المشاركون في مؤتمر بجامعة الأزهر
القاهرة/14اكتوبر / رباب عبدالمعطي جاءت الشريعة الإسلامية لتؤسس ثقافة الرحمة والتواصل والتعارف،فالقرآن والسنة يحملان دعوة صريحة لنبذ الفرقة والشقاق، حيث كان للإسلام دور في تغذية الحوار بين الثقافات والاعتراف بالآخر ، وكان الحوار من أهم النوافذ التي أطل بها المسلمون على العالم .هذا ما أكده المشاركون في مؤتمر خريجي شباب الأزهر الذي عقد مؤخراً بالقاهرة تحت عنوان( إسلامنا رحمة) وأدار الندوة د . عبدالمجيد النجار الأمين العام المساعد للمجلس الأدبي للإفتاء والبحوث .في البداية أكد د . محمد بشاري رئيس المؤتمر الإسلامي العالمي أهمية نشر ثقافة الحوار بين الإسلام والغرب باعتباره السبيل الوحيد لحل المشكلات وإزالة سوء الفهم المتبادل بين الطرفين ومحاصرة خطر التعصب والعداء وانتشار ثقافة الصدام بين الحضارات .وشدد على أهمية أن يظهر المسلمون ثقافة الرحمة والتسامح فيما بينهم وأن ينبذوا الطائفية والتعصب المذهبي حتى يكونوا قدوة لغيرهم وأن يبرهنوا علي أن دينهم دين سماحة ورحمة وسلام وليس دين تعصب .وأوضح أن أخطر عقبة تقف في طريق الحوار بين الإسلام والغرب هي تزايد ظاهرة الخوف من الإسلام والإسلامو فوبيا من خلال انتشار بعض المفاهيم الخاطئة عن الإسلام التي كرست لها عدة عوامل أهمها المناهج الدراسية في معظم المدارس والجامعات الغربية وقد أحدثت تلك المفاهيم آثاراً رخيصة بظهور التطرف والعنف من قبل أفراد وجماعات تتخذ من الدين شعارات لتصل بها إلى ارتكاب أعمال لا يقرها الإسلام ولا القوانين الوضعية والأخطر من ذلك هو أن الكثير في الغرب يستقي معرفتة بالإسلام عن طريق الكتب والترجمات المتاحة وغالباً ما تكون ممتلئة بالأخطاء ثم يأتي بعد ذلك الإعلام الغربي الذي دائماً ما يكون موجهاً ضد الثقافة الإسلامية وذلك أدى إلى انتشار العداء بين المسلمين والغرب لذا نحاول دائماً فتح حوار مع الغرب لتوضيح صحيح الإسلام وإيجاد صيغة أو قاسم مشترك يضمن حرية الاعتقاد والعقيدة دون تطرف أو عداء وهذا هو جوهر الدين الإسلامي لقوله تعالي “لا إكراه في الدين”.وأضاف: لا ننكر أن الأزهر استطاع بناء عقلية جديدة بأشخاص جديدة من أجل بناء شراكة إنسانية فمن حق المسلم الدعوة لدينه، وكذلك الآخر له الحق في الدعوة ونحن لا ننكر ذلك .[c1]قواسم مشتركة[/c]أما محمد أكرم الحق إمام وخطيب قصر الرئاسة بإسلام أباد، فأشار إلينا نحن المسلمين بأن لدينا مخزوناً من القيم لكن للأسف نجد أن واقع المسلمين يتجاهل العديد من القيم علي الرغم من أن الإسلام هو الذي جاء بما يشبه (الثورة القيمية). مؤكدا أن المشكلة فينا نحن المسلمين ، وهذا هو التحدي الحقيقي..القواسم المشتركة بين الأديان نجد أن الأديان السماوية تؤكد جميعها على الأخلاق والعدل.ومن جانبه أكد سونج كيونج (حمزة) المتحدث باسم مسلمي كوريا أن ما شوه صورة المسلمين يتمثل في الثورة الإيرانية، والحرب بين العراق وإيران ، فهي تركت أثراً على العلاقة بين كوريا والبلاد العربية، واستخدام وسائل الإعلام الكورية التابعة والخاضعة للثقافة الغربية ، والآن كوريا الجنوبية حديثة العهد بالإسلام والفضل في ذلك للجالية الإسلامية فقديما كان ميلنا لإسرائيل نظرا لتفوقها في الحرب ضد العرب، لكن بعد هزيمة 73 تغيرت الرؤية ، ولا ننكر أن النفط هو الذي قاد كوريا للانخراط في الشرق الأوسط ، وهو أيضا ما أدى إلى تطور علاقاتها بأمريكا .وأكد حاجة المسلمين في كوريا للدعم المادي والمعنوي ، لأن واقعنا نحن المسلمين واقع أليم يتضح إذا ما قارنا الميزانية التي يخرجها العالم الإسلامي، وما تخرجه الكنيسة في روما، فهي تخرج عشرة أضعاف ميزانية إفريقيا لأجل تنصير العالم، أما نحن فننفق لأجل بث المباريات المشفرة ، إقامة الملاعب الرياضية ، وحفلات الفنانين والفنانات، والمؤسف أيضا أن تكون ميزانية الشباب والرياضة أعلى من ميزانية الأوقاف.وخلص إلى أن ضرورة أن يفيق المسلمون ويقفوا بجانب أخوانهم في الدول الغربية وتوضيح صورة الإسلام الحنيف.وأضافت د. فوزية العشماوي رئيسة الجالية الإسلامية بالمكسيك : إن أول القيم هي الكرامة الإنسانية والحرية بجميع أنواعها مؤكدة علي أنه قبل الحوار مع الآخر علينا تحديد الضوابط لتحاشي الاختلافات اللاهوتية ، والبحث عن القواسم المشتركة ، فمؤخرا وجه إلي سؤال من حاخام يهودي متسائلا: ماالذي جاء به محمد والإسلام إضافة لليهودية والمسيحية؟ فأجبت إن موسى أرسل لبني إسرائيل، وعيسي أرسل لبني إسرائيل ليخلصهم من الذنوب طبقا للعقيدة المسيحية، أما محمد فقد جاء للبشرية جمعاء وكان خطابه للبشرية ( يا أيها الناس ) ولم يقل ياعرب وهذا ما يجب أن يعيه الغرب فالنص القرآني يقول:( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، كما أن حرية العقيدة مكفولة للجميع مسلم وغير مسلم ( فلا إكراه في الدين) وعندما حارب أبوبكر الصديق المرتدين كان بهدف محاربة الفتنة، لأن المرتدين حاولوا زرع الفتنة بين المسلمين ، ورفضوا دفع الزكاة، والفتنة الآن يطلق عليها الخيانة العظمى وعقوبتها الإعدام لمن يخون الوطن وما أردت قوله أن من يخرج عن الإسلام دون معاداة يوفر له الإسلام كامل الحرية والأمان.وأضافت: الحقوق في الإسلام اختزلها الذي ظلم المرأة ومنعها من تغيير دينها وأن من يؤمن بالإسلام هو راجع للوراء لا محالة ، لكن حقيقة الإسلام غير ذلك هو الصراط المستقيم الذي اختاره الإنسان، ليكون خليفة الله في أرضه.وأشارت إلى أهمية الجهود التي تقوم بها منظمة اليونسكو في مجال التربية والتعليم لتنقية المناهج من السلبيات والفهم الخاطىء للحضارة الإسلامية.