الشرق الأوسط الجديد
[c1]* رؤية شمعون بيريس للعلاقة بين العرب وإسرائيل[/c]نجمي عبدالمجيدفي كتابه " الشرق الأوسط الجديد " يطرح السياسي الصهيوني شمعون بيريس رؤية لنوعية العلاقة بين العرب وإسرائيل, تتخذ من معاهدات السلام طرقاً مساعدة على توسع النفوذ الصهيوني في العالم العربي وتسقط من ذاكرة شعوب المنطقة سنوات طويلة من الصراع العربي الإسرائيلي, منذ وعد بلفور البريطاني بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين بتاريخ 9 نوفمبر 1917م.وشمعون بيريس الذي عرف كأحد قادة الكيان الصهيوني هو من مواليد 21 أغسطس عام 1923م في بولونيا وهاجر مع عائلته إلى فلسطين عام 1933م, وفي عام 1941م التحق بعصابة (الهاغانا) التي ارتكبت العديد من الجرائم بحق فلسطين وشعبها, إضافة إلى عصابة الاغون التي فجرت فندق الملك داود بالقدس بتاريخ 22يوليو 1946م, وقد أثار نشاطه اهتمام ديفيد بن غورين الذي تولى رئاسة الحكومة بعد قيام دولة إسرائيل بتاريخ 14 مايو عام 1948م, وتحت رعايته شارك في حرب اندلعت بين العرب وإسرائيل في نفس العام, وأصبح في عام 1945م وكيلاً لوزارة الدفاع, وبإشرافه نفذت الاستخبارات الإسرائيلية عدة عمليات تفجير في مصر عام 1945م استهدفت مصالح أمريكية وغربية, وبعد استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي لافون بدأ بيريز أخطر مراحل عمله السياسي في وزارة الدفاع, حين خطط لإنشاء أول مفاعل نووي إسرائيلي في المنطقة العربية.كذلك يعتبر أحد الذين خططوا لحرب السويس والتي عرفت باسم العدوان الثلاثي باشتراك بريطاني, فرنسي, وإسرائيل وكان ذلك في تاريخ 29 أكتوبر 1956م عندما عبرت قوات إسرائيلية الحدود المصرية.وفي اليوم التالي وجهت كل من بريطانيا وفرنسا إنذاراً لكل طرف بسحب قواتها لمسافة عشرة أميال عن جانبي قناة السويس, والسماح لقواتهما بالنزول في منطقة القناة لحمايتها, ولكن الحكومة المصرية رفضت ذلك الإنذار فما كان من بريطانيا وفرنسا غير شن هجوماً على مصر بتاريخ 1 أكتوبر 1956م بدأتاه بقصف المطارات بطائرات انطلقت من قبرص, أما الجيش الإسرائيلي فقد دخل غزة بسرعة وتقدم في سيناء باتجاه القناة واحتل بور سعيد وبور فؤاد, وفي تاريخ 8 نوفمبر من نفس العام توقف العدوان على مصر وبتاريخ 21 نوفمبر وصلت قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام إلى السويس, وفي تاريخ 1 مارس عام 1957م وافقت إسرائيل على الانسحاب من قطاع غزة وسيناء.كما يعتبر شمعون بيريس شريكاً أساسياً في اتفاقيات أوسلو للسلام, فقد اعترف الطرف الإسرائيلي بالفلسطيني والعكس وذلك بتاريخ 9 سبتمبر 1994م, ويقول عنه يوري افنيري : " إنه يدعم كل شيء " وقد شغل منصب رئيس حزب العمل وثامن رئيس وزراء لإسرائيل على فترتين كانت الأولى من عام 1984م حتى 1986م والفترة الثانية من عام 1995م إلى 1996م, وقد حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1994م واقتسمها مع ياسر عرفات وإسحاق رابين وله اهتمامات خاص بالإلكترونيات الدقيقة وفي عام 1997م أسس مركز بيريس للسلام, وهو صاحب مشروع الشرق الأوسط الجديد وتبنى فكرة انحياز الأردني, ترحيل فلسطيني الداخل إلى الأردن, وهو الذي اشرف على مذبحة قانا في لبنان بتاريخ 18 ابريل عام 1996م حيث سقط 120 قتيلاً و 165 جريحاً في جنوب لبنان, وقد استهدف العدوان الإسرائيلي بشكل متعمد مركز قوات الأمم المتحدة في بلدة قانا حيث هرب إليه عدداً من سكان المنطقة من الغارات الجوية لطيران العدو الإسرائيلي كمركز دولي آمن للأطفال والنساء والشيوخ, ولكن كان الموت في انتظارهم.