السلال السيد محمداصبح الناس يواجهون بمرارة أخطبوط الغلاء ،إنه يلفهم بأذرعه الطويلة العديدة ويشد بضراوة على الاعناق. الغلاء يمتد صاخباً هادراً مثل موج البحر .. كل شيء يزداد سعره .. الطبيب والدواء والمستشفى والكهرباء والماء ورسوم البلدية والخضار والفاكهةواللحوم ومشتقاتها ثم المطاعم إذا اضطررت أن تأكل في مطعم .. حتى الروتي والرغيف في الافران .والحديث عن الغلاء يطول ويطول ولا يحده حدوداً .. إن الغلاء فتحت أبوابه على مصراعيه للتجار الكبار المستوردين لكل السلع الغذائية ولا يجدون من يوقفهم عند حدهم الطبيعي فحكومتنا " ديمقراطية" تؤمن بالاقتصاد الحر ونوابنا في البرلمان والذين يمثلون صوت الشعب اليمني وسلطته الشعبية سبق وأن صدقوا على قرار وسياسة حرية السوق في مجال الاقتصاد والتجارة مما يعني رفع سلطة الدولة عن مراقبة الاسعار للمواد الغذائية والحد من ارتفاعها .ولذلك ترك الامر يستفحل والداء يستشري حفاظاً على الوحدة الوطنية أما الاسرة الفقيرة في عموم المحافظات اليمنية والذين يتضورون جوعاً من جور الغلاء الفاحش فلهم الله وعليهم بالصبر والسلوان لأن التجار المحتكرين تحجرت قلوبهم وتجمدت مشاعرهم وانانيتهم ولم يعد يفكرون إلاّ بالثراء والثروة المادية لكي ينافسوا رؤوس الاموال الاجنبية في الربح السريع والبرجماتية .وحكومتنا الموقرة عندما تزيد الرواتب ريالاً - على سبيل المثال - او تفرض ضريبة المبيعات على التجار تترك لهؤلاء التجار وأهل الاحتكار يزيدون اسعار البضائع عشرات الاضعاف على المواطنين ترى هل هذا العمى الاقتصادي يمكن تسميته اقتصاداً حراً وازدهاراً للوطن .ألا يمكن أن يسبب مثل هذا النظام الاقتصادي كوارث اجتماعية خطيرة بحيث يصبح المواطن عاجزاً عن الحصول على ابسط ضرورات حياته اليومية وتصبح اقل احتياجات العيش مطلباً عسير المنال وعندها يبدأ الانهيار الاخلاقي والاجتماعي .وختاماً : أخلص الى مضمون مسرحية (الجنينة) للأمريكي أدوارد البي تقول إن زوجين يعانيان من قساوة العيش .. يرزحان تحت ضغط الاحتياجات الضرورية الملحة للعيش .. وتحقيقاً لحياة معقولة في ظل نظام يرتفع فيه كل شيء ينزلقان الى العهر والجريمة .خلاصة القول إن الغلاء اصبح قدراً في حياتنا وعلينا أن نواجه هذا التحدي الاقتصادي بأساليب اخلاقية وأن نتبع سياسة التقشف وعدم الاسراف في زيادة مأكولاتنا اليومية وأن نزيد من الحرف اليدوية حتى ننجو من الفقر بغية تحصيل القوت الشريف والمستوى اللائق في الحياة .فلقمة العيش تعني الكرامة وعلينا تخطي صعوبات العيش وارتفاع تكاليف المعيشة بالبحث عن كل وسيلة شريفة ممكنة لتساعدنا على عدم الانزلاق في المحظور .
|
آراء حرة
الغلاء .. ليل الى متى؟
أخبار متعلقة