نساء قائدات
[c1]الورقة الخامسة[/c]ضيفة مذكرات هذا العدد إمرأة قدمت لعملها و مهنتها جهوداً جبارة وهي كالشمعة المضيئة التي تحترق لتنير طريق الآخرين. أنها نموذج للعطاء و التضحية، أفنت عمرها في سبيل أعظم رسالة في الحياة و هي رسالة العلم .. أنها مربية قبل أن تكون مديرة لأحدى المدارس العريقة و التي أسستها منذ عام 1989م ..مديرة هذه الورقة تؤمن كما نؤمن أن مهنتها أمانة لأنها تضع اللبّنات الأولى في حياة طلابها ليخرجوا للمجتمع بسلاح العلم و الذي يعتبر من أقوى الاسلحة التي يقوى بها أي مجتمع مهني,, إنها تربي ، تعلم ، تؤهل شباب و شابات المجتمع وإجيال المستقبل. الأستاذة الفاضلة / نبيلة جبر بن جبر:- حاصلة على مؤهل جامعي في إدارة الأعمال و السياسة والإقتصاد من جامعة صنعاء لها رصيد حافل من الدورات الأكاديمية و التربوية تشغل وظيفة رئيس مجلس إدارة مدارس المستقبل الجديد و تمارس وظيفة مدير عام المدارس حسب الهيكل التنظيمي للمدرسة ، بدأت نشاطها في إدارة المدرسة بفرع الدائري ثم افتتحت فرعاً آخر للمدرسة في الزبيري. لها جهود جبارة تؤديها في الإنتخابات الرئاسية و البرلمانية والمحلية تعمل جاهده على تقديم المساندة للحالات الخاصة للأطفال “كالتوحد و الإعاقة “ من خلال البرامج الخاصة التي تقدمها تحت إشرافها المباشر ، تقدم مدارسها التعليم من مرحلة الروضة - تمهيدي - أساسي - ثانوي .بدأت حديثها معنا بمقوله شهيرة :-“ جيلنا جيل المستقبل و المستقبل للشباب “و أضافت تقول :إن مهنة التعليم أخذت من عمري سنين طويلة حرصت طيلة هذه الفترة أن أؤدي هذه المهمة بأمانة لأنها تصنع جيلاً هم صناع المستقبل و عماد المجتمع و لابد من تنشئة هذا الجيل بمنتهى الدقة و الإحتراف و إعطائهم المعلومة بوسائل تربوية سليمة من خلال حثهم على العلم و الاجتهاد و النجاح. “ فالعمر يمضي سريعاً و كلما مضى كلما كبر أبناؤنا وبناتنا وأصبحوا يمارسون مهناً عديدة ويخدمون هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعاً و لن تكون خدمتهم متميزة إلا إذا حصلوا على قدر كبير من العلم وتفوقوا في مدارسهم لقد حرصت طيلة خدمتي على مبدأ هام و هو أن أؤدي مهنتي وكأنها هوايتي المفضلة فأنا لا أهتم بطلابي على أساس الدخل المادي الذي أحصل عليه من أولياء الأمور إنما أهتم بطلابي كوني أؤدي رسالة أحرص فيها على شرف المهنة وفي صقل مهارات طلابي علماً و أدباً و أخلاقاً. و لا أسأل عن مكانة أولياء أمورهم و مراكزهم في المجتمع إنما أسأل عن سلوك طلابي و مثابرتهم و درجاتهم و تحصيلهم العلمي، وإذا صادفت طالباً مهملاً أو مشاغباً أحاول أن أكون أختصاصية إجتماعية أحلل بها أسباب قصور هذا الطالب أو ذاك حتى يتجاوز الطالب أزمتة و يهتم بدروسه و يحرص على تفوقه .