وبعد هذا التاريخ, يأتي الحديث عن السلام!![c1]الشرق الأوسط الجديد الاستقرار السياسي [/c]عن هذا الجانب يقول شمعون بيريس : " إن الأصولية تشق طريقها سريعاً وعميقاً في كل بلد عربي في الشرق الأوسط, مهددة بذلك السلام الإقليمي, ناهيك عن استقرار حكومات بعينها. وأن وسائل الإعلام الغربية هي واحدة من الأطراف المسؤولة عن هذا النمو, ويتوفر للمتطرفين على شبكة اتصالات فوق قومية, مستثمرين بذلك التكنولوجيا التي يلهجون بالازدراء بها. ولما لم يكن هناك أي تشريع ديني يحظر استخدام وسائل الاتصالات العامة, فإن الأصوليين قد تعلموا استخدام وسائل الإعلام بما يخدم أغراضهم.إن حملاتهم تستخدم الرموز الشعبية والدعاية ذات المستوى الرفيع للإيحاء بالنشاطات وكسب الأنصار وثمة ضرورة للتصدي بهذا الخطر على نحو منظم بغية صون الحرية والسلام والاستقرار السياسي.والجواب على ذلك إذن, هو أن قيام هيكل إقليمي منظم سيخلق أطراً جديداً للمنطقة, ويوفر القدرة على النمو الاقتصادي والاجتماعي, وإطفاء نيران التطرف الديني وتبريد رياح الثورة الساخنة.[c1]الاقتصاد [/c]ارتفاع مستوى المعيشة هو شرط مسبق لتخفيف التوترات في الشرق الأوسط, وطالما كانت هناك هوة تفصل بين مطامح الناس وفرصهم الحقيقية داخل النظام الاجتماعي – السياسي, فإن المجال ينمو رحباً أمام الأصولية, وما من اقتصاد مكافح اليوم يستطيع أن ينمو من دون أن يتلقى معونة خارجية أو يصبح جزءاً من نظام إقليمي أوسع. وإن إنشاء منطقة تعاون إقليمية تتحرك على قاعدة فوق قومية هو الرد – بل الرد الوحيد – على الأصولية. زد على ذلك أن منظمة المظلة الشاملة هي القدرة على إقامة منظومة ري مشتركة عالية التطور, ضرورية لكبح زحف الصحراء, وتمكين البلدان من إنتاج ما يكفي من الغذاء وتوفير فرص العمل لسكانها.إن المقاربة الإقليمية, العملية, هي الطريقة الوحيدة الكفيلة باستثمار القدرات الكامنة في مجال السياحة والمواصلات العامة في هذه البقعة الثرية من العالم, لتجعل منها بقعة مزدهرة لشعبها ".[c1]مفهوم الحرب على الأصولية عند بيريس[/c]مفهوم الحرب على الأصولية عند شمعون بيريس ينطلق من رؤية أحادية الجانب, فكل عملية أو محاولة لدفاع عن الحق العربي هي أصولية – إرهابية بينما تظل أعمال إسرائيل العدوانية دفاع عن النفس, وفي ظل تصاعد الأزمات السياسية في العالم العربي والهجمة القادمة تحت شعار الشرق الأوسط الجديد الهادف إلى تقسيم المنطقة, تتوسع دوائر الصدامات, ودون تجاوز لحقائق الوضع سوف تجد الحركات الأصولية مساحات جديدة للصراعات تحت أكثر من مبرر وهي من وجهة نظر شمعون بيريس لا تتوافق مع مشروع السلام الصهيوني الذي يهدف إلى جعل دولة إسرائيل مركز القيادة في الشرق الأوسط الجديد.وإذا عدنا إلى ذاكرة التاريخ والتي يحاول بيريس تجاوزها بعدة كلمات, نذكر بعض أعمال إسرائيل العدوانية ضد العرب.14 يوليو 1966م طائرات إسرائيلية تهاجم أهدافاً سورية بعد غارات حدودية, 5حزيران – يونيو 1967م اندلاع حرب الأيام الستة, 6 يونيو من نفس العام إسرائيل تحتل القدس القديمة.