ملامح رمضانية
القاهرة /14اكتوبر/ وكالة الصحافة العربية: في كل عام يتجدد اللقاء مع مباهج الشهر الكريم ، ففور ثبوت هلال رمضان ، ينطلق الناس إلي الأسواق العامرة بالأضواء والبضائع والنداءات المحببة ، وغالبا ما يوفرون ميزانية خاصة ، لشراء كميات مضاعفة من المواد الغذائية ، لاستهلاك شهر كامل دون نقصان ، حيث الاهتمام الزائد بنوعية المأكولات التي تتصدر مائدتي الإفطار والسحور .. ولعل إغراءات البضائع التي تنتشر في الأسواق ، هي مايدفع الناس إلي الشراء والتزاحم ، حيث يتفنن الباعة وأصحاب الحوانيت في عرض بضائعهم المختلفة من خضروات ولحوم ومواد غذائية ، فضلا عن التمور والياميش والمكسرات ، ولكل صنف سوق خاص به .وعادة ما تكون مائدة الإفطار عامرة بأطايب الطعام، التي تجيد المرأة المصرية طهيها ، حيث تلتف الأسرة حول المائدة ، وفور انطلاق مدفع الإفطار ، تبدأ حركة الطعام للأطباق الشهية ، التي تشتهر بها المائدة المصرية في رمضان .. ومن هذه المأكولات طواجن اللحم بالأرز ، وصواني البطاطس والأسماك المشوية والمقلية ، فضلا عن الفول المدمس بكل أصنافه ، كالفول بالصلصة والمسلي البلدي وزيت الزيتون .. وتتفنن المرأة المصرية في تقديم هذه المأكولات الأساسية ، وأيضا صناعة الحلوى كالقطايف والكنافة ، و ( الخشاف ) وشراب العرقسوس وقمر الدين ، فلا تخلو المائدة المصرية من العصائر بشتى أنواعها .[c1]أضرار صحية [/c]ونظرا للاهتمام بأنواع الطعام التي تقدم علي مائدة الإفطار ، فإن أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة ، تحرص على تقديم برامج خاصة عن أصناف الأكلات التي تستطيع ربة المنزل طهيها خلال أيام الشهر ، فضلا عن التنبيه من تضاعف نسبة الدهون في هذه الأكلات ، وماتسببه من زيادة في الوزن ، وأضرار صحية بالغة ، ويقول خبراء التغذية بتنظيم طريقة الطعام والشراب في شهر رمضان ، من خلال الالتزام بالوسائل الصحية لتناول الطعام ، فبعض الصائمين لايراعون ذلك ، ويندفعون إلى تناول الأكلات الدسمة دون تمهيد ، فالصحيح أن نبدأ بتناول الحساء (الشوربة ) أو ( العصائر) ، ثم اللحم وسلطة الخضروات ولانكثر من تناول النشويات كالأرز.كما ينصح الأطباء بعدم النوم بعد تناول الإفطار لأن ذلك يقلل من نشاط الجهاز الهضمي ، ويسبب الانتفاضات والترهلات ، وزيادة الوزن ، فعلى الأسرة أن تخرج للسير على الأقدام ، حتى تتجنب متاعب الهضم بسهولة ، وفي الوقت نفسه تحرق السعرات الحرارية التي لايحتاجها الجسم.ويعد النمط الاستهلاكي المفرط في الإقبال على تناول الطعام من العادات المرفوضة ، خلال شهر رمضان ، ورغم ذلك فإن بعض الأسر لاتلتفت إلى تحذيرات الأطباء والمتخصصين ، لأنهم يظنون أن شهر الصوم هو مناسبة للطعام والشراب ، ولايحترسون لصحتهم أو صحة أولادهم ، الذين يفتقدون القدوة ، وهم يرون الأب والأم يقبلان على تناول الأكلات الدسمة دون تعقل وروية.[c1]غذاء ريفي [/c]ولا توجد فروق هائلة بين عادات المصريين الغذائية خلال شهر رمضان ، فغالبية الموائد في المدن والقرى عامرة بأطايب الطعام ، وإن اختلفت بعض الأصناف ، وطريقة طهيها ، فهناك أكلة (الكشري ) ذات التسمية المصرية ، وتختلف طريقة تحضيرها في المدن عن القرى ، حيث تتكون من الأرز والعدس والمكرونة و ( تقلية ) البصل والصلصة وبعض حبات من الحمص ، أما في الريف فهي تقتصر علي الأرز والعدس فقط حيث يتم خلطهما وطهيهما بالمسلي مع إضافة بعض الملح والبهارات ، لتقدم في أطباق مع أكلات السمك أو البيض المسلوق .ويرى أهل الريف أن امتلاء مائدة الإفطار بأطايب الطعام ، يملأ قلوب الأطفال بالفرحة ، فالشهر بالنسبة إليهم هو شهر البهجة والسرور ، فضلا عن أن البيت الريفي يستقبل الضيوف كل يوم ، حيث تقام المآدب ويجتمع شمل الأسرة على مائدة الإفطار .[c1]المدن الساحلية [/c]وإذا كان لكل مدينة أو قرية مصرية طابعها الخاص في أصناف الطعام ، فإن المدن الساحلية تتميز بأكلات السمك بأنواعه المتعددة ، حيث تتفنن ربة المنزل في إعداده مع الأرز و ( السلاطة ) فهناك السمك البلطي والبوري والجمبري والكابوريا وغيرها ، ولعل مدينة الإسكندرية (عروس البحر الأبيض المتوسط) من أعرق المدن الساحلية في العالم العربي ، حيث يقبل أهلها علي تناول الأسماك بكل أنواعها وهناك أسواق مخصصة في المناطق ،والأحياء المجاورة للبحر ، كالأنفوشي والمرسي أبي العباس والمنشية .وتتميز مائدة الإفطار ( السكندرية ) بحضور تلك الأنواع من السمك ، والتي تحرص الأسر الشعبية على طهيها داخل المنزل ، أما بعض سكان الأحياء الراقية ، فيشترون وجبات ( السمك ) الجاهزة من المطاعم الشهيرة والتي تنتشر في أرجاء المدينة .. وإذا كانت مائدة الإفطار هي المائدة الأساسية للصائمين ، فإن مائدة السحور لاتخلو من الاهتمام بها ، حيث يحرص الناس علي تناول وجبة السحور ، من بعض الأكلات ( الخفيفة ) ، كالجبن والخبز والزيتون وهناك من يكتفي بالعصائر والزبادي ، حتي لا يشعر بالتعب أو الإرهاق خلال ساعات النهار .. ولعل الاهتمام الزائد بالطعام خلال شهر رمضان هو ما يحقق رواجا لسوق التخسيس ، وعيادات الريجيم ، في نهاية الشهر ، حيث تزداد الأوزان ، وتثقل حركة الجسم ، ورغم التحذيرات مازالت إغراءات الطعام من العادات المتوارثة حتى الآن في شهر رمضان .