لم يكن القطاع الشبابي والرياضي بمنأى عن سائر قطاعات الحياة المختلفة التي كان يعيشها شعبنا اليمني، وتحديداً في عصر الأئمة البائد، والاستعمار البغيض.ان الحركة الرياضية والشبابية في المحافظات الجنوبية كانت واقعة تحت وطأة الاستعمار، والذي سعى إلى تحويل العمل الرياضي لتحقيق أهداف تخدم مصالحهم الاستعمارية، إلاَّ أن شبابنا الشامخ بشموخ جبال شمسان، وردفان، تمكن من تحويل الرياضة إلى هدف وعمل وطني مخرجاً لها من تحت عباءة الاستعمار، محولاً لها إلى قوة ثورية هدفها الأول الكفاح لإخراج المستعمر من أراضينا وتحريرها واستقلالها، وهذا بالفعل ما وصل إليه أبناء شعبنا مع اندلاع ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م، ليتمكن شبابنا الباسل من إخراج جنود بريطانيا التي لا تغيب عنها الشمس في 30 نوفمبر عام 1967م.ومن ذلك كله، نخلص إلى نتيجة حتمية محورها الأول يصب في الواقع الرياضي والشبابي في تلك الحقبة من الزمن، والتي افتقر فيها شبابنا لأبسط مقومات الحركة الرياضية، والتي – بلا شك - تعتمد على المنشأة والخبير الفني، فكانت البنية التحتية معدومة تماماً وشكلت بعض النوادي المتواضعة في المحافظات الجنوبية متنفساً للشباب لممارسة بعض هواياتهم الرياضية والتي كانت تفتقر إلى البناء السليم لقاعدة رياضية، بلا شك، أنها كانت أيضاً في حاجة لكوادر فنية مؤهلة تستطيع إخراج المواهب القادرة على المنافسة، أو الإبداع،لقد كشفت عظمة الإنسان اليمني في مواجهة الظروف التي كان يمر بها شعبنا تحت وطأة الاستعمار الغاشم الذي يسعى لبسط نفوذ واستغلال خيرات محافظات الوطن الجنوبية، ليطل علينا عميد أندية الجزيرة العربية، والمعروف –حالياً- بنادي التلال، كأول نادٍ يتم تأسيسه عندما خاض الرعيل الأول من الرياضيين معركة التحدي لإثبات الذات، ليتجلى ذلك بوضوح شديد من خلال إقامة الصرح الرياضي الشامخ، وإعلانهم عن تأسيس نادي الاتحاد المحمدي الرياضي في العام 1905م، بمحافظة عدن الباسلة، بشموخ سواعد أبنائها السمراء بعد أن كانت الممارسة الرياضية محصورة في أضيق نطاق داخل ووراء أسوار معسكرات الاحتلال البريطاني.وتجلت النتيجة الثالثة في قدرة أبناء الوطن على كسر حصار الاستعمار والتحليق عالياً في سماء الإبداع الرياضي، ضاربين بسياط المستعمر عرض حائط الإصرار والعزيمة، الذي تمكن من احتواء القهر والعذاب، وتحويله في صورة منفردة بإطار ذهبي السيرة، وهي تحكي بمفردات الإعجاب، والانبهار والدهشة في آن واحد تاريخ الراحل علي محسن مريسي، والذي شكلت موهبته الفطرية في كرة القدم حالة فريدة، وهو يتلاعب بالكرة الشراب في الشوارع والأحياء الشعبية لقاهرة المعز ليصبح مطلباً ملحاً وهدفاً لابد منه لتعزيز صفوف الزمالك، بل ليتجاوزها وهو يسجل اسمه في تاريخ أعرق الأندية العالمية، وتحديداً في نادي ريال مدريد الأسباني، عندما تمكن من إحراز هدف فريق الزمالك الوحيد في شباك الريال، ليكون بذلك أول لاعب عربي يسجل هدفاً في مرمى ريال مدريد.. وما إطلاق اسمه على استاد مدينة الثورة الرياضية بالعاصمة صنعاء، ليصبح استاد علي محسن مريسي في أواخر التسعينيات، إلا وفاءً وعرفاناً من أجيال اليوم لتاريخ خطته قَدمَا علي محسن –رحمه الله- في عزيمة إصرار واختراق أسوار الحصار الاستعماري لشباب اليمن، كان أسطورة الشارع المصري، وحديث مجالس علية القوم في أرض الكنانة. ومع ذلك كله لم يستسلم المواطن اليمني قاوم الاستعمار مفجراً ثورة الرابع عشر من أكتوبر1963 امتداداً للعمل الثوري، والكفاح المسلح والتي توجها ثوارنا باستقلال بلادنا، وتحررها من الاستعمار البريطاني مروراً