إذا كانت المواطنة سلوكاً حضارياً يحدد طبيعة الإنتماء للوطن بالفعل والقول معاً والقدرة على أداء الأعمال والواجبات ومشاركة الجميع بتقديم الأفضل للإرتقاء بالوطن، فإنها وللأسف لا تزال غير مفهومة لدى الغالبية العظمى من الشعب وبخاصة النساء اللاتي لا يدركن شيئاً من أمور هذا الواقع وبجانبهن وكما قلنا اخوتهن الذكور فهم وللأسف وإن انتبه بعضهم لمعنى هذه الكلمة ظنها أنها شيء له ويخصه هو فقط دون الآخرين، فقلة هم من يعرفون معنى هذه الكلمة وتفاصيلها وأهميتها بالنسبة لبناء الأوطان والمجتمعات. فكم شعرت بالضجر والحزن عندما سألت مدرس اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس الريفية التي كنت أتعلم فيها في بداية المرحلة الثانوية فأبتسم متأملاً في سؤالي المكتوب وقال :هذا موضوع كبير ولا أحد يعي معناه، لكن لا بأس بأن نفكر فيه ويفهمه الاخرون فيما بعد وهو يحتاج إلى خمسة وعشرين عاماً وانصرف.أعرف أن أستاذي يومها فسر كلمة المواطنة من زاويتها السياسية وخاف من اهتمامي البالغ بهذا الجانب وأنا ما زلت صغيرة.ولكن تفاصيل هذا السؤال ظلت تراودني دائماً وحينما ذكرته للدكتور أحمد الكبسي عندما كنت طالبة في قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء تنهد من الأعماق وقال للأسف :(اليمني لم يفقه بعد كلمة مواطنة فما زال في طور الرعوي) وظل يرددها طيلة السنوات الأربع التي مكثتها في الجامعة وها هي ما زالت تلاحقني من يوم تخرجي من الجامعة عام 2001م إلى اليوم فعنوان مؤتمر وزارة حقوق الإنسان (من الأقوال إلى الأفعال) الذي انعقد نهاية العام المنصرم 2005م هو عنوان المواطنة الحقيقية فالمواطنة لا بد أن تغرس سلوكاً وقيماً وأخلاقاً نتحلى بها في كل تصرفاتنا اليومية وهي تبدأ من ولادة الطفل إلى أن يموت، فالمشكلة كيف نعلمه حب الوطن والإحساس بالمسؤولية والإنتماء إلى هذا الوطن بالقول والفعل وكل ما تجود به نفسه.من المسؤول عن هذه المواطنة؟أجد أن الكل مسؤول وبخاصة الأسرة (الأب، الأم) لكن كيف أطالب أماً بتعليم ابنها أسس المواطنة وهي لا تعرف معناها؟!ختاماً.. ربما تكون أبرز معاناتنا ومشاكلنا بسبب غياب المواطنة وحب الوطن فنحن لم نصل بعد إلى مستوى المواطنة وما زلنا في إطار (رعويتنا) كما قال الدكتور أحمد الكبسي إلا أن الأمل موجود كما جاء عن أستاذ اللغة الإنجليزية وإن طال الزمن. (ذكرى النقيب)
|
الناس
المواطَنَة
أخبار متعلقة