فلسطين المحتلة/متابعات:أحيا العمال في جميع أنحاء العالم أمس الأول عيدهم السنوي الأول من مايو، أما العمال الفلسطينيون فكان لهم أسلوب خاص في إحياء هذا اليوم، خاصة عمال غزة في ظل ما يعانونه من ظروف معيشية قاسية.وللوقوف على أوضاع العمال الفلسطينيين والاطلاع على طبيعة المعاناة التي يتكبدونها في ظل إغلاق مطبق للمعابر، وحصار طال مختلف جوانب الحياة فسوف ننقل مشاعر ومعاناة أحد العمال الفلسطينيين لمعرفة أوضاعه كنموذج لواقع حال العمال في الأرض المحتلة.فقد تمنى العامل طلال عاشور (54 عاما) من سكان حي الزيتون بمدينة غزة عودة الأيام الخوالي للعمل في أرضه التي تبلغ مساحتها ثلاث دونمات تقريبا، بدلا من الجلوس 10 أعوام داخل منزله عاطلا عن العمل، يرمقه أبناؤه بعين الحسرة، فجيوبه تشكو القلة منذ منع العمال من العمل جراء الإغلاقات الإسرائيلية.وبالرصد عن قرب لمدى صعوبة حالة عائلة عاشور المكونة من أربعة أبناء، سنكتشف أنهم فجميعهم عاطلون عن العمل، وهم يعانون مختلف أشكال البطالة المنتشرة والفقر المدقع، ليزيد الحصار من ضراوة ظروفهم ويصبحوا بين فكي كماشة لا مخرج لهم منها.ويعد العام 2008 هو الأسوأ حالا للعمال الفلسطينيين عامة وقطاع غزة خاصة، فقد غلب على ظروف العمال تدهور شديد في الوضع الاقتصادي والمعيشي وفقر وبطالة وسوء التغذية، وبلغت معدلات الفقر مستويات غير مسبوقة شملت أكثر من 65 % من الفلسطينيين يعيشون على أقل من دولارين يوميا، وهو معدل الفقر النسبي.كما تجاوزت نسبة البطالة وفقا لتقارير جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني 70 % خاصة بين الشباب الجامعي المؤهل، حيث بلغ عدد أولئك الشباب العاطلين عن العمل 50 ألف خريج جامعي، إضافة لـ120 ألف عامل حرفي لا يجد منشأة تستوعبه، ووصل العدد إلى 200 ألف بعد توقف قرابة 3900 مصنع من أصل 4000 مصنع عن الإنتاج، وكان ما يزيد عن 95 % منها بسبب الحصار، حيث يعمل بها 70 ألف عامل وفني.وقال عاشور إنه كان يعمل في أرضه بالزراعة، ويعيش هو وأسرته من إنتاجها لسنوات طويلة توقف بعدها عن الزراعة لحاجة الأرض إلى عناية ومتابعة، وأضاف أن الحصار وإغلاق المعابر أدى إلى خلو الأسواق من المواد المستخدمة في الزراعة من سماد وأدوية.وما يزيد من معاناة عاشور وسواه من عمال غزة استغناء السلطات الإسرائيلية عنهم كليا، بعد أن استعاضت عنهم بالعمالة الخارجية كالهنود والتايلنديين والصينيين والروس، للعمل في قطاعات البناء والزراعة والصناعات غير التقنية.وقد حاولت الحكومة المقالة في قطاع غزة تخفيف الضغط عن هؤلاء العمال كما يقول عاشور، الذي استبشر خيرا بما أعلن عنه قبل فترة وجيزة من مشروع «تكافل».ويشغل هذا المشروع ما نحو 10 آلاف عامل شهريا، حيث تعتمد وزارة الاقتصاد على قاعدة بيانات متوفرة لديها، علما بأن عدد العمال المسجلين في الوزارة بلغ 73 ألف عامل، ويختار العمال المستفيدون منهم وفق معايير الوزارة.ووفقا لمصادر في الوزارة، فإن مشروع «تكافل» يغطي كل مناطق قطاع غزة حسب النسبة السكانية، شمال غزة 20% وخان يونس 20% والمحافظة الوسطى 18% ورفح 12% وغزة 30%. ووصل عدد المستفيدين 6000 عامل، ويأمل عاشور أن يكون اسمه ضمن الدفعات القادمة.وشهد قطاع غزة في يوم العمال العالمي مسيرات ومظاهرات تطالب بمرعاة ظروفهم ومعاناتهم، وطالبت نقاباتهم العمالية بضرورة الحفاظ على حقوق العمال، وجعل قضيتهم على سلم أولويات المسئولين في حكومتي غزة ورام الله على حد سواء.