بإعلان لحمة الشعب أرضاً وإنساناً في الثاني والعشرين من مايو (90) بإعلان الوحدة، لتشكل الثورة والوحدة منطلقاً لبناء أجيال من الرياضيين، وما نشاهده اليوم من منشآت رياضية عملاقة، سواءً على مستوى الاستادات الرياضية الدولية، أو الصالات الدولية المغلقة، وبيوت الشباب والأندية الرياضية والثقافية، التي تجاوز عددها (300) نادٍ في مختلف عموم مدن وعزل وقرى الوطن، إلا علامة من علامات البناء لجيل تعتبره قيادتنا السياسية بزعامة المشير علي عبدالله صالح، صناع الغد والمستقبل المشرق لوطن الثاني والعشرين من مايو.وحرصاً منا لتدعيم ما ذكرناه عن واقع الرياضة قبل الاستقلال ودورها في إمداد الشباب والرياضيين بما يؤهلهم لخدمة وطنهم، فقد حاولنا إشراك عددٍ من المهمين بالقطاع الرياضي بالحديث معنا عن واقع الحركة الشبابية والرياضية قبل وبعد الثورة، وما ينعم به شبابنا من خيرات الوحدة التي كانت هدفاً من أهداف ثورتي شعبنا الأبي، فإليكم ما جدت به قريحة ضيوف ملفنا الرياضي:[c1]الخولاني : المنشآت الرياضية حاضنات للشباب[/c]- حيث يقول حسن الخولاني- مستشار وزارة الشباب والرياضة- رئيس الاتحاد العام للرياضة للجميع بأن ما تحقق من إنجازات كبيرة من خلال ثورتي سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر هي إحدى ثمار الثورة اليمنية.مشيراً إلى أن مجيء الثورة والاستقلال أوضح دورها واهتمامها بالشباب كعنصر ومحور ارتكزت عليه لأن الشباب يمثلون المستقبل والأمل، ويؤكد الخولاني على أنه من الصعب إيجاد مقارنة بين ما يجده شباب الوطن اليوم، ورياضيه، وما كان عليه الشباب قبل الثورة والاستقلال ، منوهاً إلى أن الشباب هم قوة البلاد، وهم سواعدها، ومن هنا حظي الشباب باهتمام الثورة، ولذلك وضعت العديد من البرامج لرعايتهم وتنشئتهم وتكوينهم، سواء من الناحية العلمية، أو الرياضية، حتى يكونوا قادرين على العطاء، وخدمة الوطن، ومن ضمن ذلك الاهتمام إنشاء المراكز الثقافية والأندية الرياضية والشبابية، معتبراً تنوع البرامج الخاصة بإعداد الشباب وتعددها على المستويين الرياضي والثقافي وسائل لتحقيق أهداف تربوية. مؤكداً على أن الوسائل التي تبنتها الثورة لهذه الأنشطة كانت وسائل ناجحة، كون شبابنا اليوم يحظى برعاية قيادتنا السياسية، ممثلة بالرئيس علي عبدالله صالح، وذلك من خلال استكمال البنية التحتية والأساسية للمنشآت الرياضية والشبابية، والمتمثلة في الملاعب العملاقة لكرة القدم ومضامير ألعاب القوى في الساحات والميادين والصالات المغلقة المتعددة الأغراض والملاعب الخفيفة المكشوفة المتعددة في الساحة الشعبية والحدائق العامة. معتبراً بأنها حاضنات للشباب وهم يتجهون إليها اليوم لممارسة مناشطهم المختلفة موضحاً حقيقة تطلع الشباب اليوم، وتفتحه من خلال ما يسهمون به في النشاطات الخارجية، وتواجدهم في المحافل العربية والقارية والدولية، حتى أصبح شبابنا ينافس وينازل في الألعاب الفردية، محققين نتائج طيبة ومشرفة يفخر بهم الوطن.مستعرضاً الدور الذي لعبه الشباب والرياضيون في المجال الشبابي من خلال المراكز الثقافية والشبابية والكشفية، وإسهامهم في عملية البناء والتنمية، مطالباً الشباب في الوقت نفسه الحفاظ على منجزات ثورتي سبتمبر وأكتوبر، فهم في نظر القيادة السياسية حماة وحراس لها وجزء من الأمن القومي للوطن والدفاع عن مكتسباته.