و يمكن أن الخص تجربتي في سلك التعليم برؤوس أقلام ليجد فيها الطالب و المعلم وولي الأمر الصفوة التي بها تخدم هذا الوطن الغالي. فالعلم لايقاس بالكم و لكن بالكيف لذلك على كل طالب أن يحرص على مذاكرة دروسه و تأدية واجباته و حسن أخلاقة مع زملائه ومعلميه و إلتزامه بالدوام المدرسي بدءاً من الطابور الصباحي حتى نهاية الدوام و لابد من إلتزامه بمظهره الشخصي و زيه المدرسي . وعلى المعلم أن يؤدي رسالته بمنتهى الأمانة و الحرص على توصيل المعلومة بأساليب حديثة فيها التشويق و الترغيب و روح الحماسه و المنافسة بين طلابه حتى يحرزوا أفضل المراكز فنحن نتبع وزارة سميت بوزارة التربية و التعليم ليس صدفة و إنما بقصد أن نربي أولاً ثم نعلم طلابنا ثانياً. و لكل ولي أمر أقول “ نحن نتقاسم المسئولية فكلما كان هناك تعاون بين الأهل و المدرسة كلما عاد ذلك بالنفع و الفائدة على طلابنا ، فالمدرسة لا تنفصل عن المنزل و العكس صحيح لذلك لابد من حث الأهل أبناءهم على تأدية و اجباتهم و مراجعة دفاتر متابعتهم و زيارة المدرسة من وقت لآخر لمعالجة أي قصور و معرفة أين يكمن الخلل في تحصيل الطالب فالتفاهم بين ولي الأمر والمدرسة يشكل عنصراً هاماً في نجاح العملية التربوية .إننا في المدرسة نهدف إلى هدف واحد هو نفسة الهدف الذي يطلبه ولي الأمر لأبنه و هو العلم لذلك لابد أن نعمل سوياً لتحقيق هذا الهدف بالحوار أولاً و أخيراً .لقد كانت تلك مقتطفات لحديث ذي شجون قدمته لنا الأخت/ نبيلة جبر و الذي لايعرفه الكثيرين ان هذه المرأة تقدم خدمات جليلة لمهنة التدريس إتها تصقل طالبات و طلاب المدرسة بمهارات عديدة وتستحدث وسائل تعليمية تكلفها الكثير من الجهد و المال من خلال المعامل المتكاملة لعلوم الكيمياء و الأحياء و الفيزياء ومركز الكمبيوتر و غرف العرض على البروجكتر لتعطيهم المعلومة بكل الوسائل بالصوت و الصورة من خلال أفلام تعليمية عربي وإنجليزي وفرنسي. وقد زاد إحترامي لعطائها عندما وجدتها تقيم سنوياً معسكر طلابياً لطلبة الثانوية العامة في المدرسة و تقسم لهم وقتهم قبل بدء الإمتحانات وتقيم دروس تقوية في جميع المواد الدراسية منذ الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من اليوم و تهيئ لهم جواً من الهدوء والسكينة و تجهز لهم الصفوف ليسكنوا فيها طيلة فترة إمتحانات الثانوية العامة و تهتم بمأكلهم و مشربهم على نفقتها الخاصة وتعد لهم إمتحانات يومية حتى تساعدهم على مجابهة الخوف من إمتحاناتهم الفعلية .إنها نموذج للعطاء و تستحق فعلاً التقدير و الإحترام و الشكر والثناء.و كما قال الشاعر :-قم للمعلم وفه التبجيلا [c1] *** [/c] كاد المعلم أن يكون رسولاوقد حرصت في نهاية المطاف أن يكون ختام حديثها كلمة شكر وعرفان و جهتها لشخص كان له الفضل بعد الله سبحانه و تعالى على تشجيعها و دعمها و هو والدها الأستاذ الفاضل / جبر بن جبر. و قالت إن أسرتي هم من وقفوا معي طيلة فترة خدمتي فلهم كل التقدير و لأبنائي و إبنتي دور لا أنساه أبداً و أهديهم و أقاسمهم رسالة العلم التي هي نور هذه الحياة .كانت تلك صفحات من مذكرات إحدى مديراتنا المتميزات وإلى لقاء جديد أستودعكم الله .