الرئيس الفرنسي والأسد وأمير قطر ورئيس الوزراء التركي (من اليسار إلى اليمين) بعد اجتماعهم في دمشق امس الخميس
دمشق /14اكتوبر/ فرانسوا ميرفي :قال الرئيس السوري بشار الأسد أمس الخميس إن جولة من المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل أجلت. وكان من المقرر أن تتناول هذه المحادثات مقترحات محددة بشأن كيفية تحقيق انفراجة.وقال الرئيس الأسد انه كان من المفترض إجراء جولة خامسة الأربعاء كان ينتظر أن تكون حاسمة. وأضاف أن استقالة كبير المفاوضين الإسرائيليين أدى إلى تأجيل هذه الجولة التي كانت ستحدد مسار تلك المفاوضات.وعقدت إسرائيل وسوريا أربع جولات من المحادثات غير المباشرة ركزت على مصير مرتفعات الجولان الإستراتيجية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 . وتطالب دمشق بإعادة مرتفعات الجولان بالكامل.وتطالب إسرائيل من جانبها سوريا بأن تخفض علاقاتها مع إيران وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني. وترفض سوريا حتى الآن عمل ذلك.وقال الأسد إن إسرائيل وسوريا قدمتا كل على حدة أفكارا بشأن إعلان مبادئ ينتقلان بموجبه إلى إجراء محادثات مباشرة لكن تحقيق تقدم تعثر بسبب التطورات في الساحة السياسية الداخلية في إسرائيل حيث سيتنحى رئيس الوزراء الإسرائيلي بسبب اتهامات فساد ينفي انه ارتكبها.وأوضح الأسد أن سوريا لا تريد توقف المحادثات التي تتوسط بها تركيا ولكنه لم يحدد الموعد المتوقع لإجراء الجولة المقبلة.وكان الأسد يتحدث في بداية قمة رباعية في العاصمة السورية تشارك فيها فرنسا لبحث الجهود من أجل اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل. وقال إن بلاده تنتظر الآن الانتخابات الإسرائيلية لتحديد مستقبل هذه المرحلة. وأضاف انه يريد التأييد من كل الدول.وانضم الأسد والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لإجراء محادثات ركزت على جهود تعزيز الاستقرار في لبنان ومحادثات سوريا مع إسرائيل.وقال الأسد إن المقترحات السورية ركزت على تعريف حدود الأراضي السورية تحت الاحتلال الإسرائيلي كأساس للتفاوض على انسحاب إسرائيلي بموجب أي اتفاق سلام.وتعثرت آخر محادثات مباشرة بيت البلدين في عام 2000 في نزاع بشأن مدى الانسحاب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان.وتفضل سوريا الانتقال إلى المحادثات المباشرة فقط بعد أن تأتي إدارة أمريكية جديدة في البيت الأبيض. وقال الأسد إن الدور الأمريكي ضروري لكن تركيا ستواصل القيام بدور مفاوض رئيسي.وكان اولمرت يرغب في إجراء محادثات مباشرة بسرعة رغم انه تعهد بالاستقالة بعد الانتخابات التي يجريها حزبه كديما لاختيار خليفة له في زعامة الحزب يوم 17 سبتمبر الحالي.وأعلن المفاوض الإسرائيلي يورام تيربوفيتش استقالته من منصب مستشار اولمرت في يوليو تموز بعد وقت قصير من إعلان رئيس الوزراء انه سيتنحى من منصبه بعد الانتخابات التي يجريها حزب كديما يوم 17 سبتمبر الحالي لاختيار زعيم خلفا له بعد فضيحة فساد.غير أن تيربوفيتش وافق على الاستمرار في تمثيل إسرائيل في المحادثات غير المباشرة مع سوريا. لكن مازال يجب أن يخول المحامي العام بمشاركته.وقالت سوريا وإسرائيل في وقت سابق هذا العام إنهما تجريان محادثات غير مباشرة بعد شهور من مهاجمة طائرات حربية إسرائيلية لهدف في شرق سوريا قالت الولايات المتحدة انه كان مفاعلا نوويا تحت الإنشاء.وقد حذر الرئيس السوري بشار الأسد أمس الخميس من أن لبنان مازال في موقف هش وأعرب عن قلقه من «قوى متطرفة» مدعومة من الخارج تذكي عدم الاستقرار في مدينة طرابلس بشمال لبنان.وأدلى الأسد بهذه التصريحات في بداية قمة رباعية تستضيفها العاصمة السورية دمشق وتشارك فيها فرنسا لبحث جهود السلام بين سوريا وإسرائيل.وقال الأسد إن الموقف في لبنان مازال هشا وانه قلق مما يحدث في طرابلس بشمال لبنان.وصرح الأسد بأنه حث الرئيس اللبناني ميشال سليمان على إرسال مزيد من قوات الجيش اللبناني إلى الشمال.وقال الأسد في تصريحات نقلها التلفزيون إن إرسال هذه القوات الآن وعلى وجه السرعة ضروري لحل هذه المشكلة وإلا لن يبقى لبنان مستقرا مع وجود التطرف.واستطرد الأسد إن أي شيء ايجابي تحقق في لبنان سيصبح بلا قيمة دون حل للتطرف والقوى السلفية التي تتحرك في لبنان قائلا إن هناك دولا تدعم هذه القوى رسميا.وحذر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر مؤخرا من التدخل الأجنبي في طرابلس قائلا انه يذكي التوترات هناك.وقتل 22 شخصا على الأقل في طرابلس منذ يونيو حزيران في معارك طائفية ذات صلة بمشاكل لبنان الاوسع نطاقا. وفي هجوم بقنبلة في المدينة في أغسطس قتل 15 شخصا من بينهم عشرة جنود.ودار الصراع الطائفي في طرابلس التي تقطنها غالبية سنية بين العلويين ومسلحين سنة. وللعلويين في لبنان صلات وثيقة بسوريا التي يرأسها علوي. أما سعد الحريري وهو منتقد بارز لدمشق فهو القوة السنية السياسية الرئيسية في طرابلس.ويلقى الحريري مساندة قوية من المملكة العربية السعودية.وشابت التوترات في طرابلس عودة الاستقرار إلى لبنان بعد ان توسطت قطر لإنهاء صراع على السلطة دام 18 شهرا بين تحالف مناهض لسوريا بقيادة الحريري وتحالف موال لسوريا بقيادة حزب الله.