يشهد قطاع التربية والتعليم تطورا ضخما ومتواصلاً كمياً وكيفياً باعتباره المدخل الأساسي لتعليم وتأهيل وأعداد الشباب من هم في سن التعليم ، وحتى من فاتهم قطار التعليم ، انطلاقاً من الإيمان العميق بأن الإنسان المتعلم والواعي هو الأقدر على خدمة نفسه ووطنه وعلى الإسهام كشريك فعال في جهود التنمية الوطنية ، فضلاً عن انه الأقدر على الاستثمار الأمثل والأكثر فاعلية للموارد المتاحة من ناحية مع الحفاظ على الهوية الوطنية ومد جسور التواصل والتفاهم المتبادل مع الشعوب الأخرى وتعميق ثقافة التسامح من ناحية ثانية.وفي حين تتواصل جهود تطوير التعليم العام والأساسي عبر تطوير المناهج والارتفاع بكفاءة المعلمين ، واستخدام أحدث طرق التدريس وتقنيات التعليم المتطور بما في ذلك الحاسب الآلى والشبكة اللاسلكية الخاصة لربط المدارس على مستوى السلطنة لتزويدها بالموارد التعليمية . وكذلك انشاء وحدة انتاج الوسائط المتعددة بالمديرية العامة للمناهج بوزارة التربية والتعليم في مايو 2006 وتدعيم بنك الأنشطة التعليمية الذي انشئ عام 2005م ، فإنه يتم التنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والوزارات والهيئات المعنية الأخرى من أجل ان تتكامل الجهود بينها جميعاً لاعداد الخريجين على نحو يمكنهم من شق طريقهم في مراحل التعليم الأخرى أو إلى سوق العمل وفقاً لمتطلبات التنمية الوطنية الآن وفي المستقبل.وفي هذا الإطار تسعى وزارة التربية والتعليم إلى إنشاء المركز الوطني للتوجيه المهني كمؤسسة علمية تعمل على تعزيز رؤية موحدة ومتكاملة لجهود المؤسسات الحكومية والخاصة على مستوى التعليم العام والتعليم العالي وسوق العمل من ناحية ، وتطوير مفهوم خاص بالسلطنة للتوجيه المهني يأخذ في الاعتبار توجيه الأفراد دراسياً ومهنياً من ناحية ثانية لتعزيز جودة المخرجات التعليمية ونوعيتها بفرض التدريب ومجالات العمل المتاحة التي تتفق وميولها. جدير بالذكر انه تم الغاء نظام التشعيب الذي كان معمولاً به في الصفين الحادي عشر والثاني عشر (علمي وادبي) لاتاحة الفرصة أما الطلاب لدراسة ما يتناسب مع ميولهم وتطلعاتهم وما تتطلبه التخصصات المختلفة ايضاً ، كما تم اعتباراً من الفصل الدراسي للعام(2005 - 2006) تطبيق نظام التسجيل الآلى للطلاب في الشهادات العامة من ناحية ، وتطبيق نظام الترقيم الآلى (الباركود) لدفاتر اجابات الطلاب ضماناً لاكبر قدر من الدقة والسرعة في تصحيح امتحانات الشهادات العامة ونتائجها من ناحية ثانية.وفي إطار إستراتيجية تطوير التعليم الممتد من عام 2006 حتى عام 2020 فإنه يتم تطوير العملية التعليمية بكل جوانبها وعناصرها للاسهام في بناء الإنسان العماني الحديث وللتجاوب مع متطلبات التطور الاقتصادي والاجتماعي الواسع الذي يحققه المجتمع العماني.ولذا فإن الجوانب الخاصة بالإنماء المهني والتقويم التربوي ، وتطوير المناهج والكتب المدرسية ، وبالعملية التعليمية وجودة التعليم ، تحظى بالأولوية كعناصر اساسية في هذا المجال وبما يغطي كل المدارس على امتداد هذه الأرض الطيبة.وفي الوقت الذي يتم فيه تنويع اساليب تدريب الهيئة التعليمية ، داخلياً وخارجياً بما في ذلك المشاغل التربوية ، وحلقات العمل ، واللقاءات، والابتعاث للخارج-خاصة بالنسبة لمدرسي اللغة الانجليزية - فإن هناك عدة مشروعات متطورة على سبيل المثال يتم تطبيقها والانتهاء منها ومنها: مشروع البوابة التعليمية الالكترونية التي تضم كل عناصر المنظومة التعليمية وربطها معا بما في ذلك ديوان عام وزارة التربية والتعليم ، والمشروع التكاملي للانماء المهني والتدريب الالكتروني والحقيبة المتلفزة ، وملف النمو المهني، وهي تسهم في تطوير اداء المعلمين وتحقيق جودة التعليم وتوفير عمليات تدريب وتقييم متواصل لتطوير قدرات العاملين وعلى نحو يفيد الطلاب ويحقق اهداف العملية التعليمية.