مريم صالح سعيد الصومال ذلك البلد الإفريقي ذات الطبعة العربية الإسلامية، افتقر أهله ونظامه السياسي للأمن والاستقرار منذ بداية التسعينات وحتى اليوم إذ رأى العالم كله ماعانته الأسرة الصومالية وكيف أصبحت اليوم فقد استولى الفقر والمرض على صحتهم واستقرارهم ما دفع إلى هجرة نحو 3 ملايين صومالي منذ أول تقرير قدمته مفوضية اللاجئين عام 1999م .هذا الرقم أصبح بروازا وزعت اركانه على الدول المجاورة ومن بينها اليمن الذي فتح سواحله لاستقبال شباب وأطفال واسر بكاملها بطريقة شرعية .النزوح مادام قانونياً فلا غبار عليه لكن أن يتطور الوضع إلى توافد أعداد كبيرة وتهريبهم عبر قوارب صيد من المدن الساحلية الصومالية إلى مثيلتها اليمنية وبطريقة غير قانونية فهذا لم يكن بالحسبان .التقارير القادمة من مفوضية شؤون للاجئين من العام 2005م الى اليوم أوضحت أن نسبة المهاجرين غير الشرعيين وصلت الى 35من 50شاباً صومالياً معظمهم قدموا عبر البحر وبطريقة التهريب المتفق عليها من قبل المهربين وتجار الرقيق الذين يسيرون قواربهم نحو السواحل اليمنية كشقرة وباقي السواحل اليمنية النائية .وكان حوالي 367 شاباً على الأقل قد لقوا حتفهم خلال رحلة العبور من بوصا صو إلى عدن منذ شهر يناير/كانون الثاني 2007 ويشتهر ميناء بوصاصو بكونه نقطة انطلاق بالنسبة للمهاجرين وطالبي اللجوء من شرق إفريقيا. ويأتي البعض من هؤلاء من مناطق نائية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويسعى جلهم إلى العثور على فرص عمل في دول الخليج وخصوصاً في السعودية. مدير مكتب منظمة الهجرة العالمية ،تحدث للوسائل الإعلامية الخاصة بالأمم المتحدة بأن عشرات الآلاف يعبرون بوصاصو في الموسم الواحد وأضاف بأن «هذا الأمر لا يحصل في الخفاء، فالبنية التحتية اللازمة للاتجار موجودة والسلطات المتناحرة هناك مستفيدة من هذا الطريق».ولأجل الحد من هذا المد العارم ولخفض تدفق المهاجرين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 17عاما وطالبي اللجوء، قامت منظمة الهجرة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتشكيل «لجنة مشتركة للهجرة» تتكون من منظمات أممية ومنظمات غير حكومية دولية. ستقوم اللجنة بوضع فرق من الموظفين الإثيوبيين والصوماليين في نقاط العبور المعروفة مثل (توغ وجالي وبوراو ولاس أنود وغاروي وبوساسو) بهدف تقديم المساعدات الطبية وتوفير إمكانيات العودة الطوعية للمهاجرين الأكثر ضعفاً. كما يهدف تشكيل اللجنة إلى التمكن من التمييز بين طالبي اللجوء الحقيقيين والمهاجرين العاديين وتجميع البيانات ورصد التنقلات وخط السير المتبع من قبل هذه الفئات.العام 2009م حمل على الصومال نوعا ولو بسيطا من الأمن والاستقرار وتحسين نوعي في الديمقراطية التي أسفرت عن انتخاب أول رئيس للصومال الكبير شيخ شريف شيخ احمد الى ذلك الحين سيكون لكل حدث حديث لكن الهجرة وطريقة عبور البحر من بوصاصو إلى السواحل اليمنية .