التلالية : من محراب الاعتكاف والتباعد إلى الانهيار
كتب / جميل عبدالوهاب :اجزم بأن فريق التلال - ومنذ الدمج - الذي تم في عام 1975م .. لم يتعرض لثلاث هزائم متتالية كما هو امامنا في الدوري العام الحالي .. ومن ( العار ) ان يحتل فريق بحجم التلال المركز الاخير في ترتيب فرق الدوري العام وبحصيلة ( صفرية ) من النقاط .. ومن ( المخجل ) ان يظهر فريق بحجم التلال ، متخلفاً ، بدائياً في ادائه ومستواه ، وكمن دس في قفص مغلق ورمى به للابحار في سفينة طالباً منه الهروب وليس في السفينة من مهرب ، والاَّ فأمواج المحيط او الفضاء الارهب نصيب الهاربين ، والسفينة في سباق مع الريح !! .ومن ( المخيف ) ان يظهر فريق التلال بأسلوب مخالف للمدنية الكروية وعلى اركان متخلفة جداً في مجمل ادائه الكروي .. زحف كروي مميت يجري في عروقه كالسم البطيء ، ولا ندري متى يصعق ؟! لا سيما والمقاومة معدومة او تكاد !! .واذا ما عدنا قليلاً للخلف - وبعيداً عن الاحباط الذي اصاب التلالية بفعل حرمانهم من المشاركة في الاستحقاقات الخارجية .. وقبلها تهميش عملية تكريمهم من قبل اتحاد العيسي فكان الرد تكريمهم من قبل فخامة رئيس الجمهورية الاخ / علي عبدالله صالح / اقول بعيداً عن كل ذلك .. لانه سبق لكاتب هذه السطور وعدد كبير من الزملاء ان تناولوا هذا الموضوع وفي عدد من الصحف والملحقات والصفحات الرياضية .وعليه دعونا نمسك بعديد الخيوط التي قادت فريق التلال الى الظهور بالشكل الذي ظهر عليه في الدوري العام الحالي ، وعلى النحو التالي :1 - بعد انتهاء الموسم الكروي الماضي دخل فريق التلال محراب الاعتكاف ، وادارة النادي ممثلة بالاخوين / رشاد هائل / رئيس النادي ، والمهندس / حسن سعيد قاسم / نائب رئيس النادي واللذان يمثلان مستودع الهوية المالية بالنسبة للاول ، ومستودع الهوية الادارية بالنسبة للثاني .. دخلا مقطورة الصمت والزمن يطير وليس هناك من يمتلك القدرة على ملاحقته !!2 - قيام الاخ المهندس / حسن سعيد قاسم / بتقديم استقالته من منصب رئاسة النادي بشكل مفاجىء وتوقيت غير مناسب ، ساهم في حدوث فجوة سكونية هائلة بين ادارة النادي من جهة .. والجهاز الفني واللاعبين من جهة اخرى .3 - وعليه فإن هذه الفجوة السكونية الهائلة ، منعت أي لقاء لادارة النادي بالجهاز الفني ( اولاً ) لمطالبته باعداد تقرير عن الموسم الكروي الماضي ، ومن ثم مناقشة التقرير ، وبالتالي منعت اي لقاء بلاعبي الفريق وبحضور الجهاز الفني ايضاً وهذا (ثانياً) .. فهل يعقل هذا التباعد القاتل بين ادارة النادي من جهة ، والجهاز الفني واللاعبين من جهة اخرى منذ انقضاء الموسم الكروي الماضي وحتى بدء بطولة الدوري العام الحالي ؟!! .4 - التباعد القاتل بين ادارة النادي من جهة والجهاز الفني واللاعبين من جهة اخرى بلغ مداه ( الخطر جداً ) بعدم قيام الادارة - رشاد هائل .. وحسن سعيد قاسم - بالالتقاء بالجهاز الفني واللاعبين مع انطلاقة بطولة الدوري العام الحالي .. نعم