عبد الكريم النهاري اكد المؤتمر الطبي اليمني الايطالي السادس الذي اختتم اعماله مؤخراً بجامعة ذمار ان تبني السياسات والبرامج الوقائية من اهم الخطوات لمكافحة الامراض السرطانية خاصة في الدول النامية..ودعا المؤتمرون في توصياتهم إلى تفعيل القوانين الخاصة التي تضمن الحد من التدخين بإعتباره المتسبب في 30 من الامراض السرطانية ووضع النظم والتشريعات التي تمنع الاستخدام العشوائي للمبيدات الزراعية والحد من التلوث البيئي سواء من الغازات المنبعثة من عوادم السيارات والتخلص من المخلفات والاكياس البلاستيكية ونشر الوعي الغذائي والتغذية الصحية..وأكدوا اهمية وضع السياسات والبرامج الصحية التي تعمل على الكشف المبكر عن هذه الامراض وإجراء المسوحات والفحوصات الدورية المتعلقة بالكشف المبكر عن هذه الامراض خاصة الشائعة منها كسرطان الكبد والرحم والثدي وغيرها.. وإشاعة الحقيقة المعرفية العلمية عن الامراض السرطانية بين الاوساط المختلفة والتي تنص بأن ثلث من السرطانات يمكن الشفاء منها إذا كشفت في مراحل مبكرة وثلث يمكن تجنبها وثلث يمكن تخفيض اعراضها..ونوهوا إلى ضرورة إنشاء وتأسيس مراكز طبية تخصصية لامراض السرطان في المدن الرئيسة والعمل على تأسيس مركز بحثي للأمراض السرطانية إلى جانب تأسيس السجل الوطني للسرطان والذي يختص بالتسجيل الدقيق والعلمي لهذه الحالات تبنى عليه السياسات والبرامج الوقائية والتشخيصية والعلاجية لهذه الامراض ووضع الاوليات في التعامل معها بحسب الاهمية..وكان المؤتمر الطبي اليمني الإيطالي السادس اختتم اعماله يوم الاربعاء الماضي بحضور العميد/عبدالوهاب يحيى الدرة محافظ ذمار وكوكبة من المختصين والباحثين من مختلف الجهات ففي الحفل الذي اقيم بهذه المناسبة اكد الشيخ/يحيى علي الراعي نائب رئيس مجلس النواب عن شكره وتقديره للباحثين الإيطاليين الذين شاركوا في إنجاح اعمال المؤتمر مستعرضاً العلاقات الوثيقة التي تربط الشعبين الصديقين اليمن وإيطاليا معرباً عن سعادته لإنعقاد المؤتمر في رحاب جامعة ذمار وماخرج به المؤتمر من قرارات وتوصيات هامة مبار كاً النجاح الذي حققه المؤتمر..
جانب من الحضور في المؤتمر
من جانبه أكد أ.د/عبد الكريم يحيى راصع وزير الصحة العامة والسكان ان ماخرج به المؤتمر من قرارات وتوصيات مهمه ستعمل وزارة الصحة العامة والسكان على إظهارها والعمل بها..كما القيت عدد من الكلمات من قبل كلاً من د.عباس زبارة أمين عام جمعية الصداقة اليمنية الإيطالية ود. عبد القادر الطائفي عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر أكد خلالها على ما حققه المؤتمر من نجاح شاكرين جامعة ذمار على إستضافتها لفعاليات المؤتمر.كما القت السيدة البروفسورة/إستيبا كلمة عن الوفد الإيطالي اعربت من خلالها عن سعادتها لزيارة اليمن للمرة الاولى معتبرة ان عقد المؤتمر مناسبة لكسب الخبرات والتجارب مؤكدة انه رغم التباعد الجغرافي بين اليمن وإيطاليا إلا ان ذمار جمعتهما في مؤتمرها الطبي الذي كرس لخدمة الإنسان مشيرة إلى ان مارأته في اليمن سيظل محفور في عينيها وستنقل كل ماراته في اليمن إلى الشعب الإيطالي..وكان المشاركون قد رفعوا في ختام اعمال المؤتمر برقية إلى فخامة الاخ/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أكدوا خلالها على تقديرهم للرعاية الكريمة التي حظى بها المؤتمر وشكرهم وتقديرهم للرعايته لمرضى السرطان في اليمن من خلال إنشاء المراكز السرطانية .مؤكدين ان إنعقاد المؤتمر يعد تعبير صادق على عمق العلاقات والتعاون المشترك بين الشعبين الصديقين اليمني والإيطالي..