- ليس جديداً القول إن عناصر التخريب والفوضى والقتل والتقطع اختطفت مصداقية أصحاب المطالب المشروعة لترفع تلك المطالب شعارات تخفي تحتها وخلفها مراميها الحاقدة لتمزيق الوطن وتسويق ثقافة الحقد والكراهية.- كما ليس جديداً التأكيد على أن معظم تلك المطالب المشروعة التي كان يطالب بها بعض المواطنين بطرق سلمية قد تمت الاستجابة لها من قبل القيادة السياسية التي تعاطت مع مطالب المواطنين بمسئولية، ونفذت جملة من الإجراءات التي تضمنت كثيراً من المعالجات والحلول لبعض القضايا والمطالب التي كان يطالب بها المواطنون في بعض المحافظات الجنوبية.- وإذا كان من الإنصاف والاعتراف بالحقيقة الإشارة إلى أن بعض تلك المطالب المشروعة ظلت معلقة ولم تشملها الإجراءات والمعالجات الحكومية، فإن من المصداقية توضيح حقيقة اللغط الدائر حول تلك المطالب التي لم تجد طريقها للحلول والمعالجات بسبب ذلك الشطط والزيف الذي طرأ على الساحة، بعد أن انتهزت عناصر الفوضى تلك المطالب وتلقفتها لتجعل منها يافطات زيف تمارس تحتها كل أعمال الفوضى.- ليس جديداً ولا غريباً ولا سراً ذلك الانحراف الذي ظهر على ساحة المطالب، حيث أختطفها أولئك المدسوسون الذين صبغوا فوضاهم وأجندتهم وانحرافهم بصبغة المطالب ومارسوا تحتها وخلفها أعمال العنف والتخريب والتقطع والقتل والزيف والتحريض على الكراهية.- وإذا كان ذلك الانحراف قد خلط الحق بالباطل، وجعل من الصعب التعامل مع مطالب الناس بواقعية، فإنه كذلك قد انحرف بكل شيء بما في ذلك مصداقية المطالب ذاتها.- ولعل من المؤسف أن الأجهزة المعنية والسلطات المحلية في بعض المحافظات تراخت عن ضبط الأمور في بداياتها وهو ما أدى إلى تفاقمها وتزايد رقعة الفوضى، وانخراط كثيرين من البسطاء والأطفال والمغرر بهم في تلك الأعمال التي غدت أهتمام من لا قضية له.- واليوم وقد غدت كل الحقائق واضحة، وتوارى المواطنون الشرفاء حتى من أصحاب المطالب الحقيقية عن المشهد، وغدت الواجهة كلها تجاهر بالمشروع التدميري الانفصالي، لم يعد ثمة عذر لسلطات الدولة وأجهزة الأمن والقضاء ، وهي اليوم مطالبة باجتثاث عناصر المشروع الانفصالي الخبيث.- كل المؤشرات والوقائع والدلالات على واجهة المشهد الفوضوي وخلف شعاراته وتحت يافطاته وبين سطور وكلمات منظرية، تؤكد أن الوقت قد حان لاجتثاث الفوضى ومفردات الأجندة التدميرية لعناصر المشروع الانفصالي العفن.
|
مقالات
حان الوقت لاجتثاث المشروع الانفصالي
أخبار متعلقة