- من جانبه شاطرنا الحديث محمد الفقيه مستشار وزارة الشباب والرياضة رئيس الاتحاد اليمني العام “للبنجاك سيبلات”، موضحاً ما كان عليه الشباب من ظلم وقهر وجوع قبل الثورة في المحافظات الشمالية واستقلال المحافظات الجنوبية من ربق الاستعمار مؤكداً على أن الرياضة كانت محرمة عليهم في تلك الحقبة المظلمة، متطرقاً إلى الدور الذي لعبته الثورة اليمنية (26) سبتمبر و(14) أكتوبر، واللتان توجتا بالثاني والعشرين من مايو (1990م)، مثنياً على ما شهدته البلاد من القريب الماضي من انفتاح كبير على مستوى البنية التحتية لقطاع الشباب والرياضة، ومن ملاعب وصالات ضخمة ومراكز للشباب وأندية رياضية وثقافية، وعلمية، وما مثلته مراكز الفتيات من خطوة جديدة تحسب بعد عام 2000م للفتاة، بحيث أصبح لها أندية اجتماعية، وثقافية، ورياضيه، حيث أصبحت الفتاة تشارك في المحافل العربية، والدولية التي تخص الفتاة.وفيما يخص شمولية المنشآت الرياضية أشار الفقيه إلى أن المنشآت التي تم تجهيزها لقطاع الشباب والرياضة أقيمت على استراتيجية شاملة تشتمل على هدفين الأول قتل فراغ الشباب، وأيضاً تكملةً لجانب التربية والتعليم من خلال إبراز المواهب في مختلف المجالات الشبابية، والرياضية، مستعرضاً في حديثه الحقبة المظلمة من عمر شعبنا اليمن التي لم يكن يعرف فيها اللوائح والقوانين الرياضية، أما الآن فالشباب بات على معرفة بقوانين، ولوائح القطاع الرياضي.مؤكداً في الوقت نفسه بأن ما تحقق للشباب خلال فترة الأربعين عاماً- بفضل الله- ثم بفضل الثورة،والاستقلال والوحدة- لم يتحقق لشباب اليمن خلال مائة عام.مختتماً: إن الوزارة تسعى عقب استكمال البنية التحتية إلى إعادة تأهيل الأندية الرياضية والثقافية كأندية نموذجية تكون قادرة على إنتاج شباب قادر على خدمة وطنه وحماية مكتسباته. [c1]الأهجري: ما تحقق للشباب في عهد الثورة والوحدة إنجاز كبير.[/c]- محمد الأهجري – أمين عام اللجنة الأولمبية اليمنية – يؤكد بأن ما تحقق للشباب والرياضة في عهده الثورة والوحدة هو كثير وكثير جداً -خصوصاً واليمن عاشت قبل الثورة في فترة ظلام وجهل وافتقار إلى أبسط مقومات الحياة في كل المجالات دون استثناء فلم يكن مجال الشباب والرياضة مستثنى عن بقية المجالات الأخرى، مشيراً إلى أن عهد البناء بدأ بعد الثورة والنضال وبعد ترسيخها بدأ الشعب والدولة في مسيرة البناء لمختلف القطاعات، وقطاع الشباب والرياضة حظي بإنجازات كبيرة منها منشآت عملاقة تم تحقيقها في عهد الثورة والوحدة، مشيراً في ذات السياق إلى وصول المنشآت الرياضية إلى كل مناطق اليمن وليست حكراً على عواصم المحافظات؛ حيث أصبح لدينا بيوت شباب وأندية رياضية وثقافية في كل قرية وعزلة.مستعرضاً ما سيشهده هذا العام من استكمال مشاريع (36) صالة رياضية مغلقة وعدد من الاستادات الرياضية الدولية وكثير من مقرات بيوت الشباب بما فيها مشاريع استثمارية لصالح الشباب والرياضة.مؤكداً على أن ما تحقق للرياضة اليمنية والشباب شيء كبير ولا يمكن قياسه بما كان عليه حال الشباب والرياضيين في الفترة الماضية وما بلوغ عدد أندية اليمن ووصولها إلى أكثر من (300) نادٍ، إلاَّ دليل على وعي القيادة السياسية بأهمية القطاع الرياضي في تأهيل الشباب بما يخدم وطنهم ويقيهم من الأفكار الهدامة.[c1]تحول الشباب والرياضيون إلى قوى فاعلة ومنتجة[/c]- اما الاخ محسن احمد صالح ربيد رئيس الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة فقد قال في حديثه : إن الثورة حددت هوية وطنية للعمل الرياضي مشيراً إلى أن الهوية الوطنية اشترطت أسس التطوير للقاعدة الشبابية والرياضية على كافة المستويات، منوهاً إلى أن الأساس شمل العناية بالبنى التحتية وظهرت بوضوح لمسات الثورة في هذا الجانب أما الجانب الآخر بأنه شامل للتشريعات الرياضية الخاصة بالأطر المختلفة في مجال الشباب والرياضة متخذة البعد الذي ينتمي إلى واقع هذه التربة اليمنية بعد أن كان يحلق في الفضاء أو موسوماً بالصفة الاستعمارية في المحافظات الجنوبية.