عارف محفوظ تنعقد في العاصمة السودانية - الخرطوم - حالياً اجتماعات الجولة الثالثة للحوار بين الحكومة الانتقالية الصومالية بزعامة الرئيس / عبدالله يوسف أحمد وممثلين عن إتحاد المحاكم الإسلامية (المتشددة) التي يتزعمها شيخ شريف شيخ والتي تبسط سيطرتها على العاصمة ( مقديشو ) وعدد من المناطق والأقاليم الأخرى المجاورة منذ مطلع العام الجاري 2006م .ولا شك أن هذه الجولة من الحوار والمصالحة بين الفصائل الصومالية المتناحرة تكتسب أهمية خاصة كونها تلتئم في ظل تطورات اقليمية وعربية ودولية بالغة التعقيد والحساسية ، وهي تلكم الجولة الحوارية والتفاهمية البالغة الأهمية التي تنعقد برعاية جامعة الدول العربية ورابطة دول شرق أفريقيا لمكافحة التصحر والتنمية المعروفة باسم (الإيجاد) والتي ينتظر أن يتدارس الطرفان الصوماليان المتخاصمان قضايا تقاسم السلطة والثروة والترتيبات الأمنية .وبكل تأكيد فانه يمكن القول - سلفاً - إن نجاح الحوار والتفاهم الصومالي - الصومالي في محطته الثالثة من شأنه أن يسهم في ترسيخ مناخات الأمن والوفاق في الصومال الشقيق وإعادة الاستقرار والسلام إلى ربوعه بوجه خاص وأن يقود في المحصلة النهائية إلى حلحلة الأزمة الصومالية (المستديمة) والمعقدة التي قوبلت على مدى الأعوام الـ (15) الماضية - وللأسف الشديد - بعجز وصمت عربي وأفريقي واضحين وتجاهل دولي وعالمي أكثر وضوحاً ونصاعة .وبالنظر إلى أن واقع الحال يقتضي من قيادات وممثلي الفصائل الصومالية المتحاورة في الخرطوم الارتقاء إلى مستوى المسؤولية التاريخية والوطنية ووضع المصالح العليا للصومال وشعبه المنكوب فوق كل إعتبار وغاية مع تأكيدنا هنا بأن أي تعثر أو إخفاق لجولة الجوار الصومالي - الصومالي الراهنة من شأنه أن يصب المزيد من الزيت على نار الأزمة الصومالية وأن يزيدها لهيباً واشتعالاً .. ليس هذا فحسب بل أن تعثراً أو فشلاً كهذا لوحدث - لا سمح اللَّه - سوف يلج الصومال ( الجريح) بفعل نتائجه وتداعياته المختلفة صوب أطوار وظروف أكثر تفاقماً وحدة وتهديد أمن واستقرار الأقليم بأكمله .وعموماً .. ومع تأكيدنا في هذا السياق ضرورة وأهمية التحرك العربي والافريقي والعالمي الجاد والسريع لوضع حد للأوضاع الاستثنائية والمؤسفة التي يعيشها الصومال الشقيق منذ الاطاحة بنظام حكم الرئيس السابق الجنرال / محمد سياد بري مطلع عام 1991م .. فإننا نؤكد في الوقت نفسه أيضاً على أن إحلال السلام وترسيخ مناخات الاستقرار والوفاق في الصومال والشروع في إعادة بناء مؤسساته المدمرة واستعادة مكانته على الساحتين الإقليمية والدولية كان ولايزال وسيظل يشكل دعامة محورية للأمن القومي العربي وركيزة مهمة وحيوية لمنظمة السلام الأقليمية التي بذلت اليمن جهوداً ومازالت تبذلها وتشجع في إطارها كل الجهود لاخراج شعبنا الصومالي الشقيق ليرى النور في نهاىة هذا النفق المظلم .
السلام في الصومال
أخبار متعلقة