محام فلسطيني لامع ، واول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ولد في تبنين ، جنوبي لبنان حيث كان والده الشيخ / أسعد الشقيري منفياً لمناهضته سياسة السلطان العثماني عبدالحميد وتسلطه ، ثم انتقل وهو طفل الى مدينة طولكرم للعيش مع والدته ، وفي سنة 1916م انتقل الى عكا حيث انهى دراسته الابتدائية والاعدادية ، واتم دراسته الثانوية في القدس سنة 1926م ، والتحق بالجامعة الامريكية في بيروت ، ولكنه طرد منها في العام التالي بقرار من سلطة الانتداب الفرنسي لمشاركته في قيادة مظاهرة ضخمة قام بها الطلاب العرب في الجامعة الامريكية بمناسبة ذكرى يوم السادس من آيار ، فعاد الى فلسطين ، وانتسب الى معهد الحقوق في القدس يدرس ليلاً ويعمل نهاراً في صحيفة مرآة الشرق ، دون ان يشغله ذلك عن القيام بواجبه تجاه وطنه ، وبعد تخرجه من المعهد عمل وتمرن في مكتب المحامي عوني عبدالهادي ، أحد مؤسسي حزب الاستقلال في فلسطين . وتعرف خلال هذه الفترة على عدد من رجالات الثورة السورية الكبرى الذين لجأوا الى فلسطين ، ومنهم شكري القوتلي ورياض الصلح ونبيه وعادل العظمة وعادل ارسلان .عاشت فلسطين في العشرينات من القرن العشرين ثورات متتالية ، كان أهمها الثورة الفلسطينية الكبرى ( 1936 - 1939 ) ، وقد شارك الشقيري فيها مناضلاً بلسانه وبقلمه ضد الانتداب البريطاني والصهيونية ، ومدافعاً عن المعتقلين والثوار العرب الفلسطينيين امام المحاكم البريطانية ، وحين انتهت تلك الثورة لاحقته سلطات الانتداب البريطاني فغادر فلسطين الى مصر حيث امضى بعض الوقت ، ثم عاد الى فلسطين اوائل الحرب العالمية الثانية فافتتح مكتباً للمحاماة ، واختص بالدفاع عن المناضلين الملاحقين وبقضايا الاراضي فعمل على انقاذ قسم من الاراضي العربية ومنع تسربها الى الصهانية ولما تقرر تأسيس المكاتب العربية في عدد من العواصم الاجنبية برئاسة السيد موسى العلمي ، كان الشقيري اول مدير لمكتب الاعلام العربي في واشنطن ثم نقل مديراً لمكتب الاعلام العربي المركزي في القدس وقد ظل على رأس عمله هذا ، اضافه الى المحاماة ، الى ان وقعت نكبة 1948م فاضطر للهجرة الى لبنان واستقر مع اسرته في بيروت .قررت الحكومة السورية الاستفادة من خبرات الشقيري في مجال السياسة الخارجية فعينته عضواً في بعثتها الى الأمم المتحدة ( 1949م - 1950م ) ثم عين امينا عاماً مساعداً للجامعة العربية بوصفه يحمل الجنسية السورية ، وقد بقي في منصبه هذا حتى عام 1957 ، حيث عين وزير دولة لشؤون الامم المتحدة في الحكومة السعودية ، وسفيراً دائماً لها لدى هيئة الامم المتحدة وكان الشقيري خلال وجوده في الامم المتحدة خير محام عن القضية الفلسطينية ، وعن قضايا العرب الاخرى ولاسيما قضايا المغرب والجزائر وتونس وفي عام 1963م انهت المملكة العربية السعودية عمل الشقيري في الامم المتحدة .لم يبتعد الشقيري عن الحياة العامة ، فقد وقع اختيار الملوك والرؤساء العرب عليه ، فور عودته من الامم المتحدة ، ليشغل منصب ممثل فلسطين في جامعة الدول العربية ، بعد وفاة ممثلها احمد حلمي عبدالباقي ، ثم اتخذ مؤتمر القمة العربي الاول المعقود في شهر كانون الثاني / يناير عام 1964م قراراً بتكليف الشقيري ، بوصفه ممثل فلسطين في الجامعة ، باجراء اتصالات مع ابناء الشعب الفلسطيني حول انشاء الكيان الفلسطيني على خير القواعد السليمة ، والعودة بنتيجة اتصالاته ودراساته ومساعيه الى مؤتمر القمة العربي التالي . فقام الشقيري بجولة في الدول العربية التي يعيش فيها الفلسطينيون ، ووضع مشروع الميثاق القومي والنظام الاساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وتم اختيار اللجان التحضيرية التي وضعت بدورها قوائم باسماء المرشحين لعضوية المؤتمر الفلسطيني الاول ( 28 آيار - 2 حزيران 1964م ) الذي اطلق عليه اسم المجلس الوطني الفلسطيني الأول لمنظمة التحرير ، وقد انتخب هذا المؤتمر أحمد الشقيري رئيساً له ، واعلن قيام منظمة التحرير الفلسطينية ، وصادق على الميثاق القومي والنظام الاساسي للمنظمة ، ثم انتخب المؤتمر الشقيري رئيساً للجنة التنفيذية للمنظمة ، وكلفه اختيار اعضاء هذه اللجنة وعددهم خمسة عشر . كما قرر إعداد الشعب الفلسطيني عسكرياً وانشاء الصندوق القومي الفلسطيني .