التي عاشت في الفن وللفن حد التماهي [/c]د. عمر عبدالعزيزتصادفت هذه الكتابة عن الفنان احمد قاسم مع جلسة استماع وتوحد أحن إليها من آن لآخر.. وها أنا أكتب هذه المادة في الإمارات العربية بناءً على دعوة من صديقي النشط الصحفي عبدالقادر خضر ووعد مني عند زيارتي الأخيرة لأرض الوطن ان أبعث بهذه المادة عن فنان اليمن الكبير احمد قاسم.ان روح الفنان المحلقة في ملكوتها تتبدى لي متماوجة مع هارمونيا الانغام المنبعثة من (الجرامفون) أسمعه واستجليه في لحظات الصفاء مع (باغنين) صاحب الكمان المدهش مع (موزارت) اعجوبة الطفولة وروعة الخالق في تجليها موهبة فذة والحان بعذوبة الطبيعة وتحليقات طيور الغسق وتغريداتها المنسابة مع نسمات الصباح النقية ومروج الأرض الزاهية مع (فيفا لدي) وانغامه الصاعدة إلى السماء، بغنائية تختزل عوالم الروح تنساب شفافة كفيوضات المياه الجبلية الساطعة والأشهى من العسل!! في هكذا تصادف وتخاطر عادت بي الذاكرة الى فقيد فن الغناء والموسيقى اليمنية، إلى عدن.. مدينة الليل.. منارة اليمن الأكثر عصرية.. أفضل ذاكرة جمعية للأمة عدن التي صهرت كل تجليات التاريخ العصري لليمن، بافاراحه واتراحه .. باشراقاته وانتكاساته!!احمد قاسم.. هو الممثل بكفاءة لنموذج الغناء والموسيقى الصادرة من أعماق عدن.. عدن بما هي حاضرة وذاكرة تآلف متوائم للتراث والمعاصرة .. للماضي والمستقبل!!لذلك كان بديهياً بحسب نواميس التطورالتاريخي واقانيم الحضارة ان تتساوى معه قامات شامخة في الثقافة والموسيقى.. ومازلنا نعايش ابداعاتهم ونتعرف بما تركوه من قيم فنية كبيرة.. منهم مثالاً لا حصراً:الشاعر الفنان الشامل (لطفي جعفر أمان) المحدث والرومانتيكي بكفاءة الفيلسوف الوجودي المتفكر والمتقد ذكاءً وبصيرة.. أحد الذين يمتلكون أدوات اللغة الشعرية كما الفكر وتجلياته وعاصر في التراث كما في الآداب الإنسانية..كذلك الفنان محمد مرشد ناجي.. وحيد ذاته وجوهرة الاستجلاء لاجمل كوامن الفولكلور الغنائي اليمني.. الفنان المثقف الذي أجلى تنويعات الغناء اليمني وأذابها في واحديته وطريقته الخاصة!وأيضاً الفنان ابوبكر سالم بلفقيه .. أكبر من أحيا واجلى التراث الفني الحضرمي .. مثلت الستينيات مدرسته الثانية بعد مدينته (تريم) .. ففي عدن تواكب أبوبكر سالم مع الغناء الجديد.. وشق طريقاً آخر بموازاة طريقته الصوتية الفريدة وحساسيته المستوعبة للتراث الفني الحضرمي!!ومنهم أيضاً اسماء وقامات لا يتسع المجال لايرادها هنا.. لكن ما أود قوله ان الفنان الراحل احمد قاسم ينتصب بكفاءة مع هذا الصف من المبدعين.. هذه الكوكبة التي عاشت في الفن وللفن حد التماهي.. وإلى ذلك كان احمد قاسم في تفرده تعبيراً عن الملامح الرئيسية لفن غنائي يميز مدينة عدن بما هي حاضرة استثناء في اليمن.. شرعت أذرعها ليس فقط لأبناء اليمن الطبيعية بل وللجاليات الشقيقة والاجنبية.. ومازجت كل هذا التنوع والثراء في شخصية استقامت بما هي يمنية وعربية وإنسانية ايضاً!!تحدث معي مرة المرحوم الفنان والذائقة الموسيقية الرفيعة جميل غانم عندما وصف احمد قاسم بانه (فنان حقيقي) بلغة جميل الاشارية ذات الدلالة العميقة.. تبين لي أن لاحمد قاسم مكانة خاصة في الفن المعاصر في اليمن.. لقد كانت شهادة مرسلة كما لو أنها شفرة للمستقبل!إنها شهادة عازف كبير، وذائقة موسيقية أكبر تكشف لنا شيئاً من ابعاد الفنان المتميز احمد قاسم.