مالكة عبد اللاه أول إمرأة شاركت في مفاوضات الإستقلال سنة 1967
لقاء / إبتسام العسيري [c1]البداية طالبة موهت بشكلها ولغتها الإنجليز[/c]كانت البداية عندما كنت في المدرسة الثانوية حينها قمنا بتأسيس جمعية لمساعدة الأسر الفقيرة والمساجين والناس الذين يقطنون في الأكواخ ، عمقت تلك الأحوال الصعبة التي يعيشها المواطنون في داخلي شعور بالحمية في التخلص من هذه الأوضاع فقادتني ألامهم ومعاناتهم إلى الإنفجارعبر إعداد منشورات توعي الناس وتحرضهم ضد الإحتلال البريطاني ولإنني كنت أمتلك سيارة وكنت أتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة بالإضافة إلى شكلي ولبسي الذي لم يكن يوحي بأني من الممكن ان اكون ضمن المجاميع المقاومة ، فكنت اقوم بتوزيع هذه المنشورات في حارات كريتروإلى الشيخ أو دار سعد والعكس بكل سهولة ودون ان يشك بي أي جندي بريطاني ويساعدني في ذلك شقيقي فاروق عبداللاه أحمد الشيباني ..حتى تطورت هذه الظاهرة الوطنية إلى التحضير والإعداد للمظاهرات المنادية للحرية والإستقلال ، وأستطيع القول بأن بيتي في عدن كان ملجأ للمناضلين يأوون إليه من مطارادات الجنود البريطانيين وأذكر أنني أشتركت في نقل الأسلحة من منطقة إلى أخرى .[c1]مفاوضات الإستقلال [/c]مازلت اذكر هذا وكأنه اليوم فجاء إختياري للمشاركة في مفاوضات الإستقلال في جنيف سنة 1967 تقديرا لأنشطتي الثورية ونضالي فعندما دعوني للذهاب مع الوفد رحبت بالفكرة ، كان هذا قبل الإستقلال بثلاثة أسابيع ، حينها بلغت في الليل بأن الأخوان الذين سيذهبون للمفاوضات برئاسة الرئيس الشهيد / قحطان محمد الشعبي وعدد من المناضلين من بينهم عبد الفتاح إسماعيل وفيصل الشعبي وسيف الضالعي وأحمد البس والعسال وعادل خليفة يجتمعون في فندق السفيو في جولدمور إستعدادا للسفر في الفجر حينها كانت الطرقات مقفلة من قبل العساكر الإنجليز حيث منع التجول فخرجت من بيتي ليلا في طريقي إلى الفندق حيث كانوا ينتظرونني وفي الطريق كنت في سيارتي أوقفني الجنود وسألوني إلى اين ذاهبة قلت لهم إلى السفيو لإنني ضمن الوفد الذي سيحضر مفاوضات الإستقلال وكأنهم كانوا على علم بذلك حتى وصلت إلى الفندق وتحركنا الفجر ، سارت المفاوضات في البداية بشكل جيد وبعدين بدأ الإنجليز يماطلوا بسبب انه كنا نحنا نطلب اشياء وهم كانوا يرفضوا وينتظروا إلى ان يذهب رئيسهم إلى بريطانيا ويرجع بالجواب والقوت كان ضيق وهذه المماطلة كانت حتى يكسبوا وقت وما يوافقوا على مطالبنا ويتخلصوا من إلتزاماتهم الأدبية فكل دولة كانت مستعمرة لابد ان تقدم معونات للدولة التي احتلتها على الأقل لمدة عشر سنوات ولهذا قالوا سنعطيكم السيادة والحكم لكن هذه المطالب سنؤجل نقاشها فيما بعد الإستقلال وهذا مالم يتم بعدها واكتفت الدولة بما لديها من ميزانية . [c1]لن تكون اليمن طالبان [/c]اليمن بلد حضارة ورقي منذ الأزل وناسه طيبون ولأ أظن انهم سيصلون بمستواهم إلى هذا الحد الذي وصلت إليه طالبان ، فبيئتهم تتختلف عن بيئتنا وطبيعة ناسهم لا يمكن ان تقاس بطبيعة أبناء شعبنا اليمني .. صحيح قد توجد فئات تشكل فكرها ونمط حياته على عادات وتقاليد قد ربما تعد بالية وربما تعد متشددة مثلا قابلت من أخواتي المحجبات علقن على مسألة تحجبي بإعتبار أني غير محجبة فناقشتهن وقبلن رأي وقبلت رأيهن لكن ليس بالضرورة أن يكن ذات ثقافة متعصبة بالعكس كن ودودات ولا يمثلن جزءا من طالبان ، ولهذا لا أعتقد انه بالإمكان بناء طالبان يمنية فنحن لا نعود إلى الخلف والمتابع لما يحدث في العالم العربي والإسلامي سيجد أن نماذج مثل الذي يحدث في السعودية من تعديلات من شأنها منع مثل هذه الخلايا من التشكل ، خاصة بوجود أجهزة الإعلام والقيادة السياسية الحكيمة التي تعمل جاهدة في الدفاع عن الوطن وحمايته بقدر الإمكان من تشكل الخلايا الإرهابية التي تهدد أمن