قد الشقيري الى مؤتمر القمة العربي الثاني (5/9/1964م ) تقريراً عن انشاء الكيان الفلسطيني ، واكد فيه على الناحيتين التنظيمية والعسكرية للكيان ، من أجل تحقيق هدفي التعبئة والتحرير . كما قدم الى المؤتمر اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقد وافق المؤتمر على ماقام به الشقيري ، وعلى تقديم الدعم المالي للمنظمة . تفرغ الشقيري لرئاسة اللجنة التنفيذية في القدس ، ولوضع اسس العمل والانظمة في منظمة التحرير الفلسطينية ، وانشاء الدوائر الخاصة بها ومكاتبها في الاقطار العربية وفي الدول الاجنبية ، وبناء الجهاز العسكري تحت اسم جيش التحرير الفلسطيني وفي الدورة الثانية للمجلس الوطني الفلسطيني ( القاهرة 31 آيار - 4 حزيران 1965م ) بين الشقيري ما قامت به اللجنة التنفيذية برئاسته ، ومن ذلك إنشاء القوات العسكرية ، والصندوق القومي ، ودوائر المنظمة ومقرها العام في القدس ، ثم قدم استقالته ، فقبلها المجلس ، ثم جدد رئاسته للجنة التنفيذية ومنحه حق اختيار اعضائها .وبعد عدوان حزيران /يونيو سنة 1967م حدث تغير كبير على الساحتين العربية والفلسطينية كما قام تباين في وجهات النظر بين بعض اعضاء اللجنة التنفيذية ورئيسها ، فتقدم الشقيري في كانون الأول / ديسمبر سنة 1967م باستقالته الى الشعب العربي الفلسطيني ، وقد قبلت اللجنة التنفيذية تلك الاستقالة . رفض الشقيري بعد استقالته أي عمل او منصب رسمي ، وانصرف الى الكتابة فكان يقيم في منزله في القاهرة معظم أيام السنة ، وينتقل صيفاً الى منزله في لبنان . لم يكن بيته في القاهرة يخلو من زائريه الفلسطينيين وعرب الاقطار الاخرى ، يتبادلون فيه الاحاديث ويديرون النقاش حول شتى القضايا العربية والدولية . وكان يؤكد دائماً ان المساومات السياسية لن تحرر فلسطين ، وان الكفاح المسلح هو وحده الطريق السليم للتحرير . كما كان يؤكد وجوب محاربة الامبريالية الامريكية باعتبارها الجهة التي ترتبط ارتباطاً موضوعياً مع الصهيونية ( واسرائيل ) ومخططاتهما ، وهي التي تعمل على فرض سيطرتها على الامة العربية ونهب ثرواتها ، ويؤكد على ضرورة استعمال النفط سلاحاً من اسلحة التحرير ومحاربة الامبريالية . وقد عد توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد ومعاهدة الصلح المصرية - الاسرائيلية ، وتطبيع العلاقات بين مصر والكيان الصهيوني خيانة عظمى للقضية الفلسطينية والعربية ، لذلك غادر القاهرة الى تونس سنة 1979 .امضى بضعه شهور في تونس حيث اصيب بمرض نقل على اثره الى مدينة الحسين الطبية في عمَّان وقد توفي فيها يوم 26/2/1980م ودفن ، بناءً على وصيته ، في مقبرة الصحابي ابي عبيدة عامر بن الجراح في غور الاردن ، تلك المقبرة تضم عدداً من قادة الفتوحات الاسلامية .خلف الشقيري وراءه عدداً من الدراسات والمؤلفات والخطب ، تدور حول القضايا العربية والقضية الفلسطينية . [c1]إنجازات شخصية :[/c]دراسته : انهى احمد الشقيري الصف الثاني ثانوي في عكا وكان متفوقاً في معظم المواد ثم التحق بمدرسة صهيون في القدس لتكملة دراسته ، واعفي من دروس اللغة العربية لتفوقه فيها ، وتغلب على صعوبه اللغة الانجليزية بحفظ المفردات ، مما أفاده في حياته السياسية لاحقاً .التحق بالجامعة الامريكية في بيروت وانضم الى نادي ( العروة الوثقى ) في الجامعة ، لكنه طرد منها بسبب اشتراكه في المظاهرات .