أمين عبدالله إبراهيم تتمثل أبعاد المشكلة السكانية في الجمهورية اليمنية في حجم ونمو السكان ، والتوزيع غير المتوازن للسكان إذ تشير البيانات إلى أن هناك ما يقرب من 135 ألف تجمع سكاني في اليمن ( في إشارة إلى وجود تشتت سكاني كبير جداً يصعب معه إيصال كافة الخدمات الأساسية والضرورية إلى كل تلك التجمعات السكانية المترامية الأطراف). يضاف إلى هذين البعدين بعد الخصائص السكانية حيث توجد نسبة عالية من السكان في الفئة العمرية اقل من 15 سنة وهي فئة معالة ومستهلكة ، هذا إضافة إلى انتشار الأمية والامرض وخاصة في القطاعات الريفية ، كما يؤخذ في الاعتبار ضعف مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي. ولما كان للإعلام دوره في التصدي لمشكلات المجتمع والتنبيه إلى خطورتها وبيان كيفية مواجهتها ، فإن الإعلام اليمني بشقيه المباشر والجماهيري مطلوب منه أن يستمر وبشكل اكبر من ذي قبل في طرح المشكلة السكانية بكافة جوانبها وأبعادها وتحدياتها المختلفة، وتوضيح الآثار السلبية المترتبة عليها على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، وزيادة الوعي بهذه الآثار بين الفئات والشرائح الاجتماعية المختلفة ، وحث الأفراد والجماعات على ضرورة الوقوف وقفة جادة متأنية لاتخاذ قرار مصيري “ نكون أو لا نكون ؟” فالمسألة جد خطيرة ولم يعد هناك وقت لإضاعته. ومن هنا يمكني القول إن اختيار الرسالة السكانية الهادفة والمناسبة والواضحة والموضوعية يعد امراً مهماً جداً وضرورياً لضمان وصول محتواها ومضمونها إلى الجمهور المستهدف بشكل واضح وسهل وبالتالي أحداث عملية التأثير والإقناع وتغيير الاتجاهات والممارسات ايجاباً لدى الجمهور حول القضايا السكان والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة. وسوف نتطرق هنا لبعض خصائص وسمات الرسالة الإعلامية السكانية الفعالة والتي يمكن توضيحها في النقاط القليلة التالية:يتعرض الفرد في اليوم الواحد للعديد من الرسائل الإعلامية، فما الذي يضمن أن يتعرض الفرد لرسالة معينة ويتأثر بمضمونها ؟، والجواب يكمن في اختيار الوسيلة المناسبة لتوصيل الرسالة وضرورة أن تتضمن ما يؤدي إلى تشويق المتلقي وجذب انتباهه. يجب مراعاة مصالح المتلقي ، فكلما كانت الرسالة مراعية للمصلحة الإنسانية كلما كانت مؤثرة وفاعلة ، وعليه يمكن أن تتجه الرسالة الإعلامية المرتبطة بالمشكلة السكانية نحو إبراز أن نموذج الأسرة الصغيرة - على سبيل المثال- يتيح حق الاستمتاع المشروع بالحياة. مراعاة التوافق مع القيم الدينية خاصة أن تناول المشكلة السكانية من منظور ديني لا يعد اقحاماً للدين في مجالات جديدة ، وإنما هي مهمة القيم الدينية وجوهر رسالتها. التنويع بين خطاب العقل واستمالة العاطفة ، فيجب تقيد الحجج الداعية إلى كثرة الإنجاب والتي يتمسك بها غير المتعلمين وذلك بلغة سهلة وبسيطة ، وما أجمل أن يرتبط التفنيد المنطقي بالجوانب العاطفية من خلال إثارة عاطفة الابوة والأمومة.
أهمية اختيار الرسالة الإعلامية السكانية المناسبة
أخبار متعلقة