الوطن ، وبالإمكان عمل حملات توعية ومحاضرات ثقافية للتخلص من أي أفكار قد تكون فيها نوع من العصبية . [c1]ملامح بيئتنا بسيطة والقراءة هي الحل [/c]أستطيع القول بأن بيئتنا كانت بسيطة كان الهم الكبير الذي وحد فكرنا هو الدفاع عن الوطن وتحريره لم تكن هناك طبقات إجتماعية مختلفة كنا نعد طبقة واحدة ما عندي هو شبه الذي عند غيري ، وكان الإنسان حاضرا فينا يدفعنا لنحب بعضنا وننبذ الحقد والخلافات بمعنى ان الناس كانت واقفة مع بعضها متقاربة يجمعنا الحي والمدرسة والعمل .. كنا نحب العمل والإلتزام والإنضباط الذي ورثناه عن أبائنا واجدادنا ، وكنا نستلهم قاعدتنا الثقافية من الكتب والقراءة والإطلاع فما هو متوفر لكم لم يكن متوفر لنا و كان للفقيه دور كبير في إكسابنا العلم والمعرفة فلست أجزم بأن هناك شيئاً ما بعينه في بيئتنا أكسبنا هذه الثقافة والعلم وما وصلنا إليه من مكانة .[c1]حاضرنا يعيش بيئة مضطربة [/c]ربما ما قامت به التكنولوجيا من من تطور وتقدم لعب دورا كبيرا في تسهيل الحياة وإثراء مجتمعاتنا بما لم نكن نحلم به في زماننا ولكن ما يبدو عليه أغلب أبنائنا من إضطراب وتراجع وتوقف عما كان من المفترض بهم من ان يكملوا ما قمنا به قبلهم وان يطوروا عقولهم وذواتهم بما لم نكتسبه أو لم نلحق به ، وهذا أمر خطير لابد من تداركه ، لابد لأجيالنا أن تعيد النظر في طريقة تفكيرها صياغة حياتها ، ولتفعل لابد من الإطلاع والقراءة والرجوع إلى البناء الأسري المتين فهوة النواة الأساسية في تكوين الأجيال المتحضرة فمتى ما بنيت الأسر بناء سليما لابد ان يكون النشء سليماً و لا يجب أن نلقي اللوم على التكنولوجيا والتطور الحضاري الحاصل الأن في عالمنا بل علينا ان نستفيد منه ونستغله لصالح تطورنا . [c1]عملي هو عملي منذ الأمس [/c]أعتب على غالبية الأجهزة الإدارية التي تطول فيها المعاملات فبالرغم من كوني أشغل ذات المكان في عملي في السفارة منذ بدايات العمل فيها وإلى الأن وبرغم خبرتي وتاريخي النضالي ومؤهلاتي العلمية إلا أنني لم أخذ حقي في العمل ربما بسبب الروتين والفساد الإداري اللذين يضيعان الوقت والجهد والمال فإذا فكر فرد في متابعة إجراء إداري معين لابد من المكوث في صنعاء والمتابعة مما شأنه ضياع الوقت والمال والجهد وربما في نهاية الأمر قد لا تنجز المهمة ، وهذا من شأنه أن يخلق التذمر عند الكثيرين من الدولة وقيادتها بمعنى يشوه صورة النظام .[c1]من يفكر ببناء جيل لابد أن يفكر بالمرأة [/c]من المهم جدا تحديد سن مناسب لتزويج الفتاة وهذه المسألة جدية ليست خاضعة للتردد أو إعادة النظر فيها ومن ينادي بتزويج الفتاة في سن صغيرة يعد إنسان غير مسؤول ولا يعي خطورة هذا على الفتاة من جهة وعلى المجتمع من جهة أخرى فكيف لفتاة صغيرة أن تكون مسؤولة عن بيت وزوج وتربية أطفال وهي ذاتها بحاجة لمن يربيها وينشئها فإذا تزوجت في عمر صغير لن تعي إحتياجات اسرتها وأطفالها بشكل صحيح وسليم وهذا أمر خطير لابد من الوقوف عنده بحزم وصياغة القوانين الرادعة ، فنشأة الأجيال تخرج من مصنعها ومن اراد أن يفكر ببناء الأجيال عليه ان يفكر بالمرأة وبنائها اولا . [c1]شخصية العام 2009 وسام على صدري [/c]بالنسبة لتكريمي وتصنيفي كشخصية العام 2009م من قبل منتدى الرقي والتقدم برئاسة الأخ / يحى محمد عبدالله صالح كان إنصاف لي بعد سنوات يإمكاني ان أعد نفسي فيها من المهمشين ، حقيقة أشكرهم من قلبي على التكريم وهذا ليس بغريب على قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ / الرئيس علي عبدالله صالح الذي فعلا لم يغفل عن إبراز وإنصاف المناضلين والبارزين وتشجيعهم ودعمهم ، واتقدم بالشكرالجزيل للأخ / يحى محمد عبدالله صالح على هذا التكريم الذي يعد وسام على صدري ، حقيقة كانت مفاجأة عندما ابلغوني بهذا واستدعوني من باريس لأحضر فعاليات التكريم.