وعن حرب الأيام الستة جاء في الموسوعة السياسية – التاريخية ما يلي : ( في صباح يوم 5 حزيران – يونيو هاجمت الطائرات الإسرائيلية وبدعم عسكري أميركي كثيف المطارات المصرية ودمرت الطائرات المتواجدة فيها خلال دقائق بينما كان الطيارون يتناولون طعام الإفطار ذلك أن الطائرات الإسرائيلية انطلقت فوق البحر المتوسط على علو منخفض لتجنب الردارات المصرية وهاجمت مصر من الجهة الأخرى – الجهة الغربية – وفي وقت متأخر عما هو متوقع. بعد ذلك هاجمت إسرائيل القوات السورية والأردنية التي بادأتها الهجوم وقد بلغت الخسائر الجوية للقوات العربية مجتمعة 450 طائرة بينما لم يخسر الإسرائيليون سوى 26 طائرة.بعد سيطرتهم الكاملة على الجو, اكتسح الإسرائيليون القوات المصرية في سيناء بعد تعطيل مركبات النقل أولاً.أما على الجبهة الأردنية فقد تعهدت إسرائيل بعدم مهاجمة الأردن إلا إذا هوجمت منه. ولما كان الجيش الأردني تحت إمرة قائد مصري فقد تسبب ذلك الجيش ببعض الدمار عندما قصف تل أبيب والقدس الغربية. لكن الإسرائيليين احتلوا خلال ثلاثة أيام جميع أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس القديمة.وعلى الجبهة السورية جرى قتال عنيف بين السوريين والقوات الإسرائيلية الغازية التي احتلت مرتفعات الجولان قبل أن يتم الاتفاق في 10 حزيران – يونيو على وقف إطلاق النار. وكانت مصر قد اعترفت قبل ذلك بيومين بهزيمتها وقدم عبد الناصر استقالته غير أن مجلس الأمة المصرية رفض الاستقالة.تجاوزت خسائر العرب في هذه الحرب 20 ألفاً بينما خسر الإسرائيليون نحو 700 إصابة وكسبت إسرائيل أراض شاسعة ).في تاريخ 8 يونيو قصفت إسرائيل المفاعل النووي العراقي وكان ذلك عام 1981م.وبتاريخ 6 يونيو عام 1982م غزت إسرائيل لبنان, وفي 4 أغسطس من نفس العام هاجمت العاصمة بيروت, بتاريخ 1 أكتوبر 1985م غارت إسرائيل على قاعدة لمنظمة التحرير الفلسطينية في تونس وقتلت 60 شخصاً.وإن كانت الأصولية ظاهرة مرعبة في العالم العربي كما يرى شمعون بيريس, فهي إنتاج طبيعي لوجود الكيان الصهويني القائم على سياسة القتل واحتلال الأرض ومن جو الهزيمة والتراجع الذي أصاب المنطقة بحالة من الشلل والعجز عن استرداد الحقوق الضائعة منذ سنوات.أما مسألة رفع الحالة المعيشة لشعوب المنطقة سوف يقلل من تصاعد التوترات, فهي رؤية بعيدة عن عمق المشاكل المتأزمة في العالم العربي والذي خاض عدة حروب مع إسرائيل وعرف فيها الهزائم أكثر من حالات الانتصار, والأزمة الكبرى في هذا الجانب ليست المال بل هي صراع بين طرف دخيل وبين طرف صاحب حق لا يرى أية طرق تقود نحو لقاء مشترك.[c1]إشاعة الديمقراطية[/c]ويستمر شمعون بيريس في طرح تصوراته قائلاً في هذا الجانب : ( يحتاج الشرق الأوسط إلى الديمقراطية حاجة الكائن البشري إلى الأوكسجين. وليست الديمقراطية مجرد عملية تضمن الحرية الشخصية والمدنية, بل هي أيضاً هيئة رقابة تحرس السلام, وتعمل على تبديد العوامل الكامنة وراء التحريض الأصولي. إن إشاعة الديمقراطية إقليمياً تعني تطوير المواصلات. وإن باستطاعة وسائل الإعلام في بلد ما أن تحقق انتصار الديمقراطية وذلك بمهاجمة الأوضاع " المرضية " داخل الأمم دون المساس بالأمة نفسها. إن النصر هو خير ضمانة لسلام دائم. فالأمم الديمقراطية