وزير الخارجية العراقي الاسبق طارق عزيز اثناء محاكمته في بغداد يوم 29 ابريل نيسان 2008 .
بغداد /14 أكتوبر/ رويترز: قال مسؤول يوم أمس الأربعاء إن الولايات المتحدة سلمت للعراق العشرات من المسؤولين السابقين المحتجزين من حكومة صدام حسين بمن فيهم واحد من أهم الشخصيات العامة وزير الخارجية الأسبق طارق عزيز.وجاء هذا التسليم في اطار اتفاق أمني وقع في عام 2008 وافقت فيه الولايات المتحدة على وقف الاعتقالات وتسليم مراكز الاعتقال المتبقية والانسحاب تماما من العراق بحلول نهاية عام 2011.وسيجري التسليم الرسمي لأخر مركز اعتقال أمريكي في العراق واسمه معسكر كروبر القريب من مطار بغداد اليوم الخميس.وكان عزيز (74 عاما) أيضا نائبا لرئيس الوزراء في عهد صدام وهو الذي استسلم بنفسه للقوات الامريكية في ابريل نيسان عام 2003 بعد أسبوعين من سقوط حكم صدام على يد قوات الغزو التي قادتها الولايات المتحدة.وقال بوشو ابراهيم وكيل وزير العدل المسؤول عن السجون «عزيز كان من ضمن الستة وعشرين معتقلا تم تسليمهم لنا قبل يوم البارحة.»وأضاف أن مسؤولين اخرين من حكومة صدام جرى تسليمهم في السابق مما رفع اجمالي عددهم الى 55. ولكن جرى الافراج عن واحد منهم.وتابع أن نحو 1600 شخص اعتقلتهم القوات الامريكية واتهموا بالقتال الى جانب الجماعات السنية المتشددة أو الميليشيا الشيعية سينقلون الى سيطرة السلطات العراقية يوم الخميس حينما يسلم معسكر كروبر.وباغلاق معسكر كروبر سينتهي فصل مثير للجدل من الاحتلال الامريكي للعراق. واحتجزت القوات الامريكية الاف العراقيين ومعظمهم لم توجه اليه تهمة. وظلوا شهورا بل سنوات.وأدى الكشف عن أن السجانين الامريكيين يهينون السجناء جنسيا في سجن أبوغريب عام 2004 الى اغضاب كثير من العراقيين. وربما أدى ذلك الى تنامي حركات التمرد المسلحة في ذلك الوقت.وأدين عزيز في مارس اذار 2009 لدوره في قتل عشرات التجار بسبب مخالفة التسعيرة الحكومية في عام 1992.وأضاف محاميه عبد البديع عارف المقيم في العاصمة الاردنية عمان انه يخشى على حياة موكله من بطش الحكومة العراقية وانه يعتزم توجيه التماس الى الفاتيكان كي يتدخل. وعزيز مسيحي كلداني يعاني من مشكلة في القلب.وأضاف عارف بالهاتف من عمان «هم (ألامريكان) سلموا كل المعتقلين الموجودين لديهم من قائمة الخمسة والخمسين ضمنهم طارق عزيز عدا خمسة وهم المحكومون بعقوبة الاعدام.»«هو قال لي بالحرف الواحد.... سيقتلونني حتما لاني امتلك معلومات كثيرة».« سيقتلونني بشكل مباشر او غير مباشر. اما عن طريق حجب العلاج عني او بدس السم في طعامي».وأضاف الجيش الامريكي انه سيبقي على احتجاز ثمانية من مساعدي الرئيس السابق بناء على طلب الحكومة العراقية.وأشار عارف الى أن هؤلاء منهم الاخوان غير الشقيقين لصدام وهما وطبان ابراهيم الحسن وسبعاوي ابراهيم الحسن ووزير الدفاع السابق سلطان هاشم ورئيس اركان الجيش السابق حسين رشيد قدوري وعبد الغني عبد الغفور الذي شغل منصب عضو قيادة قطر العراق.وأعدم صدام في ديسمبر كانون الاول 2006 بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الانسانية لقتله 148 رجلا وصبيا شيعيا بعد محاولة اغتياله عام 1982.