إعداد د . محمد أحمد الدبعي الولادة مرحلة حاسمة في حياة الأسرة يستبشر بها الأبوين خصوصاً إذا كانت الأولى ويتحينون الساعة التي يرزقون فيها المولود لتقر أعينهم به ويهنئون العيش بمعيته .وعلى الطرف الأخر تقف الولادة قبل الأوان حجر عثرة أمام الأبوين خشية تبعاتها وأثارها السلبية على الأم ووليدها ، مع أنها في بعض الأحيان قد تأتي بالفرج الذي يزيل عن الأم المتاعب العصبية والإرهاق الرهيب وتخلص الجنين من عناء جم وخطر محقق .إننا أمام مشكلة مغيبة على أهميتها إلى حد كبير إعلامياً الا وهي مشكلة الولادة قبل الأوان ، وسأعرض عبر صحيفة 14 أكتوبر الغراء تفاصيل كثيرة عنها ما يلزم للحفاظ على سلامة المواليد الخدج من تدخلات ورعاية ..[c1]المولود الخديج [/c]خصائص كثيرة تميز المولود الخديج عن المولود العادي ، أهمها أن رأس الخديج مستدير أو بيضاوي الشكل ، وحجمه كبير مقارنة بحج جسمه ورقبته وأطرافه قصيرة نسبياً أما جذعه فعريض وطويل والعينان جاحظتان .ويبدو لسان الخديج كبير الحجم ويبرز خارج الفم بسهولة كما أن قفصة الصدري أقل صلابة عن القفص الصدري للمولود العادي و البطن منتفخة وكبيرة الحجم والسرة بارزة وغالباً ما تصاب بالفتاق .إن الأعضاء الجنسية الخارجية للخديج صغيرة ، والجلد يبدو متجعد في العادة وذو حمرة باهته وترى من خلاله الأوعية الدموية السطحية . واللافت في الأمر أن المولود الخديج قليل النشاط والحيوية ، وبكاءه ضعيف وقدرته على المص واهية ، والحركات التنفسية له ليست منظمة ولا مستقرة ( لا في حجمها ولا في سرعتها ) أما حرارة جسمه فهي عادة منخفضة غير مستقرة تتأثر بتقلبات حرارة الوسط الخارجي كذلك إفرازة للعرق بغزراة يجعله عرضة لارتفاع درجة الحرارة بصورة مفاجئة عند زيادة درجة الحرارة في الوسط الخارجي .بالإضافة إلى أن اليرقان الفسيولوجي أشد اصفراراً وأطول مدة عند الخديج منه عند المولود العادي كثيراً ما يتعرض الخديج للكثير من نوبات الاورقاق في اللون والنوبات العابرة من الازرقاق بطبيعة الحال دليل التعرض للبرد أو الإفراط في الطعام أو الإسراع في تناوله أو انتفاخ البطن أو التعب والإجهاد ، لكن النوبات المتكررة منها على فترات منتظمة الملاحظة لدى الخديج هي دليل على وجود تقلص رئوي خلقي أو أذى في الدماغ أو عاهة قلبية ن شديد غير أن ازرقاق اللون الدائم يتنافى مع استمرار الحياة كونه ينجم عن أذى شديد في الدماغ أو عاهة قلبية خلقية أو تقلص رئوي خلقي .[c1]أسسباب الخداج [/c]بعض العوامل المسببة للولادة قبل الأوان لها تأثيلر سلبي مباشر على الوليد وبعضها الاخر لا يترك أي أثر قط وبالمقابل قد تكون الولادة قبل الأوان ضرورة طبيعية في بعض الأحيان لتفريج إرهاق الأم الحامل أو لتلخيص الجنين من ضيقه وعنائه وهذا أدعى إلى بيان الأسباب المؤدية إلى الخداج أي الولادة قبل الأوان حيث أنها متعددة وأهمها [c1]التوأمة أو تعدد الحمل [/c]انسمام دم الأم الحامل : سواء أكان هذا الإنسمام باليوريا ( البولينا ) ، أم بثاني أكسيد الكربون ( كما نرى بالتسمم بالفحم المحترق جزئياً ) أو بالكحول أو بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق والألمنيوم وغيرها أمراض الأم المزمنة وأهمها الزهري ، السل الرئوي التهابات الكلى الحاد والمزمن أمراض القلب لا سيما الناجمة عن تضييق الصمامات أو عجزها أو وهنها.