14 اكتوبر / متابعات :تتجه أنظار الجماهير الرياضية في جميع أنحاء العالم اليوم الجمعة نحو العاصمة الصينية بكين، لمشاهدة حفل الإفتتاح الرسمي لدورة الألعاب الأولمبية في نسختها الـ 29 , بمشاركة أكثر من 10.000 رياضي من 200 دولة يتنافسون فيما بينهم في مختلف الألعاب الرياضية.وستبدأ الأحتفالات بحضور عدد من ملوك ورؤساء دول وحكومات في مقدمتهم الرئيس الاميركي جورج بوش, ونظيره الفرنسي ساركوزي, والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة, إلى جانب عدد كبير من الامراء العرب وكبار المسؤولين ورجال أعمال .وتشارك اليمن في احتفالات اليوم بخمسة لاعبين ينافسون في أربع ألعاب رياضية هي ألعاب القوى والجمباز والسباحة والجودو . سيكون موعد الإفتتاح الرسمي المحدد في تمام الساعة الثامنة والدقيقة الثامنة مساء اليوم الجمعة الثامن من الشهر الجاري الذي يمثل الشهر الثامن من السنة الميلادي, لما يجسده الرقم ثمانية وفقا للثقافه الصينية من معاني للفأل الحسن والحظ الوفير .وسيستغرق عرض الاحتفال الذي استغرق تحضيره ثلاث سنوات ثلاث ساعات ونصف الساعة, مع 91 الف متفرج سوف يملؤون جنبات الاستاد الوطني الصيني المسمى بـ «عش الطائر» .و سيتم إطلاق 29 ألف قذيفة العاب نارية, في حين يتولى المخرج الشهير تشانج يمو المهمة الصعبة, وهي تجسيد الحضارة الصينية التي تمتدخمسة الاف عام في اعماق التاريخ في امسية واحدة.وتعتبر هذه الدورة التي تستمر حتى الـ 24 من الشهر الجاري الثالثة التي تقام في القارة الآسيوية بعد اليابان وكوريا الجنوبية .و ترغب الصين التي انفقت مبلغ قياسي قدره 43 مليار دولار على الاستعداد للحدث الرياضي الهام في أن تعكس الاولمبياد قدراتها بوصفها رابع اقوى اقتصاديات العالم.ورغم أن السلطات الصينية أرادت أن تتكتم عن أدق تفاصيل الحفل، إلا أن مظاهر عديدة من الحفل لم تعد سرا، حيث ستكون عناصر الماء والنيران والأضواء والموسيقى أبرز الأدوات التي تستعمل في الحفل . وتحضر الصين مفاجآت لضيوفها في الحفل، حيث تسعى من خلاله إلى إبهار العالم، خاصة في ضوء احتفاظ مشاهد كبيرة من الحفل بالسرية .ويتوقع أن تكون الألعاب النارية أداة أساسية في إبهار الحاضرين من خلال العروض التي تطلبت جهدا استثنائيا وعامين من الوقت لإنجازها. ومن المتوقع أيضا أن يتم في الحفل إشراك ممثلين عن كافة الأقليات العرقية الـ 56 المعترف بها رسمياً في الصين إلى جانب ممثلين عن التبت التي تطالب بالاستقلال عن الصين التي أطلقت حملة كبيرة منذ أشهر لمحاربة التلوث. وألزمت السلطات الصينية بهذا الصدد الشركات التي تفرز الغازات للخضوع إلى الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها السلطات، خشية تجدد الانتقادات لها لنفس السبب.وتستضيف عدة مدن صينية فعاليات الدورة هي بكين وشانغهاي وتيانجين وتشينغداو وشنيانغ وتشينهوانغداو ومنطقة هونج كونج الادارية الخاصة.وأكد الناطق باسم اللجنة المنظمة الاولمبية سون واي ديه إن «الصين كرست جل جهودها ومواردها وحشدت طاقاتها لضمان أمن وأمان كل المشاركين والمشاهدين للألعاب الأولمبية من خلال تعزيز إجراءات الأمن في كل المواقع المحيطة بالمنشآت الأولمبية والقرية الأولمبية.وأوضح أن الصين نشرت أكثر من 34 ألف عسكري و74 طائرة و47 مروحية و33 سفينة بحرية .ونصبت منظومة صواريخ أرض/جو من طراز «العلم الأحمر7» ذات الكفاءة العالية التي يمكنها إعتراض مروحيات وطائرات بلا طيار وصواريخ كروز فضلا عن أطباق الرادارات وأجهزة مضادة للكيماويات.وأجرت على مدار الأشهر الماضية سلسلة من التدريبات العسكرية وتنمية المهارات وأقامت المئات من نقاط التفتيش في منافذ العبور الرئيسة ومحطات الحافلات ومترو الأنفاق وقطارات السكك الحديدية والمطارات والموانئ.وفتحت خطا ساخنا مع منظمة الشرطة الدولية «الانتربول» لضمان التبادل السريع للمعلومات وهي المرة الأولى التي يقام فيها خط ساخن مباشر بين رئيس الأمن الأولمبي ورئيس الانتربول «رونالد نوبل».وعرض رئيس مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (إف.بي.آي) تقديم المساعدات الأمنية التي قد تحتاجها الصين لتمكينها من مواجهة أية تهديدات محتملة وإن ثمن عاليا الجهود التي إتخذتها بكين فى هذا الصدد.ولأول مرة في التاريخ الأولمبي تصنع الميداليات بأنواعها الثلاثة الذهبية والفضية والبرونزية من حجر( اليشم ) الذي يمثل «الشرف والفضيلة» في الثقافة الصينية التقليدية, حيث تم إستقدامه من مقاطعة تشنيغهاي الشمالية الغربية كونها تنتج أفضل أنواعه.وتحمل الدورة شعار»عالم واحد وحلم واحد» أما تميمة الدورة فقد أطلق عليها « فو وا» وتتكون من أربعة حيوانات تحظى بشهرة واسعة لدى الصينيين ومن ثم أرادوها سفراء لبلادهم الى العالم أجمع وهي (السمكة والباندا والظبي التبتي والسنونو) إضافة الى الشعلة الأولمبية علما بأن هذه هي المرة الأولى في تاريخ الأولمبياد التي تتكون فيها التميمة من خمسة محاور.