لا تدخل في حرب ضد بعضها البعض. وبالمقابل, أثبتت الأنظمة الشمولية أنها مكلفة وغير كفوءة. إنها تتطلب قوة بوليس سري كبيرة, وجيشاً يلمع الأحذية, ورقابة دائمة. ويعيش المواطنون هنا في خوف دائم تستثير الاحتجاج, ولكنها تسرع إلى قمعه, خالقة بذلك المزيد من المرارة والتململ. وقد كتب الشاعر نزار قباني من منفاه : ( إذا احتاج الطائر إلى تصريح من وزير الداخلية كي يحلق, وإذا احتاجت السمكة إلى رخصة للسباحة, فستعيش في عالم لا يعيش فيه طير ولا تسبح فيه سمكة ).وأخيراً ما من شيء سوى نظام ديمقراطي يمكن أن يتيح تحقيق الازدهار والنمو الاقتصادي بعيد الأمد, علاوة على ضمان الأمن القومي والشخصي.إن نظاماً إقليمياً سوف يولد التنافس عبر تبني العمليات الديمقراطية, ومنع الخطر الداخلي المهدد للحكومات, وتصفية التحدي المضمر للأمم الأخرى.وإشاعة الديمقراطية تنطوي في ذاتها ولذاتها على طاقة التجديد. والحاجة إلى التجديد الحكومي بارزة على نحو خاص في الشرق الأوسط الذي يضم حكاماً أوتوقراطيين أكثر من أي منطقة أخرى في العالم.ولسوء الحظ, فإن هذه الحقيقة عينها تقلل من فرص ترسخ مواقع الديمقراطية هنا. زد على ذلك, أن حضور الأصولية, وهي حركة مناهضة للديمقراطية في الجوهر, حتى حين تستخدم شعارات ديمقراطية, يزيد في صعوبة إدخال العمليات الديمقراطية.إن إرساء نظام إقليمي مرهون بنجاح عملية السلام الإسرائيلية – العربية. وإذا توخينا المزيد من الدقة, فإن النظام الإقليمي المقترح سيتطور بموازرة سير عملية السلام بطوريها المرسومين. إن الأمن – أي منع الحرب وإقامة حدود ثنائية آمنة – سيكون القضية المهيمنة في الطور الأول, الانتقالي. وستعكس الخطوط الجغرافية الاعتبارات الأمنية إلى جانب العوامل الديموغرافية والتاريخية والاقتصادية والسياسية. ويصح ذلك على اتفاقنا مع مصر, واتفاقيتنا مع سوريا أواسط السبعينات, وتنطبق قضية الأمن أيضاً على خطة الحكم الذاتي مع الفلسطينيين, التي ترتكز على جدول زمني لا على أرض مرسومة. سمعت من يقول أن الرصيف الممتد في البحر هو جسر ناقص محبط فحتى الآن كان هناك رصيف إسرائيلي ورصيف فلسطيني, وإننا نعتزم بناء جسر زمني, جسر من خمس سنوات, يربط بين هذين الرصيفين ويضع حداً للإحباط, وهكذا فإن الهدف الرئيسي للطور الأول من عملية السلام هو تقليل الاحتكاك وإزالة مصادر العداء وبناء الثقة المتبادلة والاستعداد للتطلع إلى المستقبل.إنه طور انتقالي.. تحول من خطوة إلى أخرى لاحقة في رحلة ذات هدف واضح. وما لم تكن هناك حدود زمنية فإن تدابير الأمن نفسها لا يمكن أن تصمد.وكما علمتنا الدروس المريرة لحرب يوم الغفران, فإن التدابير المؤقتة سرعان ما تتهاوى إذا لم تحل محلها بنود دائمة " .[c1]السلام المفقود والحرب المستمرة[/c]إن نظرة شمعون بيريس لمعنى السلام مع العرب هي عدم مطالبة إسرائيل ما أخذته من الحق العربي والاعتراف بها كدولة قادرة على قيادة المنطقة لأنها الأكثر قوة ومعرفة وإدارة سياسية, وهي أمر واقع لم يعد للعرب مقدرة على ضربه أو تجاوزه وعلى العرب أن يدركوا أنهم في حالة ضعف عسكري دائم أمام قوة إسرائيل.وتلك حقائق من وجهة النظر الإسرائيلية يجب التسليم والاعتراف بها عربياً, وكذلك السياسة الإسرائيلية لن تسمح بخلق شعور عند العرب بأنها تطلب السلام من موقع المهزوم.