مؤكداً على أن الثورة قد حققت للشباب والرياضيين مجالاً أوسع في الانتشار داخل الوطن أو خارجه. فالرياضة التي كانت محرمة على كثير من الناس في المحافظات الشمالية في عهد الإمامة صارت حقاًّ مكفولاً لهم بفعل قوانين الثورة.منوهاً إلى أن الرياضة التي كانت تخدم أهداف الاستعمار في المحافظات الجنوبية خرجت من هذه العباءة، وتحولت إلى قوة تكافح الوجود الاستعماري من أجل الاستقلال. وفيما يخص ما وصلت إليه الرياضة على مستوى التمثيل الخارجي أشار ربيد إلى أن المشاركات الخارجية اتسعت بشكل كبير وصار لليمن أبطال يمثلونها في كل الألعاب الرياضية .مستعرضا في ً كلامه دور الشباب والرياضيين في تعزيزهم لدور الرياضة كرسالة عالمية للسلام تحمل الهوية اليمنية في عملية الاتصال بالشعوب الأخرى وخصوصاً مع نظرائهم وأقرانهم من الشباب والرياضيين في البلدان الأخرى.واختتم الاخ محسن احمد صالح رئيس الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة حديثه بالقول: إن استقلال المحافظات الجنوبية استطاع أن يجعل من الشباب والرياضيين قوى فاعلة ومنتجة في الوطن وفي المجتمع بعد أن كانت أوقات الفراغ تحول الكثير منهم إلى عمالة فائضة تستخدم في أفكار هدامة وأعمال معادية ضد الوطن واستقراره وانتمائه ووحدته.- وتحدث الأخ جمال عبدالرسول اليماني مدير عام مكتب الشباب والرياضة في عدن عن دور الشباب والطلاب والرياضيين في مقارعة الاستعمار البريطاني حتى اخذ عصاه ورحل في 30 نوفمبر 1967 م منوهاً إلى دوره الاندية الواضح في نشر الوعي والتعليم وغرس القيم والروح النضالية بين اوساط الشباب والطلاب مما اسفر عن سقوط العديد من الشباب الرياضيين شهداء امثال .. محمد علي الحبيشي وخالد شيخ وخالد هندي لكن دماء الشهداء روت تربة الوطن واثمرت ببزوغ فجر جديد اوصلنا اليوم الى توحيد الوطن الحلم الكبير وتحقق معه انجازات كثيرة في مجالي الشباب والرياضة وتحديداً ما شهده هذا القطاع عقب الوحدة من قفزة كبيرة ونوعية والتي كان أهمها إنشاء صندوق رعاية النشء والشباب وما لعبه من دور في توفير المنشآت التحتية العملاقة وامداده لتأهيل اللاعبين والرياضيين في شتى الألعاب الرياضية.ولم يفتنا أن نتناول دور الاستقلال الوطني في تحريره لشباب وطننا مما كان يلاقيه في تلك الفترة البائدة وخصوصاً ما قدمته الثورة والوحدة للعنصر النسائي في مجال الشباب والرياضة فكان لنا وقفة مع- الدكتورة فائزة عبدالرقيب الرياضية والادارية المحنكة التي أكدت بأن فترة بعد استقلال الوطن شهدت اهتماماً كبيراً برياضة المرأة فقد شكلت الفرق النسوية المختلفة في كافة الالعاب الرياضية داخل الاندية من خلال استقطابهن من المدارس التي اهتمت برياضة الطالبات والطلبة وكانت الدماء الشابة التي تضخ للاندية وبدأت الفتيات يمارسن هواياتهن بكل حرية او قيود فكان للفرق الرياضية النسوية شنة ورنه وظهرت العديد من النجمات اللتواتي اضأن سماء اليمن بانجازاتهن على المستوى الخارجي فكان لنا بطلات في تينس الطاول والعاب القوى والطائرة والسلة وغيرها من الالعاب فمن منا لايذكر النجمة الذهبية نائلة نص وفاطمة محمد ناصر بطلتا العرب ومجيده عبدالمجيد ونادية يوسف زغيرهن كثير لايسعفني الوقت لذكرهن . واليوم هناك عمل دؤوب لتطوير الحركة الرياضية للفتيات معتبرة بأنها حركة صادقة وجادة نحو النهوض برياضة المرأة باعتبارها عنصراً أساسياًّ في تكوين مجتمع صحي وسليم ..
قالوا عن يوم الاستقلال
أخبار متعلقة