نشرت "الأيام" الفلسطينية نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن : "هآرتس" الصهيوينة أن الأخيرة كشفت النقاب عن اشتراك مناحيم بيغين رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني الأسبق في محاول لأغتيال كونراد أديناور مستشار ألمانيا الأسبق في 27 آذار مارس 1975م . جاء ذلك في عدد الأيام الصادر في 14 حزيران يونيو 2006 وعلى الصفحة الأولى.ولا غرابة في أن يشترك مناحيم بيغين "بطل" مجزرة دير ياسين الفلسطينية التي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى في االتاسع من ابريل (نيسان) 1948م توطئة لتشريد الشعب الفلسطيني من خلال المجازر المروعة أي قبل عشرة اعوام من محاولة اغتيال كونراد اديناور. وبعدها بعشرين عاما يتوج بيغين رئيساً للوزراء ويمنح جائزة نوبل للسلام. لكن والشيء بالشيء يذكر فإن في الخبر أشياء كثيرة ذكرت بأشياء كثيرة. ففي أواخر مارس وأوائل أبريل 2002م ارتكبت اسرائيل سلسلة من المجازر كانت مجزرة مخيم جنين أبرزها وتعطلت الصحافة الفلسطينية على مدى ثلاثة أسابيع عن الصدور ومن ضمنها صحيفة " صوت النساء" التي تصدر بتمويل من مؤسسة كونراد أديناور الألمانية. في أول عدد من "صوت النساء" يصدر بعد سلسلة المجازر المذكورة كتبتُ مقالاً أشبه فيه بيغن وشارون وقادة الكيان الصهيوني بقادة النازية الأمر الذي أثار حفيظة الصحافة الصهيوينة وعلى رأسها صحيفة "هاتسوفيه" الصهيوينة المتطرفة لتقدم احتجاجها لمؤسسة بيرس التي تنقل احتجاجها مرفقاً بترجمة هاتسوفيه لمقالي إلى المؤسسات الألمانية بما فيها مؤسسة كونراد أديناور الراعية " لصوت النساء" وتهدد الأخيرة بوقف رعايتها المالية للصحيفة. وجاء احتجاج كونراد اديناور المنحاز عبر رسالة باللغة الانجليزية وجهت الى "صوت النساء". وكانت هذه الحادثة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في علاقتي مع صوت النساء الصحيفة التي أسستُها وترأستُ تحريرها لعامين ونصف وواصلت الكتابة فيها بطلب من القائمين على الصحيفة حتى بعد ان استقلت منها لموقف من المؤسسات الممولة.الموقف والذي استقلت من رئاسة تحرير الصحيفة بسببه ملخصه أني أرى أن الممولين لا يدفعون شيئاً لـ"سواد عيوننا" ولكن لأنهم يراهنون على شراء مواقفنا. لكن المؤسسة نفت ذلك واعتبرت هذا " مبالغة" بعضهما اعتبرها نوعاً من "المزايدة الوطنية" لأن كونراد أديناور لم يسبق لها أن تدخلت في أي شيء تنشره الصحيفة. أما انا فكنت ارد أن الممولين ليسوا أغبياء حتى يعلنوا عن موقفهم بصراحة. لكن ستأتي اللحظة التي يتدخلون فيها. وجاءت اللحظة المناسبة بالنسبة لهم ، والتي لا يريدوننا أن نعبر حتى عن شعورنا إزاء من يذبحوننا من الوريد إلى الوريد ، لا يريدوننا أن نشبه " حمائم السلام " الإسرائيلية ممثلة ببيغين وشارون بالنازيين فيما يتبين بعد ذلك أن بيغين اشترك في محاولة اغتيال كونراد أديناور المستشار الألماني وأحد مؤسسي الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني. ترى هل بعد أن تكشفت مثل هذه الحقيقة سيظل الألمان يدافعون عن القادة الصهاينة ؟ يدافعون عن إسرائيل التي تحكمهم وتتحكم في اعناقهم بحجة عقدة الذنب بسبب الماضي النازي لألمانيا ؟ وإلى متى ستظل الصهيونية ترتكب مجازرها وتمارس فاشيتها بصفتها " ضحية " الفاشية" وتسوق على العالم أكاذيبها وافتراءاتها؟ متى سيفتح العالم عينيه على حقيقة هذا الكيان المزروع في قلب الأمة العربية وجسدها؟ متى يتحرر من عقدة الذنب المزعومة هذه ليرى ما يجري بوضوح أكثر وشفافية أكثر؟يدينون النازية التي حكمت ألمانيا لبضع سنوات فخلقت نازية جديدة تمارس القتل والترويع منذ اكثر من ستة عقود .وهل على العالم ان ينتظر بعد كل حادثة وجريمة اسرائيلية خمسين عاماً قبل أن تنكشف الحقيقة ؟ هل سيبقى الأعمى على عماه ولا يرى الحقيقة إلا كما يرسمها له الإسرائيليون؟ إذا كان الأمر كذلك فليهنأوا "بإسرائيل" وريثاً للنازية في العالم و"ليهنأ سعيد بسعيدة" كما يقول المثل الفلسطيني.
هل على العالم أن ينتظر خمسين عاماً بعد كل جريمة ؟
أخبار متعلقة