العلاقة بين المرأة والتنمية علاقة قوية ومتينة ومتبادلة التأثير فقد حدثت تحولات مهمة وكبيرة في اوضاع المرأة ومركزها في الاسرة والمجتمع وجاءت هذه التحولات كنتيجة مباشرة للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي شهدها مجتمعنا اليمني وهي تحولات بدت بسيطة ثم غدت اكبر، وتعد حقبة التسعينات الفترة التي اثرت في اوضاع المراة اليمنية ، حيث شهد المجتمع تحولاً كبيراً نحو الديمقراطية والمشاركة الشعبية وتأسيس المجتمع المدني من منظمات شعبية وحزبية ومنظمات المرأة وقد ساعدت هذه المعطيات على خلق ظروف موضوعية جديدة لتحفيز استخدام قدرات المرأة وتوسيع مساهمتها في مختلف الانشطة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بوتيرة عالية اكثر مما كانت عليه في الوقت الماضي. لقد اصبحت المراة تمثل صدارة الاهتمامات الرسمية وغير الرسمية ، على سبيل المثال تجربة دعم المرأة في الانتخابات النيابية ثم ترشيحها في المجالس المحلية وفوز عدد كبير من النساء في المحافظات والمحليات ثم تلتها بعض التعينات الوزارية والدبلوماسية ، وهذه دليل على الاهتمام الوطني والمجتمعي بالمرأة ، هذا ما يبشر على ان المجتمع سائر على قدم وساق إلى الاهتمام بالمرأة واوضاعها ، ولقد انجز المجتمع اموراً كثيرة بما يخص المرأة واسرتها ومجتمعها ، ولعل من هذه الانجازات ما تضمنه الدستور من حقوق متساوية في جواهر الامور المتصلة بقضايا التنمية والتحديث وما جاءت به القوانين من أوجه المساواة في التعليم والعمل والمشاركة السياسية والاقتصادية وليس من المبالغة ان نقول بأن التطور التشريعي يسير اليوم باتجاه المرأة وحقوقها الاجتماعية اكثر من أي وقت مضى ، فالمطالب التي تتبناها المنظمات النسائية والجهات المعنية بحقوق المرأة انما يعكس التفاعل الكبير بين المجتمع واعضائه من النساء والرجال وما وصل اليه المجتمع من تطور في الوعي بقضايا المراة واهميتها على المستوى الوطني ، بالاضافة إلى النشاطات التي حصلت في السنوات الاخيرة من خلال اللقاءات والمؤتمرات والندوات وتعدد المشاريع الانمائية المتصلة بقضايا المرأة والتنمية والسكان وقد اتجهت الدولة إلى انشاء ادارات خاصة بالمرأة في معظم الوزارات والمؤسسات الحكومية بالاضافة إلى وجود مراكز تختص بالبحث العلمي ودراسات المرأة وقضاياها .ان ملامح التطور في الجهود المبذولة في النهوض بواقع المرأة في المجتمع ماهو الا تعبير عن مسالك جديدة للمجتمع بمؤسساته وتنظيماته الرسمية وغير الرسمية في التعامل مع المرأة وهي جهود تؤكد على انه لم يعد اليوم هناك تهميش للمرأة او اقصائها عن حركة المجتمع وتطوره ، كما ان واقع المرأة اليوم يفرض نفسه في هذه الجهود ، فقد حان الوقت ليعرف اعضاء المجتمع أهمية المرأة ودورها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، لقد حان الوقت لتمكينها من عناصر التنمية والتصدي لكل المعوقات التي تحول دون حضورها الحضور الكامل في نشاطات المجتمع .شوقي أحمد العباسي
المرأة والتنمية
أخبار متعلقة