وكان المؤتمر الطبي اليمني الايطالي السادس قد بدأ اعماله يوم الاثنين الماضي ، بمشاركة كوكبة من كبار االمختصين والباحثين من الجانبين اليمني والايطالي ، والذي نظمته جمعية الصداقة اليمنية الايطالية ووزارة الصحة العامة والسكان ، وجامعة ( لاسبيانزا ) ، ومحافظة ذمار ، والسفارة الايطالية بصنعاء ، والذي كرس لمناقشة الامراض السرطانية ( الجديد في التشخيص والعلاج ) . وناقش المؤتمر خلال الثلاثة الايام الماضية اكثر من (30) بحثاً علمياً تناولت مختلف انواع الامراض السرطانية ، وما استجد من التشخيص والعلاج ومن بين تلك الابحاث اكثر من (20) بحثاً لاختصاصيين واستشاريين يمنيين .ركزت على عدد من المواضيع المتعلقة بالامراض السرطانية منها : نسبة انتشار مرض السرطان في عدن ، والعلاج الكيميائي لسرطان الجهاز الهضمي ، والامراض الجانبية التسممية للعلاج الكيميائي على القلب ، وعلاج اورام الجسم السداسي ، التصوير المحوري لاورام الدماغ ، تضخم اللثة ، مقارنة اورام القولون في اليمن ومصر ، وعلاج الاورام اللمفاوية ، تجربة المستشفى الجمهوري بعدن ، التصور الاشعاعي لامراض الجهاز الهضمي ، سرطان المرارة في اليمن ، والعلاج المتبع ، العلاج الجراحي لسرطان المعدة ، الجديد في التشخيص المرحلي والعلاج لسرطان المرئ ، وسرطان الرحم وسرطان الثدي .هذاوقد قام الفريق الايطالي المشارك في اعمال المؤتمر بمعاينة عشرات المرضى في كل من مستشفى ذمار العام ومستشفى الوحدة التعليمي الجامعي .وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي حضرها الشيخ يحيى علي الراعي نائب رئيس مجلس النواب وعدد من اعضاء مجلسي النواب والشورى .. اكد أ.د / عبدالكريم يحيى راصع وزير الصحة العامة والسكان في كلمته على مايحض به القطاع الصحي من اهتمام بارز من القيادة السياسية بداية مايقدمه من دعم لانشاء مركز الاورام السرطانية في المستشفى الجمهوري التعليمي بصنعاء وتوجيهاته الاخيرة للحكومة بانشاء خمسة مراكز لمعالجة الامراض السرطانية في عدد من المحافظات . مؤكداً على اهمية انعقاد هذا المؤتمر وماسيخرج به من قرارات وتوصيات معلنا خلال كلمته عن استعداد وزارة الصحة العامة والسكان لترفيع مستشفى ذمار العام الى مستشفى مركزي يعامل معاملة الهيئات المستقلة . الى جانب تشغيل وتأثيث المراكز الصحية التي نفذتها السلطة المحلية بذمار في مختلف المديريات وذلك اعتماد مبلغ 100 مليون ريال لتشغيل هذه المراكز والمستشفيات . وكان أ.د / صالح علي باصره وزير التعليم العالي والبحث العلمي قد دعا في كلمته التي القاها في المؤتمر الى اجراء دراسة متأنية وعميقة للبحث عن اسباب انتشار الامراض السرطانية باليمن للاجابة عن عدد من الاسئلة بداية عن علاقة المبيدات الكيميائية في انتشار مرض السرطان . مؤكداً على اهمية عقد مثل هذا المؤتمر في احداث حراك علمي داخل الجامعات مشدداً على اهمية تعزيز العلاقات بين الجامعات اليمنية والجامعات الاوروبية والعربية . منوهاً الى ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ستقر خلال هذه الايام مشروع استراتيجية تطوير التعليم العالي والبحث العلمي ومن خلالها يمكن الاسهام في تطوير التعليم العالي سواء في آليات عمل التعليم العالي ممثلاً بالجامعات او تطوير هيئة التدريس ونظام البحث العلمي الى جانب تطوير الموارد الذاتية للجامعات بما يمكنها من عدم الاعتماد الكلي على الدولة وتنمية مواردها لتتمكن من الاستقلال المالي والاداري حتى نتمكن من معالجة مشاكلها والمضي قدماً حتى تتمكن من اللحاق بركب الجامعات العربية المقدمة في القرن الحادي والعشرين. متمنياً ان يسهم المؤتمر الطبي اليمني الايطالي في تعزيز العلاقات بين جامعة ذمار والجامعات الايطالية وان يخفف الالام ويعيد البسمة لعدد من المرضى الذين يعانون من الاورام السرطانية . من جانبه اكد العميد عبدالوهاب الدره محافظ ذمار على اهمية تكاتف الجهود في انجاح الاهداف التي تتطلع الى مكافحة الامراض السرطانية .. مشيراً الى اهمية انشاء العديد من المراكز الجديدة وبما يخفف من الاعباء على المرض ويسهم في الحد من ظاهرة السفر للعلاج بالخارج .