اكمل دراسته في معهد الحقوق في القدس وكان الشقيري متفوقاً في دراسته بالمعهد بالرغم من الضغوط التي تعرض لها بسبب مقالاته ونشاطته الوطنية .[c1]عمله الصحفي اثناء دراسته :[/c]عمل الشقيري في جريدة (مرآة الشرق ) في القدس وكان يدرس في المساء في معهد الحقوق . اطلعه عمله الصحفي على الوضع السياسي وعلى طبيعة الحركة الوطنية الفلسطينية ، فغدا مكتبه في الجريدة مزاراً لعدد من شباب القدس ، وقد جعل الجريدة منبراً للدعوة المستقلة .[c1]كتبه :[/c]ألف الشقيري العديد من الكتب التي تعتبر مزيجاً من التاريخ والسياسة والأدب . وكانت مؤلفاته قومية تساهم في خدمة القضية الفلسطينية والوحدة العربية . له أيضاً العديد من الرسائل والمقالات التي لفت بها انظار الملوك والرؤساء وانظار الكتاب والصحفيين الى كثير من الامور الخطيرة . [c1]انجازات سياسة [/c]- محام فلسطيني بارز مدافع عن القضايا الوطنية 1933 - 1948 .- أول مدير لمكتب الإعلام العربي في واشنطن عام 5491م ثم مدير لمكتب الاعلام العربي المركزي في القدس عام 1946م . - أميناً عاماً مساعداً لجامعة الدول العربية وممثلاً لسوريا في الامم المتحدة عام 1950 - 1957م . - وزير دولة لشؤون الامم المتحدة في الحكومة السعودية وسفيراً دائماً لها لدى هيئة الامم المتحدة بين عام 1957 - 1962م . - ممثل فلسطين في جامعة الدول العربية 1963 - 1967 .- مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية وأول رئيس لها 1964 - 1967م . [c1]فلسطينياً[/c]- تأسيس مكتب الاعلام العربي في واشنطن 1945م . - إقامة الكيان الفلسطيني وانشاء منظمة التحرير الفلسطينية 1964م . - وضع الميثاق القومي الفلسطيني من منطلق قومي عربي.- انشاء جيش التحرير الوطني الفلسطيني ومركز الأبحاث الفلسطيني والصندوق القومي الفلسطيني . - انشاء مؤسسات منظمة التحرير ووسائل الاعلام والدعاية والاذاعة والاتحادات لمختلف الفعاليات الفلسطينية والنقابات المهنية ، وبناء متطلبات البنية الاساسية للكيان الفلسطيني ليصبح كياناً فاعلاً وقادراً على العمل والصمود والبقاء .- افتتاح مكاتب للمنظمة في الاقطار العربية والدول الاجنبية . [c1]عربياً[/c]- مساندة ودعم التوجه القومي نحو الوحدة العربية وتبني جميع القضايا العربية حينما كان مساعداً لامين عام جامعة الدول العربية ( 1950 - 1957 ) .- الدفاع عن القضايا العربية في مجلس الامن وفوق منبر الأمم المتحدة حينما كان ممثلاً لسوريا والسعودية في هيئة الامم المتحدة ( 1950 - 1962م ) ، فعلى سبيل المثال كان اكبر مدافع عن قضايا المغرب وتونس والجزائر في اثناء نضالها ضد الاحتلال الفرنسي .- إعداد دراسة شاملة لتطوير الجامعة العربية (1979م) [c1]عالمياً[/c]- مناصرة قضايا التحرر والاستقلال لكافة الشعوب والدفاع عن الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان في كل مكان على منبر الامم المتحدة. - المشاركة في العديد من المؤتمرات الدولية كمؤتمر باندونج وغيره من مؤتمرات عدم الانحياز .[c1]التقدير الذي حاز عليه الشقيري [/c]لم يؤمن الشقيري بالنياشين والأوسمة والجوائز بقدر ايمانه واعتزازه بالتقدير الذي ناله من بني وطنه والشعوب المناضلة بسبب مواقفه في الدفاع عن قضايا أمته ووطنه ، وقد تمثل هذا التقدير في صور واشكال مختلفة منها الرسائل التي كانت تصله من قادة وزعماء وشخصيات عالمية وعربية وفلسطينية بارزة تعترف فيها بانجازاته ، كما تتمثل في حفلات التكريم التي كانت تقام له احتراماً لمكانته واعترافاً بجهوده واعماله في خدمة القضايا الوطنية والقومية والعالمية ، واستمر التقدير بعد وفاته من خلال كلمات التأبين واحياء الذكرى والمقالات في الصحف والمجلات والمراجع المختلفة .
نبذة عن حياة الزعيم العربي الفلسطيني احمد الشقيري
أخبار متعلقة