لماذا ننظر إلى هذه الفئة على أنّها فئة معاقة لا فائدة منها؟ولماذا لا نشعرهم بأنّهم جزءًا لا يتجزأ من المجتمع وبأننا بأمس الحاجة إليهم؟إنّ المعاق هو الإنسان الذي حرّمه الله من شيء، وأنعم عليه بشيء آخر فالله سبحانه وتعالى لا يترك مخلوقاته في الأرض دون أن يرعاهم من السماء وينزل فائض رحمته عليهم.. حيث أنّ ذلك المعاق لا يمثل فئة واحدة فقط، بل يمثل فئات مختلفة من الإعاقة فهناك مثلاً إعاقة ذهنية أو كما يعرفها بعض بالتخلف أو التبلد العقلي، كما أنّ هناك أيضاً إعاقة أخرى تُعرف بالإعاقة الحركية وهي إعاقة يُصاب بها المرء في أحد أعضائه الجسدية التي تتوقف عن العمل بشكل نهائي.فذلك المعاق هو بحاجةٍ إلى من يقف إلى جانبه، لا إلى أن يقف في وجهه.. فالمعاق يحمل بداخله كتلة كبيرة من الشحنات الحسية التي يشعر ولا يستطيع أن يعبر عما يجول في خاطره من أحاسيس ومشاعر.فما ذنبه إذًا إن كان الله سبحانه وتعالى قد خلقه على هذه الهيئة التي هو الآن عليها؟. وما ذنبه إن كان ولد في مجتمع ينبذه ويرفضه بشدة وينظر إليه بعين الاحتقار.. (نعم الاحتقار) فلو لم يكن ذلك المجتمع يشمئز منه ويحتقره لما كان قد أحلَّ دمه ونجس عرضه.. فإنّ كنت مخطئة حقاً فيما اكتبه فلماذا أذاً يتعرض معظم المعاقين إلى الضرب والسب والشتم والاعتداء الجنسي من قبل أناس شواذ غابت عن قلوبهم الرحمة ونسوا أنّه قد يأتي عليهم يوماً، ويكونوا هم الذين في ذلك المكان.. ماذا كانوا سيفعلون حينها حين تُبدل الأدوار ويؤدي كل منهم دور الآخر هل كانوا سيقبلون أن يُفعل بهم ما يفعلونه الآن، بذك المعاق الذي لا حولَ له ولا قوة؟وهل كانوا سيقبلون أن تُستغل حقوقهم في الحياة وتحول إلى مصالح يستفيد منها غيرهم؟ وهل كانوا سيرضون بأن يصبحون كسلع رخيصة تُباع وتشترى بثمن قليل؟!لقد أصبحنا نعيش في زمنٍ لا يخلو من الوحوش الآدمية التي لا يتوقف لُعابها عن السيلان وأصبحنا نأكل بعضنا ببعض، بالقوي يأكل الضعيف وعلى الضعيف أن يتقبل بالهزيمة مثلما يطبق في قانون الغاب فالقوي لابد له أن يأكل من هو أضعف منه فلا جدوى لنا إذاً من الهرب فالقانون يظل قانوناً حتى لو رحلنا إلى عالم آخر، ما دمنا فعلاً نعيش في زمنٍ رحل عنه الطيبون وبقي فيه الفاسدون وما زال يطبق فيه ما يطبق في قانون الغاب.فهذا الكلام لم يأتِ من فراغٍ، بل من واقع أليم نسمع به كل يوم فلا يمر علينا يوماً، إلا وسمعنا بأنّه قد تمّ الاعتداء على أحد المعاقين وأهدر دمه لذلك أناشد كل الجهات المختصة أن ينقذوا أبناءنا المعاقين من الانقراض ومن عديمي الرحمة.
أين حقوق المعاق؟!
أخبار متعلقة