سول /14 أكتوبر/ رويترز : كشفت كوريا الشمالية التي تحيط نفسها عادة بالسرية يوم أمس الثلاثاء ولأول مرة عن برنامجها النووي الموسع وقالت أنها تشغل «آلافا» من أجهزة الطرد المركزي مع تنامي الضغوط على الصين لكبح جماح حليفتها بعد تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. ويجيء كشف بيونجيانج عن برنامج تخصيب اليورانيوم الذي يوفر لها مصدرا ثانيا لتصنيع قنبلة نووية بعد اسبوع من قصفها المدفعي لجزيرة كورية جنوبية مما ادى الى مقتل اربعة هم جنديان ومدنيان. وأبدى خبراء دهشتهم من التطور الذي ظهرت به محطة لتخصيب اليورانيوم ومفاعل يعمل بالماء الخفيف في المجمع النووي الرئيسي في كوريا الشمالية الذي زاره عالم أمريكي في وقت سابق من الشهر الجاري. ويرى الغرب ان الشطر الشمالي يزيد خطر الانتشار النووي وتتهمه دول غربية بتزويد سوريا وربما ايران بالتكنولوجيا النووية. وقالت صحيفة رودونج سينمون «بناء مفاعل يعمل بالماء الخفيف يسير بهمة في الوقت الراهن كما تعمل محطة حديثة لتخصيب اليورانيوم بها عدة الاف من اجهزة الطرد المركزي لتوفير الوقود.ونقلت وكالة الانباء المركزية الكورية عن الصحيفة قولها «مشروعات تطوير الطاقة النووية ستصبح أكثر نشاطا في الأغراض السلمية مستقبلا» .وكشفت تسريبات موقع ويكيليكس الالكتروني لبرقيات دبلوماسية امريكية ان بعض الدبلوماسيين الصينيين لا يرون في كوريا الشمالية شريكا مفيدا وان بكين لن تتحرك اذا انهارت الدولة الشيوعية في شبه الجزيرة الكورية. ويقول محللون ان القصد من التحركات الاستفزازية التي تقوم بها كوريا الشمالية واستعراضها لعضلاتها النووية زيادة الاوراق التي تملكها وهي تضغط من اجل استئناف محادثاتها مع القوى الاقليمية التي انسحبت منها قبل عامين مقابل حصولها على مساعدات. وأجرت كوريا الشمالية حتى الان تجربتين نوويتين ويعتقد ان لديها ما يكفي من المواد الانشطارية من برنامجها الذي يقوم على البلوتونيوم لتصنيع ما بين ست و12 قنبلة. ويستحيل التأكد من برنامج كوريا الشمالية لتخصيب اليوارنيوم الذي اعلنت عنه للمرة الاولى العام الماضي. وطردت بيونجيانج المفتشين الدوليين من البلاد العام الماضي. لكن واشنطن قالت منذ عام 2002 انها تشتبه في ان بيونجيانج تمتلك هذا البرنامج. ويرى محللون ان أفعال كوريا الشمالية لها صلة أيضا بسياسات الاسرة الحاكمة في بيونجيانج في الوقت الذي يحاول فيه الزعيم المريض كيم جونج ايل اعطاء بعض المسوغات العسكرية لابنه المختار ليكون خليفته كيم جونج اون الذي يفتقر الى الخبرة في هذا المجال. وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية اليوم الثلاثاء ان البرنامج النووي للشطر الشمالي وهجوم الاسبوع الماضي على جزيرة يونبيونج والاقتراح الصيني لاجراء محادثات عاجلة ستطرح في اجتماع لوزراء الخارجية يعقد في واشنطن في ديسمبر كانون الاول المقبل. وأضافت وكالة نيكي اليابانية للأنباء امس الأول الاثنين ان وزراء خارجية الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية سيجتمعون في واشنطن في السادس من ديسمبر كانون الأول لمناقشة الأزمة مع كوريا الشمالية. وذكرت الوكالة نقلا عن «مصادر قريبة من الموضوع» ان الدول الثلاث تأمل في دفع الصين إلى استخدام نفوذها على كوريا الشمالية. وتناقش الدول الثلاث أيضا اقتراحا صينيا بعقد قمة للدول الست المشاركة في المحادثات بخصوص المشروع النووي الكوري الشمالي. والدول الست المشاركة في هذه المحادثات هي الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية والصين وروسيا واليابان. وقال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية في افادة صحفية معتادة «العودة الى التشاور والمحادثات هو لصالح كل الاطراف. ضمان سلام واستقرار شبه الجزيرة الكورية مسؤولية الجميع. ندعو كل الاطراف الى بذل المزيد من الجهد لاشاعة الاستقرار في الموقف.وأثارت البرقيات الدبلوماسية الامريكية التي سربها موقع ويكيليكس الالكتروني ونشرتها عدة صحف غربية تساؤلات بشأن العلاقة بين الصين وكوريا الشمالية التي وصفت من قبل لشدة قربها انها مثل الشفاه والاسنان)).