د / عبدالملك الدنانيفرضت تطورات عولمة البث الفضائي احتكار حق المشاهدة المجانية برغم أنه يمكن أن يعوض الخسائر المادية للفضائيات ولا سيما الخاصة منها , لأن الدخل من الاعلان لا يغطي تكلفة شراء الافلام والمسلسلات وحق نقل المباريات ومن هنا فإن التشفير يمكن أن يدعم موارد الفضائيات ويساعدها على تطوير خدماتها وإبراز تنافس بين بعض القنوات الفضائية العربية من خلال احتكار بعضها لتغطية الأحداث المهمة وحرمان نظيراتها من حق تغطيتها.وعلى الرغم من أن برامج القنوات الفضائية المشفرة تشبه البرامج السائدة في بعض الفضائيات المفتوحة إلاّ أن الاشتراك فيها اصبح من مظاهر التميز الاجتماعي في بعض الاقطار العربية وكانت هذه الاشكالية أثيرت قبل سنوات عديدة مع بداية تشفير بعض الفضائيات العربية تحت دعوى تقديم برامج ومضامين متميزة لا يشاهدها إلاّ المشتركون ما خلق فجوات معرفية أو إعلامية واجتماعية بين المشاهدين تضاف الى الفجوات العميقة بين فئات الشعب داخل كل قطر عربي.بدأ استغلال فكرة التشفير والاحتكار وتطبيقها من خلال اللعبة الشعبية الاولى في الوطن العربي هي (كرة القدم) ما سبب حالة من الاستياء الشعبي تجاه بعض الفضائيات العربية إذ أتفقت قناة الـ (ART) الخاصة مع الاتحاد الاسيوي و (الفيفا) على احتكار بث ونقل وقائع الاحداث الرياضية لكرة القدم في قارة آسيا علاوة على احتكار بث الدوري التونسي وحق بث تصفيات كأس القارات ويقتصر بثها على قناتها المشفرة مما حرم معظم جمهور كرة القدم من مشاهدة المباريات الأمر الذي أثار إشكالية في العلاقة بين القدرة المالية للمشاهدين العرب ومايريده الجمهور وأصبح حق الاعلام والترفية لمن يدفع.كما أصبح من عادات الفضائيات العربية أن يقلد بعضها بعضاً إذ تتجه بعض القنوات الى إنتاج وإعداد برامج تشبه البرامج التي تبث في قناة أخرى والتي تلقى رواجاً واسعاً بين أوساط المشاهدين الى حد أن يكون البرنامج نسخة طبق الأصل للبرنامج الناجح في القناة الاخرى بل وصل الأمر الى درجة اقتباس اللهجات المحلية من قبل مقدمي ومذيعي البرامج في بعض الفضائيات مما أدى الى فقدان بعض الفضائيات العربية لخصوصيتها وصارت متشابهة الى حد يدفع الى التساؤل، ما جدوى تعدد الفضائيات العربية ما دامت متشابهة الى هذا الحد, فيما تعرضه من برامج؟ ولماذا لا تتوحد الجهود في قناة عربية مركزية مؤثرة وواسعة الانتشار؟أليس من الافضل مثلاً الابتعاد عن التكرار بدءاً من الخبر المعاد والذي يكون مصدره غالباً وسائل الاعلام الغربية لا سيما أن علاقة معظم الفضائيات الغربية بالجماهير العربية ما زالت نظرياً ومنهجياً قاصرة ومحدودة على الارتقاء بالذوق عند المشاهد الذي ينفر منها ويتوجه الى متابعة بعض الفضائيات الاجنبية التي غالباً ما تشوه الحقيقة بهدف مدروس مسبقاً.والفضائيات العربية وهي تتوجه الى المشاهد العربي تسعى الى تقليد القنوات الاجنبية بل أن التقليد يصل في بعض الاحيان الى استنساخ نموذج جاهز وهذا يعني أننا ننقل التجربة الاجنبية في المجال التلفزيوني بسلبياتها وايجابياتها من دون فحص، إن المنافسة في مجال البث الفضائي دفع ببعض الفضائيات العربية الى مجاراة القنوات الاجنبية من دون الأخذ بعين الاعتبار السياق الثقافي والحضاري الذي تتواجد فيه.
|
رياضة
تنافس سلبي بين الفضائيات العربية
أخبار متعلقة