فقد تم تحديد محطات المراقبة هذه بعد المقابلات التي قامت بها منظمة الهجرة العالمية للحصول على المعلومات من العديد من المهاجرين الإثيوبيين المحتجزين في بوصاصو العام الماضي. ففي الوقت الذي كان الجميع يعي المخاطر المحدقة بعملية عبور الزوارق من الصومال إلى اليمن، ألقت مقابلات منظمة الهجرة العالمية الضوء للمرة الأولى على الأخطار التي يواجهها الإثيوبيون أثناء مرورهم عبر أرض الصومال في طريقهم إلى بوصاصو. فقد أوضحت هذه المقابلات اعتماد السماسرة طريقاً معروفاً يبدأ من شمال إثيوبيا عبر أديس أبابا وهراري وهرتيشيك وبعدها عبر أرض الصومال مروراً ببوراو. وذكر المستجوَبون بأن المهربين يضعونهم رهن الإقامة الجبرية في بيوت معينة لمدة قد تصل إلى أسبوعين في كل مرة في الوقت الذي يحاولون فيه [المهربونٍ] العثور على المزيد من المهاجرين للمشاركة في الرحلة، وقد يتركونهم جياعاً لمدة قد تصل إلى خمسة أيام. ويدفع المهاجرون حوالي 600 دولار للانضمام إلى الرحلة، وعادة ما يحصلون على هذه الأموال عن طريق سلفة يلتزمون بردها مضاعفة بعد الوصول إلى اليمن وبلدان مجلس التعاون.والمهاجر النموذجي من الصومال أو إثيوبيا إلى بوصاصو هو عبارة عن ذكر عازب وغير متعلم عادة ما يكون في بداية العشرينات في ريعان شبابه يسافر وحده. أما النساء فيسافرن عادة مع أقاربهن من الذكور، ويكن في منتصف العشرينات من العمر بالرغم من وجود حالات لوحظ فيها مشاركة فتيات صغيرات قد تصل أعمارهن إلى 15 سنة في هذه الرحلات. ويتم نقل المهاجرين بالحافلات أو السيارات الخاصة وفي كثير من الأحيان داخل شاحنات نقل المواشي. وأفاد المستجوَبون بأن السماسرة عادة ما يطلبون المزيد ثم المزيد من المال أثناء الرحلة، ومن يمتنع عن الدفع يتم تفتيشه وسلب مايحمله من مال.[c1] روايات وقصص حقيقية [/c]مزارع من شمال مقديشو يبلغ من العمر 22 عاماً يصف الطرق التي يستعملها السماسرة لسحب الأموال من المهاجرين فيقول : «يكون لدى السمسار حفرتين في الأرض، واحدة للنساء وواحدة للرجال. في البداية يطلب النقود بلطف، ومن يمتنع عن الدفع يتم وضعه في الحفرة وتهديده بإضرام النار. يضع رجال السمسار الحطب على جانبي الحفرة ويضعون المسافرين الممتنعين عن الدفع في الوسط، ثم يمسكون بشعلة النار ويبدؤون في الدوران حول الحفرة والقيام بحركات تدل على أنهم على وشك إضرام النار في الحطب المحيط بها. في هذه المرحلة يقوم الناس عادة بالدفع».ولكن أخطر مرحلة على الإطلاق تتمثل في الجزء الأخير من الرحلة عندما يتم التخلي عن المسافرين في عرض الصحراء خارج بوراو لتدبر طريقهم إلى بوصاصو.وحكت شابة صومالية من بوروا 20 عاماً هذه التجربة قائلة: «تركونا مرميين في الصحراء. اعترضنا لصوص وسرقوا نقودنا. مشينا لمدة خمسة أيام لمحاولة العثور على الطريق المعبد، وبعد عناء طويل وجدنا مدينة كارلو. دفعنا 50,000 شيلينغ لسائق سيارة أجرة لتوصيلنا إلى بوصاصو. أخبرنا السائق بأن نذهب إلى الجهة المقابلة من الحدود [بين أرض الصومال وبونتلاند] حيث سيلتقي بنا، ولكننا بمجرد أن غادرنا سيارته عاد أدراجه فاضطررنا للمشي لستة أيام للوصول إلى بوصاصو».هذا الكم من الحكايات استطاعت منظمة الهجرة العالمية جمع اكبر قدر من المعلومات عنها وراحت توجه المنظمات الحكومية وغير الحكومية إلى معرفة الجرائم والفضائع التي ترتكب باسم الهجرة لعل وعسى الحكومة الجديدة تولي وتضم شعبها الذي تخبطت به أمواج باب المندب وخليج عدن .
صومال الحرب .. معدومة السلام
أخبار متعلقة