سماحة واتساع صدر الأخ الرئيس من صفاته الملازمة له وقت الشدة والرخاء وهي من صفات الرجال الواثقين بأنفسهم وبأعمالهم الجليلة ودعوته في الاحتفال الذي اقيم بمناسبة الذكرى الـ 40 ليوم الاستقلال الوطني في مدينة عدن لرموز الحركة الوطنية الى العودة للوطن وهم من الشخصيات والقيادات السياسية للمشاركة في بناء الوطن ومشاركة تخدم تقدم وتطور الوطن والمواطن ومثل هذه الدعوة ليست بغريبة او جديدة من الاخ الرئيس القائد بل هي من صفات اخلاقه الشخصية والوطنية والسياسية الراقية. فقد سبق ان وجه مثل هذه الدعوة لرموز وطنية تاريخية وقيادات ثورية عملاقة منها المشير عبدالله السلال والقاضي عبدالرحمن الارياني والفريق حسن العمري وآخرين، والدعوات المستمرة الى ضرورة واهمية الحوار الجاد لحل كل قضايا الخلاف والاختلاف في اصلاح منظومة النظام السياسي والاقتصادي والمعيشي لابناء الوطن والتفاهمات لما فيه تطور وتحسين العمل الديمقراطي في البلاد التي تواجه من البعض بعدم الجدية والفتور حينا وحينا آخر وضع معالجات لبعض القضايا من المستحيل تحقيقها واظهار التعنت والتعجيز ويتضح منها الهدف وهو سوء النية الساعي الى تصعيد الخلاف واثارة الفتن وتهديد امن وسلامة الوطن كما حدث في معظم الفعاليات التظاهرية للمطالبة بالحقوق والتي تم تحويلها الى مطالب سياسية لاعلاقة لها بالغرض الذي قامت من اجله. حيث تم العمل على رفع مستوى التصعيد والدفع لتبني الدعوات المشبوهة مثل الدعوة الى الانفصال كدعوة مباشرة من قبل بعض القيادات المنظمة لتلكم الفعاليات وغير مباشرة لكنها ملموسة من خلال الخطاب الاعلامي المشبوه الذي صارت تعتمده بعض الصحف الحزبية والاهلية مع الاسف وهذا ما يهدد امن واستقرار وحدة الوطن وتشير الى ان هناك مخططات خارجية لاشك تهدف الى زعزعة الامن الداخلي وما يثبت ذلك هو الارتباط بالتوقيت الذي جاء بعد حوالى ستة أشهر من الانتهاء من العملية الانتخابية الديمقراطية التي شارك فيها الجميع وهي انتخابات المجالس المحلية والانتخابات الرئاسية .والمستغرب فيه انهم اليوم يتحدثون عن انتهاك لحقوق ونهب للأراضي منذ ما بعد 94م ،فلماذا هذا الصمت الطويل غير المبرر لما يقارب 13 عاما؟ حتى في وقت التنافس الشديد الذي رافق الحملات الانتخابية في سبتمبر 2006 لم نكن نسمع او نشاهد منهم أي شيء من هذا الذي نشاهده اليوم، ولكن هذا يؤكد حصولهم على الضوء الاخضر للخروج الى الشارع للمطالبة بالحقوق لقياس نبض السلطة التي تعاملت معهم وماتزال بطريقة حضارية كونها قد اخذت بالنهج الديمقراطي خيارا والتزاما وطنيا دستوريا وقانونيا ،بحرية التعبير عن المطالب الحقة وعليه فاننا ندين العناصر التي في بعض المحافظات سعت وتسعى الى تفعيل الوسائل والاساليب غير المشروعة وطنيا من خلال احداث العنف التي راح ضحيتها (قتلى وجرحى) .ولهذا فان الدلائل والقرائن تؤكد مسؤوليتهم في ما حدث من اعمال الشغب والعنف في بعض الفعاليات التظاهرية التي اختاروها لمواجهة قوات الامن بالاساس والقيام بقطع الطرق وتخريب الممتلكات وتشويه الحقائق والدعوة الى الانفصال هي التي مثلت البدء في احداث العنف المؤسفة ، أي نضال سلمي هذا ؟ والتي تقبلوها بدم بارد كونهم حققوا رغبتهم في استثارة مجموعة من الشباب المغرر بهم الذين انجروا بحسن نية وراء الاساليب والوسائل التحريضية بالحديث عن التضحية والشجاعة ولو علم هؤلاء أن "التضحية في شريعة الاسلام تكون من اجل كسب رضاء الله وطاعته واعلاء كلمته والطمع في ثواب الآخرة كما في الجهاد في سبيل الله، فان كان فيه الباعث غير هذا فلا يعترف به الاسلام كالجهاد من اجل الشجاعة والسمعة والحمية" – راجع كتاب المقاصد العامة للشريعة الاسلامية الصفحة (144) للدكتور يوسف عامر االعالم.ولاحتواء الأزمة وتفويت الفرصة على أعداء الوطن فقد أعلن فخامة الأخ الرئيس ان قتلى الاحداث الاخيرة يعتبرون شهداء وأمر بعلاج الجرحى داخل وخارج الوطن واطلاق سراح الموقوفين على ذمة احداث الشغب والفوضى التي حدثت في بعض الفعاليات الاخيرة ودعوة جميع قوى الحركة الوطنية في الخارج الى العودة الى ارض الوطن. انها اجراءات القائد السياسي المحنك وقد حصلت على ترحيب واستحسان داخلي وخارجي، واليوم وبعد وضع معظم الحلول والمعالجات للكثير من الحقوق والمطالب الحقة، يتطلب مما تبقى من الخارجين على القوانين ان يستفيدوا من هذه الفرصة التي قدمها الأخ الرئيس ليبدؤوا التفكير السليم والانخراط في عملية البناء والتطوير للوطن وكفى عبثا بمسيرة الوحدة التي تعتبر قطار التنمية اليمنية الشاملة يشق طريقه بثقة ونظام وهناك محطات يتوقف فيها ليأخذ من يريد ان يساهم في المسيرة وحتى لاتفوتهم الفرصة عليهم ادراك الوقت المحدد ليتمكنوا من المشاركة في بناء وتطور الوطن.. وسيبقى على قارعة الطريق منبوداً من سيفوتهم القطار من اولئك النفر القليل الذين من عادتهم ان يتخلفوا عن الحضور الى محطاته واضحة المعالم دستوريا وقانونيا في الوقت المطلوب وكم كنا نتمنى ان يكونوا معنا للمشاركة في بناء وتقدم اليمن الحبيب.
|
آراء حرة
كفى عبثا بمسيرة الوحدة!
أخبار متعلقة