لحج / أمين عبداللة إبراهيم :في إطار تعزيز وتفعيل الشراكة والتعاون والتنسيق الكامل والمتواصل بين الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان والجهات المعنية وذات العلاقة بمجال العمل السكاني والتوعية بقضايا السكان والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة بما يؤدي إلى تحقيق السياسة الوطنية للسكان وتنفيذ أهدافها وبرامج عملها المختلفة ، نظمت وزارة الأوقاف والإرشاد ممثلة بقطاع الوعظ والإرشاد وبالتعاون مع الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان « برنامج دعم قطاع الصحة والسكان - مكون الأمانة « ثلاث ندوات توعوية متتالية لخطباء ومرشدي ومرشدات محافظة لحج حول مفاهيم وقضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة من منظور الدين الإسلامي الحنيف ، وذلك خلال الفترة من16 - 21 /8/ 2008م وبمشاركة 105 مشاركين ومشاركات يمثلون خطباء ومرشدات ومرشدين 15 مديرية وفي حفل تدشين فعاليات هذه الندوات الثلاث ، اشار محافظ محافظة لحج رئيس لجنة تنسيق الأنشطة السكانية بالمحافظة الأخ / محسن النقيب إلى أهمية إقامة هذه الندوات التوعوية السكانية النوعية للخطباء والمرشدين والمرشدات ، كون هذه الندوات تستهدف أهم الفئات الاجتماعية تأثيراَ وإقناعاَ لدى عامة الناس حول مختلف القضايا الاجتماعية والثقافية والدينية والسكانية وغيرها من القضايا الأخرى المرتبطة بشؤون وحياة المجتمع اليومية.وشدد الاخ / المحافظ على أهمية الاستفادة الكاملة من المعلومات الغنية والقيمة والمفيدة التي ستقدم للمشاركين في هذه الندوات الهامة والهادفة ، وعلى ضرورة مناقشة جميع المسائل والمواضيع المتعلقة بقضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة نقاشاَ جاداَ وموضوعياَ باعتبار هذه القضايا من القضايا الهامة جداَ والتي ينبغي التركيز عليها وبلورتها بصورة واضحة في إطار تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وعادات وتقاليد وثقافة مجتمعنا اليمني ، العمل على عكس كل ذلك في المناطق والأماكن والتجمعات السكانية التي يتواجد فيها الخطباء والمرشدين بحيث يكون هناك موقف موحد وواضح حول القضية السكانية باعتبارها قضية وطنية تهم الجميع .وأشار إلى ضرورة أن تخرج هذه الندوات بنتائج إيجابية ومفيدة تعكس مدى فهم المشاركين لقضية الصحة الإنجابية في الإسلام ، وارتفاع مستوى المهارات والقدرات لدى الخطباء والمرشدين في مجال التوعية بقضايا السكان والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وخاصة فيما يتعلق بالمهارات المتعلقة بكيفية إيصال الرسالة السكانية للمجتمع .وفي ختام كلمته أكد الأخ المحافظ بأن المحافظة وقياداتها ستكون داعمة ومساندة لهذا التوجه الوطني الهام والحساس ولغيرها من التوجهات الأخرى التي تصب باتجاه تحقيق التوازن الطبيعي بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي بما يؤدي إلى تحقيق المصلحة والفائدة للجميع ..من جانبه أكد الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للسكان الأستاذ / مطهر أحمد زبارة بأن المشكلة السكانية التي تعاني منها بلادنا أصبحت ظاهرة للعيان وأن الجميع أفراداَ وأسراَ ومجتمعات وقيادات ومسؤولين ومعنيين وجهات ومنظمات ومؤسسات مجتمع مدني - جميعهم باتوا يشعرون بحجم هذه المشكلة وخطورتها نتيجة لاستمرار ارتفاع معدلات النمو السكاني والخصوبة في بلادنا والتي تفوق كثيراَ المعدلات الحالية لدول الجوار والوطن العربي والعالم أيضاَ الأمر الذي ينبغي العمل بشكل جاد على مواجهة هذه المشكلة السكانية والحد من آثارها السلبية المترتبة على الزيادة السكانية المتسارعة التي أصبحت تشكل ضغطاَ كبيراَ وواضحاَ على مختلف القطاعات الخدمية والتنموية .