الاضطربات الهرمونية كتضخم الغدة الدرقية سوء تغذية الحامل أو إصابتها بمرض حاد كحمى التيفود أو الكوليرا أو بإحدى الحميات أو الاندفاعية مثل الحصبة الألمنية والحمى القرموزية الاضطرابات الغذائية مثل ( نقص الفيتامينات E-BI-D فقر الدم ، داء السكر تنافر الزمر الدموية (A.B.O.AB) تنافر العامل الريصي عامل روزس (RH FACTOR) إصابة الرحم والمسالك التناسلية بإحدى الأضرار السلبية مثل :انفجار الاغشية الجنينية المبكرة[c1]التهاب الرحم[/c]زيادة السائل الأمينوسي ضيق الحوض وتشوهاته ( من تسطح أو أعوجاج أو انبساط )تشوهات العمود الفقري عيوب الرحم والمسالم البولية انفصال المشيمة تقدم الأم في السن الحمول المتكررة على فترات قصيرة رضوض جسم الأم الحامل المداخلات الجراحية غير الولادية الصدمات العاطفية الشديدة كحال فقد الحامل أحد أولادها أو أي عزيز عليها أو عندما تطلق من زوجها .الاضطرابات النفسائية الشديدة كالخوف والرعب نتيجة حدوث كارثة أو حريق أو انفجار مدوي أو حادث اصطدام هذه هي جملة الأسباب للولادة قبل الأوان ( الخداج ) ذات الصلة بوضع الحمل والأم الحامل ، وأهم ما يتعلق بالجنين من أسباب في هذا الإطار :إصابة الجنين بإحدى الافات التالية التشوهات الولادية والعيوب الخلقية كالمسخ ( المسخ عديم الدماغ ، المسخ عديم القلب ، المسوخ الملتصقة ) والاستسقاء الدماغي ضخامة الجنين لسوء تغذية ناجم عن ضعف الأم المجيئات المعيبة كالمجئ بالمقغدة والمجئ بالوجه والمجئ بالكتف ولا تقف المشكلة عند حدود الأسباب التي أوردتها فهناك مواليد كثر يولدون قبل الأوان أو يولدون صغيري الحجم غير مكتملي النمو من دون معرفة الأسباب التي فادت إلى ذلك [c1]متطلبات الوقاية [/c]الوقاية من حدوث الولادة قبل الاوان مسألة تتطلب عدة أمور منها :الحفاظ على الحمل لبلوغه الحد الطبيعي الذي لا يترتب عليه أي ضرر على الأم أو الجنينمعالجة الأمراض الحادة لدى الأم الحامل الاعتناء بتغذية الحامل وخاصة بما يتعلق بالمواد البروتينية والفيتامينات تجنب الأم الحامل الإجهاد والتعب تجنب الأم الحامل الهموم والأحزان والصدمات العاطفية تادية الحامل كل يوم لحركات رضية ملائمة كرياضة المشى والتنزه فى الهواء الطلق وفى الأماكن البعيدة عن أجواء المدينة وصخبها [c1]عوائق فيسولوجية [/c]ثمة عوائق فيسولوجية تعترض الخديج بسبب قصر المدة التى قضاها فى الرحم وما ينجم عن ذالك من عدم الاكتمال والنضوج فى نوم الاعضاء وتطورها بالاضافة الى الاخطار التى تنجم عن الرضوض التى تسبب اذء للجنين وكذا العاهات الخلقية التى تتعارض مع الوضائف العضوية السوية واهم هذه العوائق الفيسولوجية [c1]صعوبة التنفس [/c]قصور الكليتين او عجزهما فى ادء وظيفتهما اضطرابات الجهاز الهضمى كحصعوبة التغذية او الاستفراغ والاسهال ازدياد تمزق الشعيرات الدموية مما يترتب علية حدوث نزيف سوء توريد الدم من مختلف عناصره وإظهار ذالك فى فقر الدم والنزف والاستعداد للانتات ازدياد كمية الماء فى الجسم داخل الخلايا وخارجها ويستدل على هذا من خلال التورم والالام سوء انتقال الاملاح المعدنية والفيتمينات من الام الى الجنين عبر المشية الأمر الذى يقضى الى انكساح فقر الدم الذين يصيبا الخديج بعد الولادة سوء انتقال الأجسام المضادة من الام الى الجنين عبر المشيمة عدم نضوج وضائف الكبد [c1]وفيات الخدج [/c]الخداج سبب كبير من أسباب الوفاة في الأسابيع الأولى بعد الولادة وبصورة عامة يمكن بأن نسبة الوفيات تعتمد على وزن المولود عند ولادته فكلما كان الوزن خفيفاً عند الولادة كلما ارتفعت نسبة الوفيات وأغلب الوفيات تحدث في الأربع والعشرين ساعة الأولى بعد الولادة وفي أغلب الأحيان يكون القصور التنفسي سبباً معجلً لموت ،وبعد انقضاء الثماني والأربعين ساعة الأولى يصبح الإنتان سبباً رئيسياً للوفاة ولا شك في أن النزف داخل جمجمة الخديج دوراً كبيراً في الوفاة حيث أن بعض هذا النزف يبدو سبباً مباشراً في الوفاة بصورة جلية ، وبعضها الأخر يبدو مساعداً فقط وفي مختلف أعضاء الجسم كالرئتين أو الكليتين أ القناة الهضمية يبدو أن قدراً من عدم النضوج والاكتمال السبب المباشر في حدوث الوفاة .[c1]العناية بالخديج [/c]الوقت عامل مهم بالنسبة للمولود الخديج لأن أكثر الوفيات تحدث في الأربع والعشرين ساعة الأولى بالتالي من الضروري جداً وضع جميع الوسائل الوقائية موضع التنفيذ الفوري منذ اللحظة الأولى ومتى علم أن ولادة قبل الأوان باتت وشيكة وجب على الأم الحامل التهيؤ للولادة في المستشفى والتي سيعقبها نقل المولود الخديج إلى الحضانة واتخاذ ما يلزم للحفاظ على حياته فإذا تبين لنا أن الجنين في ضيق أثناء عملية الوضع وجب حينئذ إعطاء الأم كميات وافرة من الأكسجين فذلك يساعد الجنين ويفرج ضيقه أثناء مروره عبر القناة التناسلية وبعد الوضع وعندما يصبح المولود كلياً خارج الرحم يأتي التريث في قطع الحبل السري فلا نسارع إلى قطعة إلا بعد أن يتوقف النبض فيه كونه يكسب المولود الخديج كمية لا يستهان بها من الدم وهو في أمس الحاجة إليها .كما يجب الإسراع في تخليص الخديج من المواد ( الأمنيوسة ) والمفرزات المخاطية المتراكمة في مجاريه التنفسية وإعطاء الأوكسجين للخديج على الفور عقب شفط هذه المواد وبعد ذلك يوضع المولود الخديج في حضانة دافئة ويترك دون تحريك إلا في حالة الضرورة وبصورة عامة يمكن القول بأن المولود الخديج يجب أن يقضي في الحضانة مدة تعادل المدة التي نقضت طيلة بقائه في الرحم .لا ينبغي تعرية الخديج عند القيام بأعمال العناية بد دون مبرر حقيقي لذلك ، وأيضا يجب إعطاؤه فيتامين K حقناً بالعضل وتكرار ذلك إذا ضروري عند حدوث نزف في أي جزء من أجزاء جسمه ، إلى جانب استبعاد الأدوية المنعشة للقلب والحركة الدموية والحركات التنفسي إلا إذا أستدعت الضرورة لاستعمالها .وعلى عاتق الممرضات اللواتي يوكل إليهمن أمر تمريض المولودين قبل الوان والعناية بهم القيام بأعباء هذه المهمة الشاقة والدقيقة فنجاح هذه العناية متوقف على المراقبة الدائمة والانتباة المستمر حيث يوضع الخديج في حضانة خاصة تحدد درجة الحرارة والرطوبة فيها بعناية فائقة وتوضع في غرفة مكيفة الهواء مصممة بصورة خاصة للمولودين قبل الأوان تحت رعاية ممرضات ليس لهن عمل اخر سولى العناية بهم .[c1]مغادرة الخديج الحضانة [/c]خروج الخديج من الحضانة وانتقاله إلى البيت مرهون بقدرته على ضبط حرارة جسمه وتنظيمها والاحتفاظ بدرجة حرارة مماثلة لدرجة حرارة الوسط الذي يعيش فيه أي ( 22 - 25 درجة مئوية ) أيضاً خروجه من الحضانة مرهون بتلاؤمه مع نظامه الغذائي وازدياد وزنه بصوره مطردة ومستمرة وعدم وجود أي فقر دم عنده ، ويحسن بالوالدين وكذا المسؤلين بالمستشفيات إبقاء الخديج في الحضانة إلى أن يصير وزنه ثلاثة كيلو غرامات ومن الضروري كذلك أن يكون هناك ازدياد مطرد في وزنه حتى ولولم يبلغ وزناً معيناً أو محدداًفإذا كانت حالته الصحية جيدة أو إذا كان تطوره ونموه جاء بصورة حسنة فعندئذ يمكن إخراجه من الحضانة ونقلة إلى بيته المنزلية وهو سيتكيف في البيئة الجديدة وسيزيح القلق عن الأم بسبب وضعها مولوداً قبل الأوان وابتعادها عنه طيلة فترة العناية به في الحضانة وفي المنزل سيعطي الخديج الثدي أو يعطي لبن أمة بعد أن يكون قد شفط من الثدي إذا كان هناك أي عائق ميكانيكي يحول دوت إعطائه الثدي مباشرة
رعاية الأطفال الخدج
أخبار متعلقة