وبين هذه المراهنات على السلام المفقود, تظل حالة الحرب مستمرة بين إسرائيل والعرب, والعرب هنا هم الشعوب التي مازالت تنظر لهذا الكيان نظرة المعتدي, أما عملية السلام التي سوف توجد نظام إقليمي جديد – شرق أوسطي – فهي حالة وهم, لأن السلام لا يقوم على الاغتصاب والقتل, بل على احترام الحقوق, والمعتدي لا يعرف لغة الحق ولكن المدافع عن الحق هو من يعرف معنى السلام.إن السلام الذي تسعى إليه إسرائيل مع العرب, هو ذلك السلام الذي يعزز نفوذها في المنطقة وينقلها من دائرة المعتدي إلى مساحة المشارك, وتلك سياسة معروفة في الوثائق السياسية الإسرائيلية وبالعودة إلى المؤتمر الصهيوني الثامن والعشرون والمنعقد في عام 1972م يقول عضو الكنيست يوسف سابير رئيس حزب الأحرار في ذلك الوقت : ( إن التشابك الاقتصادي المتسع والمتعمق بين الثروة الإسرائيلية المتطورة والثروة العربية في يهودا والسامرة وقطاع غزة, الذي ينمو بوتيرة سريعة, دليل على ظاهرتين :أ- إمكان التعايش اليهودي – العربي في إطار سيادة إسرائيلية.ب- وجود قاعدة راسخة واحدة للسلام في المستقبل, مع هؤلاء السكان, وبواسطتهم, أيضاً مع المنطقة العربي الواقعة شرقي نهر الأردن.إن السلام مع العرب واندماجنا في الشرق الأدنى, هو الهدف الرئيسي لسياستنا الخارجية. لكن المشترك في كل النظريات في إسرائيل هو الاعتراف بأن السلام الحقيقي هذه المرة هو شرط لا يتنازل عنه. حتى ولو بعد السلام سننتظره حتى يأتي. وسنصمد بشجاعة, وبفهم واستعداد, في وجه كل تهديد من جانب أعدائنا, كما صمدنا في الماضي. وليس عندي أي شك, وليس لأحد منا أي شك, بأننا سننتصر أيضاً في المستقبل. وأتمنى ألا نحتاج ذلك. هناك بعض النتائج الاجتماعية وأيضاً الاقتصادية المثيرة للقلق في هذا البلد خلال العامين الأخيرين, وسيتوجب علينا حلها بسرعة. لكنني لا أخشى بأي حال تحول الشعب في إسرائيل إلى شرقي. وكما وقف الشعب في الماضي سيقف في جميع الأحوال مستقبلاً كرجل واحد ليدافع عن كياننا وعن الحصن الرئيسي للشعب اليهودي ) .[c1]هدف إسرائيل من الشرق الأوسط الجديد [/c]خلاصة ما نخرج به من استنتاج من هدف إسرائيل من الشرق الأوسط الجديد, هو جعلها المركز الأهم في قيادة المنطقة. فالقدرة الصهيونية العالمية هي المحرك الأول لهذا المشروع المعتمد على النفوذ الواسع لليهود وسيطرت مؤسساتهم على معظم اقتصاد الشعوب, وتعد منطقة الشرق الأوسط من المناطق التي تستثمر في معدل ما مجموعه 60 بليون دولار سنوياً على مشترواتها من الأسلحة كما يذكر شمعون بيريس نفسه, وذلك أن هذه المنطقة في حالة توتر قائم على مدار سنوات عديدة.إن مشروع الشرق الأوسط يهدف بالدرجة الأولى إلى تقسيم العالم العربي وتدمير الدولة القومية وإحلال بديلاً عنها الكيان القطري الذي يرسم حدود الإقامة من حيث مستوى المصالح والتي تتحرك إدارياً وسياسياً واقتصادياً من إسرائيل مركز القيادة القادم في الشرق الأوسط الجديد, وهذه عملية مرعبة لو تم لها النجاح حتى لو كانت في المستقبل البعيد, لأنها تسعى إلى تهويد الهوية العربية وجعل الفكر الصهيوني هو المتحدث باسم العرب الذين سوف يجدون في السلام مع إسرائيل مرحلة انتقال من الهوية الإسلامية إلى التعاليم التلمودية التي لا تهدف إلا لخراب ودمار الشعوب.
كامب ديفيد الأولى ومشروع التسوية