همسة
ما يزال هناك أكثر من بليون من سكان العالم يعانون من فقر حاد حيث يعيشون بأقل من دولار في اليوم الواحد وفي الدول الفقيرة ينخفض العمر المتوقع عند الميلاد إلى (50) سنة مقارنة بمتوسط يبلغ حوالي (80) سنة في الدول المتقدمة ويعاني عدد كبير من أطفال البلدان الفقيرة من نقص الوزن وسوء التغذية وارتفاع معدل الوفيات حيث لا يزال هناك (10.7) مليون من الأطفال لا يعيشون حتى السن الخامسة من ميلادهم وارتفاع معدلات وفيات الأمهات عند الولادة وفقدان عدد كبير من السكان في الوصول إلى المياه النقية الصالحة للشرب وضعف معدلات الالتحاق في التعليم في مراحله المختلفة وغير ذلك وهو ما يضاعف من حجم الصعوبات والتحديات التي تواجه الدول النامية لرفع مستوى معيشة السكان فيها وتحقيق التقدم والرخاء والرفاهية في هذه الدول والمجتمعات.وفي اليمن اظهر مسح ميزانية الأسرة لعام 1998م أن (17.6%) من سكان اليمن يعيشون تحت خط فقر الغذاء في حين ترتفع نسبة السكان الذين لا يتمكنون من الحصول على كامل احتياجاتهم الغذائية وغير الغذائية والمتمثلة في المأكل والملبس والمأوى والصحة والتعليم والتنقل إلى (41.8 %) وعكست هذه النسبة خطورة أوضاع ومعيشة حوالي (6.9) مليون مواطن يعانون من الفقر وأبعاده المختلفة فضلا عن الإعداد الأخرى التي تعيش حول خط الفقر وتخشى من الانزلاق تحت الخط فضلا عن ارتفاع فجوة الفقر المقدرة بحوالي (13.2) وحدة الفقر البالغة (5.8) ويتميز الفقر في اليمن بكونه ذا طابع ريفي رغم النمو المستمر لظاهرة التحضر ويحتضن الريف اليمني حوالي (83 %) من الفقراء (87 %) من الذين يعانون فقر الغذاء في حين يقطن فيه ما يقارب ثلاثة أرباع السكان وترتفع نسبة الفقر الي (45 %) بين سكان الريف مقابل (30.8 %) من السكان في الحضر.وأظهرت نتائج مسح ميزانية الأسرة لعام 1998م العديد من خصائص الفقراء حيث ابرز المسح وجود علاقة بين حجم الأسرة والفقر والذي يتضح من ارتفاع متوسط حجم الأسرة الفقيرة إلى (8.2) أفراد مقابل (7.1) إفراد كمتوسط عام للسكان ككل ويرتفع كذلك معدل الإعالة في الأسرة الفقيرة إلى (158) مقابل (111) للأسر الأفضل حالاً وترتفع نسبة الفقر وعمقه مع ارتفاع نسبة الأطفال إلى البالغين في الأسرة.