غضون
- أسماء إناث مثل سميرة .. لطيفة سوسن .. تصبح أحياناً موضوعاً للإثارة الإعلانية والقصف السياسي العشوائي المتعمد.. خطفوها أنتهكوا عرضها .. اقتادوها .. أجبروها .. سلطات الأمن لم تحرك ساكناً .. أين الدولة ؟ أين الحكومة ؟.. لماذا يحركون الحملات فقط عندما يتعلق الأمر بأبناء فلان وعلان وبني منطقة كذا.. ولا يفعلون الشيء نفسه الآن مع مواطن غلبان اختطفت أبنته؟ و..و..و.. هكذا يتحدثون في الصحف بمثل هذا الحماس .. وبقدر عالٍ من الغيرة على الأعراض والأرواح، وهي غيرة تستحضر إلى ميدان الهجوم على النظام وأجهزته..- وفي النهاية تكتشف أن الصبية أو الشابة لم تكن مخطوفة من بين أهلها ولا من البيت ولا من الشارع، وان القضية تتعلق بهروب واختفاء إرادي .. وفي الأمر انحراف وليس اختطافاً.. ومثيرو هذه القضايا في الصحف يتراجعون قليلاً عن مغامراتهم وغيرتهم عندما تتبين لهم الحقيقة، لكن ليس لدى معظمهم الشجاعة الكافية لنقل الصورة الصحيحة.. بل إن بعضهم يتحول إلى معركة أخرى هي لماذا تم نشر معلومات تضر بسمعته .. ويذهبون وراء المحامين الذين تقتضي موجبات مهنتهم الدفاع عن الموكل بالحق والباطل أكان بريئاً أم مجرماًُ، وينقلون عنهم إن القضية قد كيفت وان مسارها “ أنحرف”.. و في النهاية كلما كثر الحديث عن القضية زاد جهل الناس بها جراء مثل هذا التعاطي العشوائي.- يبدو أن على الصحفيين أن يتعاملوا مع مثل هذه القضايا بحذر.. وأن لا يتعاطوا مع بعض الرسائل والبيانات والتصريحات والشكاوى الأسرية بوصفها كلمة مطلقة أو الحقيقة النهائية وأن لا تغدو مادة للإثارة الإعلامية ومطية لمصارعة السلطة بسيف من خشب.. فهذه قضايا تنظر في أجهزة الأمن والنيابة والمحاكم بما فيها محاكم الأحداث.. فقد تسبب التعاطي المنفلت مع قضايا كهذه في التشهير بأب بأنه زنا بابنته وأتضح أن الأب كان بريئاً.. وصدقنا مناشدة أب أن ابنته اختطفت من قبل خصومه إلى مكان مجهول بينما هي كانت قد هربت من المنزل مع صديقة لها إلى مدينة معلومة!