ساد أوساط شعبنا الفلسطيني، وفصائله الوطنية والمسلحة الفرح الشديد، عندما أعلن الأخ أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية دعوته للحوار مع الإخوة في حركة حماس على قاعدة المبادرة اليمنية، والتي أصبحت مبادرة عربية بعد قمة دمشق التي تبنتها ومدتها بالقوة إلى جانب الموقف الدولي المرحب بهذه المبادرة، ولم يبق أحد من الشعب الفلسطيني إلا وأبدى تقديره العالي لدعوة الحوار الوطني الفلسطيني، وينتظر اللحظة التي سيبدأ فيها هذا الحوار، وأنا بدوري عشت الفرحة ذاتها، وكنت ومازلت متفائلاً بنجاح الحوار الوطني، خاصة وأنه وفي هذه المرة لن يقتصر على الإخوة في حركة حماس وفتح، وإن كان سيبدأ بها بالتأكيد ولكنه سيكون حواراً وطنياً شاملاً، وهذا من وجهة نظري شرط لتحقيق وحدة وطنية حقيقية في الساحة الفلسطينية، من أجل أن تكون هناك حلول وطنية شاملة لمختلف قضايا الشأن الفلسطيني بما فيها القضايا التي أدت إلى حالة الانقسام، خاصة إننا لم نبدأ من الصفر، فإلى جانب المبادرة اليمنية، هناك وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني، وإعلان القاهرة في آذار مارس 2005م، وهي تشكل أساساً صالحاً للحوار والاتفاق.الآن نتساءل ومن حقنا، لماذا مضى قرابة الأسبوعين عن الدعوة للحوار، ولم يبدأ؟نريد أن نعرف لماذا؟هل هناك مشكلة في المكان؟معلوماتنا أن أشقاءنا باليمن أصحاب المبادرة رحبوا مراراً باستضافة الحوار، وسمعنا إنه تم طلب من الأشقاء في مصر لرعاية الحوار، وبأنه سيكون قريباً، وسمعنا كثيراً نحن ما نريده أن لا نضيع الوقت في ظل استمرار العدوان الصهيوني على غزة المحاصرة وقتل أبنائها في كل يوم، والعدوان على الضفة الغربية، واعتقال المناضلين.نحن لا نريد لهذا العدو أن يستفيد من الوقت الذي يسعى لكسبه، ولا نريد له أن يستفيد من حالة الانقسام القائمة.نحن ندرك أن الحوار سيغضب أطرافاً عديدة، وفي مقدمتها أمريكا وإسرائيل، وليس لمصلحتهم إنهاء حالة الانقسام بين فتح وحماس، وليس لمصلحتهم وحدة الصف الفلسطيني، نحن نفهم هذا وأكثر، ولكن تبقى إرادة قيادات فتح وحماس والفصائل الوطنية هي الأساس، تبقى إرادة الشعب الفلسطيني هي الأساس تبقى مصلحة شعبنا وقضيته هي الأساس.لم يعد خافياً على أحد أن الموقف الأمريكي يغطي السياسات الإسرائيلية ويسعى لتحديد هوية الدولة الفلسطينية مع نهاية عام 2008م وليس إقامتها وفقاً لما جاء في خطاب بوش في الكنيست الإسرائيلي، وهذا تراجع في تصريحات أمريكا لصالح إسرائيل.وهذا ما يجب أن يدفعنا للإسراع بالحوار الوطني الفلسطيني الذي ننتظره جميعاً.
أخبار متعلقة