متمنياً ان يخرج المؤتمر بنتائج وتوصيات مثمرة في مواجهة هذا المرض الخبيث . واشاد الاستاذ مطهر تقي الرئيس الفخري لجمعية الصداقة اليمنية الايطالية بالمستوى الكبير الذي وصلت اليه العلاقات اليمنية الايطالية والتي سيحتفل خلال يونيو القادم بمرور 80 عاماً على العلاقات اليمنية الايطالية .مستعرضاً الثقة الكبيرة يمتاز بها الاطباء الايطاليين لدى المواطن اليمني خاصة ومازال المواطن اليمني يتذكر الاطباء الايطاليين الذين لعبوا دوراً بارز في انقاذ المرضى اليمنيين خاصة خلال العقود الماضية والتي كان المواطن اليمني يعيش مع الامراض في موسم معين ففي الصيف تأتي امراض اجبارية وكذلك امراض الشتاء . منوهاً الى اهمية الوقوف عند السرطان ومسبباته مطالبا الجهات المختصة بدراسة هذه المشكلة والتمعن في اسباب هذا المرض وتفشيه .. مؤكداً ان المؤتمر الطبي اليمني الايطالي السابع الذي ستشهده احد المدن اليمنية سيكرس على مرض الفشل الكلوي . واستعرض الاستاذ عبدالواسع هائل سعيد رئيس المؤسسة الخيرية لدعم مراكز السرطان بجهود المؤسسة وما تقدمه من دعم لصالح مراكز السرطان بداية المساهمة في انشاء مركز الاورام السرطانية بأمانة العاصمة ودعم المراكز التي هي في طور الانشاء وماتقدمه المؤسسة من ادوية للمرض كون المرضى غير قادرين على الحصول عليه لتكاليفها الباهظة .منوهاً ان مرضى السرطان يعد القاتل الثاني بعد امراض القلب والشرايين وما يخلفه هذا المرض من معاناة لا حدود لها .. ليس على المريض فحسب بل لما يؤدي من آثار نفسية مادية على البشرية حتى آخر نفس في حياته خاصة في الدول النامية والتي يفتقر فيها لنظام التأمين الصحي نظراً لقلة الامكانيات وفقر مواطنيها .. مؤكداً على اهمية التصدى لهذا المرض من خلال تضافر الجهود الرسمية والشعبية وتعاون كل الخيرين في انجاح مهام المؤسسة لمساعدة المرضى الذين قدر عليهم ان يكونوا تحت وطأة هذا المرض .. معتبراً ان التصدي والكفاح المخطط والمبرمج المستند على دراسة علمية واعية وروية ناضجة لابعاد هذه المشكلة وايجاد الحلول طريق لتحقيق الاهداف والنجاح في الحد من المرض الخبيث . واستعرض الدكتور عباس زبارة امين عام جمعية الصداقة اليمنية الايطالية اهمية انعقاد المؤتمر وما يناقشة مع موضوع مهم حتى يعرف الجميع عن اخر المستجدات في التشخيص والعلاج . معتبراً ان اقامة المؤتمر تجسيد للعلاقات والتعاون الفني بين الشعبين الصديقين اليمني والايطالي ومشاركة في رفع الثقافة الصحية وكان أ.د احمد محمد الحضراني رئيس جامعة ذمار رئيس المؤتمر قد القى كلمة رحب فيها بالحضور مستعرضاً مايمثله هذا المؤتمر من اهمية في اكتساب الخبرات وتبادل المعلومات الجديدة حول التشخيص والعلاج للامراض السرطانية .مشيراً الى ماقطعته جامعة ذمار من شوط كبير في ايجاد بنية تواكب الاهداف التي تتطلع اليها الجامعة وبما يواكب متطلبات العصر . مشيراً ان مايعزز دور المؤتمر هو تقديم الاستشارات الطبية والفحوصات واجراء العمليات للمرضى بواسطة الفريق الايطالي في كلاً من مستشفى ذمار العام ومستشفى الوحدة الجامعي وكانت قد القيت عدد من الكلمات من قبل السيد ماريو يوفر سفير ايطاليا بصنعاء والسيد البترووانجلتشي رئيس جمعية الصداقة اليمنية الايطالية بروما ركزت على العلاقات الوثيقة التي تربط الشعبين اليمني والايطالي وما يمثلة المؤتمر من اهمية في تبادل الخبرات والتعرف على اصناف الامراض السرطانية الشائعة في اليمن .