صافرة قلم
- لا أدري ما الذي حدث للاعبي منتخب الشباب الوطني لكرة القدم عصر أمس وهم يتخاذلون بصورة غريبة أمام المنتخب الياباني الذي عرف كيف تؤكل الكتف واكتفى بتسجيل خماسية نظيفة في مرمى الحارس اليمني علي مسعود والذي لا يسأل عن أي من الأهداف التي ولجت مرماه نتيجة الأخطاء الدفاعية الساذجة والإهمال والتقصير في تنفيذ الواجبات الدفاعية أيضا للاعبي خط المنتصف الغائب تماما في هذه المباراة , حتى أن المهارات الفردية التي يتميز بها لاعبونا اختفت تماما يوم أمس . - منتخبنا أمس غير المنتخب الذي واكبت مسيرته منذ مرحلة الناشئين عندما رافقتهم في مرحلتين , الأولى كانت خلال الاستعداد لنهائيات ناشئي آسيا 2006م بالقاهرة في معسكر خارجي , والثانية كانت في التصفيات الآسيوية لهذه النهائيات العام الماضي في العاصمة الأوزبكية طشقند , ففي تصفيات شباب آسيا كان المنتخب قد ظهر بصورة مغايرة تماما حتى وهو يخسر بهدف وحيد أمام نظيره ومستضيف التصفيات المنتخب الأوزبكي بما يتمتع لاعبوهس من بنية جسدية ضخمة جدا , فقد كان الأداء اليمني يومها بصورة رائعة جدا وهو يسيطر على المباراة رغم العقم الهجومي حينها . - الخلل الدفاعي كان بالأمس واضحا , والارتباك على لاعبي خط الظهر وعدم التفاهم علامة قوية في الأداء اليمني يوم أمس , ناهيك عن الخلل الكامن في المنتصف عندما فشل كابتن المنتخب حسين غازي في الربط بين خطوط المنتخب الدفاعية والوسط والهجوم الذي اجتهد كثيرا في محاولة الوصول لمرمى المنتخب الياباني , أضف إلى ذلك أن المنتخب الياباني اعتمد على البنية الجسمانية للاعبيه في استخلاص الكرات أولا بأول من خلال الضغط على حامل الكرة من لاعبينا , وهو أمر أدى إلى فشل كل التمريرات البينية التي افتقدت هي الأخرى للتمرير الصائب مع قوة الضغط الياباني على حامل الكرة ولم تتح للاعبينا الفرص الكثيرة للاحتفاظ بالكرة حتى في منطقة دفاعنا والتي استغلها المنتخب الياباني في أربع دقائق مجنونة في الشوط الثاني سجل منها ثلاثة أهداف بين الدقيقتين الخمسين والأربع والخمسين . - كنت أتوقع أن يعمل الكابتن القدير عبد الله فضيل عقب الشوط الأول والأخطاء الساذجة التي وقع بها لاعبونا على معالجة مكامن القصور كما عهدناه دائما , وأن يمنح اللاعبين مزيداً من الثقة والجرأة وأن يبادر إلى الصراخ في وجه اللاعبين حسين الغازي وماجد عقيل بأن يلعبا بالعقل والجسم معا بغية إيصال الكرات السليمة بما يمتازان به من مهارات , إلا أن الأخطاء القاتلة في الشوط الثاني زادت عن حدها في أول ربع ساعة وكانت المحصلة ثلاثة أهداف في ظرف أربع دقائق فقط . - الملعب كان مليء بالجمهور اليمني المؤازر من أبناء الجالية اليمنية كما شاهدنا عبر شاشات التلفزيون وكما سمعنا هدير الجمهور اليمني خلال المباراة وهو أمر ذكرني بأجواء نهائيات كأس آسيا للناشئين في الإمارات 2002 عندما أشعل الجمهور اليمني المغترب في الإمارات يومها مدرجات ملاعب دبي وأبو ظبي بالتشجيع والمؤازرة ورفع لاعبونا يومه رؤوس الجميع بما قدموه من مستوى عال , غير أن جمهور الجالية اليمنية يوم أمس غلب عليه الحزن والحسرة وهو يرى الأحلام تتهاوى بخماسية يابانية قد تكون قاتلة . - بصراحة الكابتن عبد الله فضيل لم يحسن قراءة الأمور جيدا , ولم يتمكن من التعامل الصحيح مع قدرات لاعبي المنتخب الياباني , ونأمل ألا يتكرر الأمر في مباراة الغد أمام المنتخب السعودي القوي والذي سيلعب يوم غد مدعما بمؤازرة جماهيرية متوقعة نأمل أن يتصدى لها منتخبنا بحثا عن الفوز والتعويض ولا غير والتأكيد أن معسكرات إعداد منتخبنا في عدن وصنعاء وتركيا والمجر وسوريا , أعطت ثمارها كما كان يصرح عبد الله فضيل دائما .[c1]صافرة أخيرة[/c]- ربما تكون المباراة التي خسرها المنتخب الشاب مؤخرا أمام نظيره السوري وديا يوم السبت الماضي بدمشق قد شكلت ناقوس الخطر للجهاز الفني ليتدارك الأمر جيدا , وهذا ما كنا نتوقعه , فالخسارة في مباراة ودية مقياس أيضا لقوة الفريق على عتبات المشاركة الرسمية وهي مناسبة لتصحيح كل الأخطاء التي قد تظهر ليتم تفاديها في المباريات الرسمية , وكانت تلك المباراة في دمشق أوقى المباريات التي خاضها منتخبنا في مرحلة الإعداد , غير أن الصورة كانت على غير ما كنا نؤمله يوم أمس , فهل نستفيد من أخطاء الأمس في الاستعداد لمباراة الغد ؟!