خاض فريق التلال مباراته الاولى امام الصقر دون ان تلتقي ادارة النادي بالجهاز الفني واللاعبين ، وتكرر المشهد بخوض الفريق لمباراته الثانية امام اليرموك - وهذا مالم يحدث في تاريخ التلال .5 - ونسأل هنا : لماذا فرضت ادارة النادي حالة الجمود (الغير مبرر ) تجاه علاقتها .. بل ومسؤوليتها المباشرة عن الجهاز الفني واللاعبين ؟! وهل هناك من يريد عودة الفريق الى الوراء وبالزامية ؟! .6 - لماذا تم تأخير المستحقات المالية للاعبين ، وهي مستحقات اربعة اشهر تتصل بالدوري العام الماضي - ربما يقول البعض ان اللاعبين ظهروا بهذا الانهيار نتيجة عدم استلامهم لهذه المستحقات المالية ، وان الولاء للنادي انتهى ، وبات اللاعبون يلعبون من أجل المال وحده - وهذه الفرضية غير صحيحة ، لماذا؟.. لان ادارة النادي تعاقدت مع لاعبين اجانب ولاعبين محليين ، وهذه التعاقدات تفرض - بضم التاء - على ان تقوم ادارة النادي باحترام هذه التعاقدات والتي تنص على دفع مرتبات اللاعبين ، ونفس الحال بالنسبة للاعبين من ابناء النادي - على قلتهم - هناك لائحة اقرتها ادارة النادي تنظيم عملية صرف الحوافز والمكافأت .. الخ ، بمعنى ان ادارة النادي هي من قامت بالتعاقدات مع اللاعبين الاجانب والمحليين ، وهي من اعدت لائحة صرف الحوافز والمكافآت لبقية اللاعبين ، وبالتالي كان عليها تنفيذ التزاماتها المالية التي اقرتها هي دون سواها !!.7 - كان يمكن للاعبين ان يتفهموا الوضع المالي للنادي ، في حالة التقاء الادارة بهم - لا الهروب منهم - حتى مع كون عدم اقتناعي - شخصياً - بتردي الاوضاع المالية للنادي ، والا لما تمت صفقة اللاعب / عبده الادريسي / بكذا مبلغ (0000) وهو ما اثار حفيظة بقية اللاعبين .. والذين لم يطالبوا بمساواتهم باللاعب / عبده الادريسي - مالياً - بقدر اندهاشهم من عدم صرف مستحقاتهم المالية لفترة اربعة اشهر وفي ذات الوقت تتم صفقة / عبده الادريسي / بمبلغ ( خيالي ) وهذا مما اكد لبقية اللاعبين ان الادارة ليست لديها معاناة مالية !! . نهاية المطاف- شاهدت مباراة فريق التلال امام الصقر ، ثم امام هلال الحديدة .. صحيح ان هناك تراخي من قبل اللاعبين ، وصحيح ايضاً ان بصمات الكابتن / سامي نعاش / الفنية والتكتيكية لم تكن حاضرة - كما عودنا على ذلك - ولكن تظل الادارة المسؤول الاول لما حدث .. وربما يحدث للفريق .. فالاكياس الفارغة لا تقف الا اذا امتلأت وصار لها قوام ملموس !!- على ادارة التلال ان تحسم علاقتها بالجهازالفني واللاعبين وبشكل ايجابي .. عليها وضع عامل السرعة بعين الاعتبار واعطائه اقصى قوتها لاحداث تبدل جذري جميل في صفوف الجهاز الفني واللاعبين حتى لا ينهار فريق التلال تحت الأرجل ، وهنا مكمن الخطر .. واحسب انه بدأ فعلاً في الانهيار !!.- ما من احد يفكر في مصائب الغد الآتي ، وهنا يأتي السؤال الحرج ويأخذ مداه : هل فقدنا حس الزمن ؟!! .مستحقات اللاعبين المالية لأربعة أشهر وصفقة عبده الادريسي تثير الاندهاش !!