برلين/متابعات: صدر عن دار (درومر) الألمانية كتاب جديد للكاتب والروائي حامد عبدالصمد يحمل عنوان (سقوط العالم الإسلامي.. نظرة في مستقبل أمة تحتضر)، ومن المقرر أن تصدر الطبعة العربية منه عن دار ميريت للنشر في الشهر الجاري.يقع الكتاب في 240 صفحة ويضم 16 فصلاً ، ويقول المؤلف إنه يطرح من خلال عمله تحليلاً للأوضاع المتدنية التي وصلت إليها معظم الدول الإسلامية من ( إنحدار فكري وتعليمي وتزمت ديني وجوع جنسي وانهيار اقتصادي) ، معتبرا أن الحضارة الإسلامية شاخت وباتت غير قادرة على طرح أجوبة على تساؤلات العصر الملحة، كما يعتقد بقرب وقوع كارثة تصيب العالم العربي في السنوات القادمة بعد أن تجف آبار البترول وبعد أن تدمر التغيرات البيئية مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والشواطئ السياحية.ويتساءل مؤلف الكتاب : (كيف يمكن للاقتصاد العربي أن يتعامل مع كل تلك المتغيرات؟ كيف يمكن للدول التي عاشت تاريخها كله تعتمد على الموارد الطبيعية أن تعيش بعد أن تفقد تلك الموارد. أين البدائل الاقتصادية للبترول والسياحة والزراعة؟ فلا بد للاقتصاد العربي أن يعيد اختراع نفسه في أقصر فترة ممكنة إن كان يريد أن يواجه تلك الكارثة. ولكننا نحتاج تكنولوجيا جبارة وتقنيات عالية وجموعاً من الشباب المؤهل، وكل ذلك غير متوفر لدينا بسبب فقر التعليم وتأخر البحث العلمي. كما أن حكامنا يعيشون بمبدأ (أنا.. ومن بعدي الطوفان) ولا يخططون للمستقبل. لذا فإن السقوط الفكري والمعنوي للحضارة العربية الإسلامية سوف يؤدي إلى سقوط مادي واجتماعي وسياسي إذا لم نغير ما بأنفسنا بأسرع ما يمكن.ويتوقع الكاتب أن ما حدث في أفغانستان والجزائر والسودان والصومال والعراق من حروب أهلية وإرهاب سيصير مصير معظم الدول الإسلامية التي لم تسرع بإصلاح سياستها وتعليمها في الوقت المناسب. ويرى أن الطريق إلى الديمقراطية يمر بالأسلمة أولاً وهذا معبر صعب واختبار قد لا يتخطاه الكثيرون. فلم يعد لدينا وقت نفقده في تجارب ومراهنات.ويطرح عبدالصمد في نهاية كتابه سيناريو للتغيير قائم على مبدأ التعبئة الشعبية، فيكتب: (المدرسون والصحافيون وأئمة المساجد هم أهم أدوات هذه التعبئة. فلو تخلى المدرسون عن أسلوب التلقين السلطوي وغرسوا في عقول طلابهم القدرة على التفكير الحر ونقد ذواتهم وحتى نقد المعلم نفسه، ولو تخلى الصحافيون عن أساليب الفرقعة ومداعبة العواطف في التعامل مع تقاريرهم ومقالتهم وعرفوا المواطنين حقوقهم وكيفية الحصول عليها، ولو تخلى الأئمة عن وعظهم بالقصص والحواديت وتركيزهم على المحرمات وعادوا إلى روح الدين وعقلانيته، لو نجح هؤلاء في تعليم الناس أن ينتقدوا ذواتهم أولاً وألا يقبلوا أي شكل من أشكال الظلم حولهم، لتغيرت أحوال البلاد حتى قبل إجراء انتخابات نزيهة).حامد عبد الصمد باحث في مجال العلوم السياسية والتاريخ وعضو مؤتمر الإسلام بألمانيا، صدرت له رواية (وداعاً أيتها السماء) عن دار (ميريت) وأثارت الكثير من الجدل .
أخبار متعلقة