وأشار الأخ / زبارة إلى أهمية الاستناد والرجوع إلى تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف في حل ومعالجة الكثير من الإشكاليات والقضايا والتحديات التي يواجهها المجتمع ومنها المشكلات والقضايا السكانية وخاصة ما يتعلق بقضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ، وهنا يأتي دور العلماء والخطباء والمرشدين في هذا الجانب من خلال قيامهم بنشر وتعزيز وتوسيع دائرة الوعي بهذه المسائل والقضايا الحيوية الهامة في أوساط المجتمع باعتبارهم شركاء أساسيين وفاعلين في هذا العمل الوطني الهام الذي يتطلب تضافر وتكاثف كل الجهود من الجميع دون استثناء واستعرض الأخ / زبارة خلال كلمته أيضا َ العديد من المؤشرات والبيانات الإحصائية العلمية الدقيقة التي توضح أبعاد المشكلة السكانية وانعكاساتها على الأوضاع الصحية والتعليمية والخدمية المختلفة ، بالإضافة إلى استعراض الجهود والأنشطة والفعاليات المختلفة التي قامت وتقوم بها الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان بالشراكة والتنسيق والتعاون الكامل مع الجهات المعنية وذات العلاقة بمجال العمل والتوعية بقضايا السكان والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة من ناحيته أوضح مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد الشيخ / حمود السعيدي بأن الأهداف الأساسية من إقامة هذه الندوات التوعوية السكانية المكثفة هي إدماج القضايا السكانية في الخطاب الديني وتعريف الخطباء المرشدين بقضايا الصحة الإنجابية من منظور إسلامي وطبي وسكاني ،بالإضافة إلى رفع كفاءتهم ومهاراتهم في إيصال الرسائل السكانية والصحية إلى أفراد مجتمعاتهم المحلية ، وكذا رفع مستوى مشاركة الخطباء وأئمة المساجد في مجال العمل السكاني وجعل ذلك من أهم أولوياتهم التوعوية والإرشادية وقال إننا نريد وسطية وتوازن واعتدال ، توازن في الإنجاب مع توازن في الدخل والإنفاق ، وهذا أمر غير محظور لأنه يدعو إلى تنظيم حياتنا وترتيب أوضاعنا اجتماعيا واقتصادياَ وثقافياَ ومعيشياَ على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة عموماَ . كما نريد أن يتم دمج القضايا السكانية ومفاهيم الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة في الخطاب الإرشادي بحيث يكون العمل في هذا الجانب أحد البنود الأساسية في مجال الخطابة. وأضاف : دولتنا الرشيدة حريصة على تطوير وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وعلى كافة الجوانب والمجالات والأصعدة ، فلماذا لا يكون للخطباء والمرشدين دور وإسهام في بلورة هذه التوجهات التنموية الوطنية وتحقيقها من جهته / أوضح مدير عام الإعلام والتوعية السكانية المدير التنفيذي لبرنامج دعم قطاع الصحة والسكان بالأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان الأخ الأستاذ / مجاهد أحمد الشعب بأن إقامة هذه الندوات تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة والفعاليات المختلفة التي قامت وتقوم بتنفيذها الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان بالتعاون مع مكاتب الوزارات والجهات المعنية في محافظة لحج وخاصة مع مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة ، حيث تم خلال العامين الماضيين تنفيذ حوالي 12 ندوة بمحافظة لحج حول قضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ، استهدفت العديد من قيادات الأي في المجتمع والقيادات الدينية والصحية والإعلامية والشبابية والنسائية بالإضافة إلى المرشدات والمرشدين الزراعيين وغيرها من القيادات الاجتماعية الأخرى .وقال : إن الندوات التوعوية لها أهمية خاصة كونها تستهدف علماء الدين والخطباء والمرشدين باعتبار هذه الفئة من أكثر الفئات الاجتماعية أهمية في التعامل مع قضايا السكان والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ، على اعتبار أن المسجد الذي يربط ويجمع بين هذه الفئة والفئات الأخرى متواجد ومنتشر في كل المناطق اليمنية ، وبالتالي يمكن لهذه الفئة أن تقوم بدورها وواجبها الوطني والإنساني في عناية نشر الوعي السكاني وإيصال الرسالة السكانية إلى كافة أفراد المجتمع وتوضيح لرأي الدين الإسلامي حول قضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة .هذا وقد تلقى المشاركون في هذه الندوات على مدى ستة أيام متتالية ، عدداَ من المحاضرات العلمية القيًمة والمفيدة حول تنظيم الأسرة في الإسلام ، ووسائل تنظيم الأسرة ، واهتمام الأسرة بالأم الحامل والمرضع بالإضافة إلى مناقشة واستعراض المؤشرات السكانية على المستوى المحلي بالمحافظة وعلى المستويين الوطني والإقليمي والدولي ، ومهارات الاتصال ، وكذا مفاهيم الصحة الإنجابية وأهميتها . كما تخلل هذه المحاضرات عقد حلقات نقاش حول دور الخطباء والمرشدين في توعية المجتمع بمفاهيم الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة.