القدس /14 أكتوبر/ رويترز : قال وزير بارز في الحكومة الإسرائيلية يوم أمس الاثنين إن الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما على إسرائيل للحد من أنشطة الاستيطان ستعزز موقف المتشددين الفلسطينيين وتعرقل جهود السلام.وتوترت العلاقات بين إسرائيل وواشنطن قبل ثلاثة أسابيع اثر إعلان إسرائيل عن خطة لبناء 1600 مسكن إضافي لليهود في مناطق في الضفة الغربية المحتلة ضمتها إسرائيل للقدس الشرقية.وطالب الفلسطينيون بالغاء المشروع الجديد قبل بدء أي محادثات سلام مع اسرائيل في ظل وساطة امريكية. ويريد الفلسطينيون اقامة دولتهم في الضفة الغربية وغزة وان تكون القدس الشرقية عاصمة لها.ووصف بيني بيجن عضو مجلس الوزراء المصغر رؤية واشنطن ازاء القدس بأنها مخالفة لما ارتأته الادارات الامريكية السابقة من ضرورة تسوية وضع المدينة من خلال التفاوض.وأضاف بيجن لراديو اسرائيل «انه امر مزعج ومقلق بكل تأكيد. سيسفر هذا التغيير قطعا عما هو عكس الهدف المعلن. سيؤدي الى تشدد في سياسة العرب والسلطة الفلسطينية».وتزامن الجمود الدبلوماسي مع تزايد في اعمال العنف الاسرائيلية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي لا تعترف بدولة اسرائيل وترفض استراتيجية السلام التي يتبناها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.واملا في انقاذ المفاوضات تسعى الولايات المتحدة الى أن تبادر اسرائيل بلفتات لم تحددها تنم عن حسن النية تجاه الفلسطينيين.وصرح وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان لصحيفة معاريف بان ذلك يشمل «تجميد البناء في معظم المناطق اليهودية في القدس». وذكر اربع مستوطنات شرقية كمثال.ورفض نتنياهو وقف أعمال البناء في القدس التي تعتبرها اسرائيل عاصمة ابدية وموحدة لها وهو زعم لا يحظى باعتراف دولي.وقال ليبرمان في المقابلة «انا واثق من اننا سنقنع الولايات المتحدة بان هذا المطلب غير معقول».واستقبل الرئيس الامريكي باراك اوباما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو استقبالا لم تحطه الحفاوة المعتادة خلال محادثات جرت في البيت الابيض الاسبوع الماضي. وخلا الاجتماع من التقاط الصور ولم يعقبه اصدار بيان مشترك.وعبرآخرون في مجلس الوزراء المصغر المؤلف من سبعة اعضاء عن مخاوفهم بشأن ادارة اوباما. ويوجه المجلس المصغر سياسة الحكومة ويهيمن عليه اليمينيون ومن بينهم رئيس الوزراء.وبيني بيجن هو ابن رئيس الوزراء اليميني الراحل مناحم بيجن وهو يعارض اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية.وانسحبت اسرائيل من غزة في عام 2005 ولكنها تعهدت بالاحتفاظ بالكتل الاستيطانية في الضفة الغربية في ظل اي اتفاق.واتخذ وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اليساري الوحيد في مجلس الوزراء المصغر مسارا مختلفا بشأن الخلاف مع الولايات المتحدة.وأضاف «تبحث الادارة الامريكية عن اجابة لسؤال ما اذا كانت اسرائيل تسير معها بحيوية وجدية نحو تفاهمات عريضة في العملية الدبلوماسية».وأضاف «بعبارة اخرى محادثات مباشرة بشأن قضايا محورية. يزعج هذا السؤال الادارة الامريكية أكثر من المطالب المحددة... التي لايزال يجري بحثها في الاتصالات بيننا».وعرض نتنياهو مفاوضات مباشرة على الفلسطينيين دون شروط مسبقة. غير انه اوضح ان اسرائيل لن تقبل بدولة فلسطينية تتمتع بسلطات سيادية مطلقة وشدد على ضرورة اعترافها بدولة اسرئيل.ويضع الخلاف مع واشنطن نتنياهو في مأزق سياسي اذ ان تلبية المطالب الامريكية بشأن المستوطنات بعد الاعلان عن تجميد جزئي لاعمال البناء لمدة عشرة أشهر في نوفمبر تشرين الثاني قد يعرض ائتلافه للخطر ويدعم المعارضة من تيار الوسط.وتخلف حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو عن حزب كديما في استطلاعات الرأي هذا الشهر ولاول مرة منذ انتخابات العام الماضي. ويفيد استطلاع أجرته صحيفة معاريف يوم الجمعة الماضية ان ليكود سيحصل على 28 مقعدا من مقاعد البرلمان المؤلف من 120 مقعدا اذا اجريت انتخابات في الوقت الحالي مقابل 29 مقعدا لكديما.