وفي إطار العناية بالطلاب وتوفير اساليب تعليمية متطورة قادرة على اكسابهم المزيد من المعلومات والمعارف وتمكنهم من الكشف عن مهاراتهم وتوجيه هذه المهارات بشكل صحيح وزيادة قدراتهم على التعلم الذاتي ، بل والتقويم الذاتي لقدراتهم ، فإنه تم اعتماد التقويم المستمر الذي لا يعتمد على أسلوب الامتحانات فقط، ولكنه يتسع ليشمل كذلك المشاريع الطلابية والبحوث والاختبارات القصيرة والفصلية والملاحظات وغيرها وهو ما يوفر معرفة كافية وتفصيلية لقدرات الطلاب ومشكلاتهم الصفية والعمل على حلها بالاشتراك بين المدرسين والمشرفين وأولياء الأمور وهو ما تسهم به دائرة التقويم التربوي.وعلى صعيد تطوير الأداء المدرسي والأخذ بنظام الإدارة الذاتية للمدارس ونشر ثقافة التقويم الذاتي في المدارس لتحقيق مستويات جودة عالية ، فإنه يتم إعادة النظر في التشريعات التربوية ومراجعة اللائحة التنظيمية للتعليم العام وتطوير دليل عمل مدارس التعليم الأساسي ، وكذلك تطوير اللوائح التنظيمية للمدارس الدولية الخاصة والتربية الخاصة ومحو الأمية، وقد بدأ تطبيق اللائحة التنظيمية للمدارس الدولية ونظام الإدارة الذاتية للمدارس اعتباراً من عام 2006 لتعزيز دور المدرسة في مجتمعها ومنحها مزيداً من الصلاحيات الفنية والمالية والإدارية لتدير نفسها ذاتياً كوحدة في إطار السياسية التعليمية مما يخفف العبء على المديريات التعليمية ويزيد التفاعل بين المدرسة والبيئة المحيطة بها. .وبينما يجري تطوير تطوير الأداء التربوي التعليمي للمدارس الخاصة ليتواكب مع تطور المنظومة التعليمية في السلطنة ، تقوم مدارس ثنائية اللغة بتطبيق المناهج الدولية للشهادة العامة الدولية للتعليم الثانوي ( IGCSE ) وبما يتوافق مع متطلبات عدد المؤهلات الدولية المعروفة في هذا المجال.ومن أجل زيادة فعالية جهود محو الأمية وتعليم الكبار وتطوير قدرات الدارسين الين فاتهم قطار التعليم لسبب أو آخر ، تم تطوير منهج محو الأمية في إطار "مكتبة الراشدين" مع زيادة مدة الدراسة من سنتين إلى ثلاث سنوات ليكون مستوى خريجيه معادلاً لمستوى النجاح في الصف السادس من التعليم العام ، وقد بدأ تطبيق هذا المشروع اعتباراً من العام الدراسي 2005 - 2006 وبالنسبة لمدارس التربية الخاصة فقد تم زيادة عدد هذه المدارس لخدمة عدد اكبر من ذو الاحتياجات الخاصة ، كما تم توفير عدد من البرامج لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل أكبر ، ولمعالجة صعوبات التعليم ، ولرفع السلم التعليمي في مدارس التربية الخاصة إلى جانب مشروع الوفاء بمعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين ، وكذلك برنامج الكشف عن الموهوبين ورعايتهم وتطبيق نظام التعليم الأساسي في مدارس التربية الخاصة مع الاهتمام بالأنشطة التربوية فيها.على صعيد آخر يقوم الأعلام التربوي بدور نشط للتعريف بجهود تطوير التعليم ولزيادة الوعي بأهمية التعاون بين المدرسة والمنزل وتزويد المعلمين والطلاب بآخر التطورات في المجالات التعليمية وذلك من خلال الإصدارات التربوية التي يصدرها مثل مجلة " رسالة التربية " و" نشرة التطوير التربوي" وملحق" نافذة تربوية" إلى جانب المتغطيات والتحقيقات الصحفية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية التي يعدها. وهو ما يتكامل مع جهود الإرشاد والتوعية التربوية وكذلك الأنشطة التربوية لتوفير أفضل مناخ ممكن للطلاب على امتداد سنوات الدراسة من الصف الأول حتى الصف الثاني عشر.وتعد مسابقة المحافظة على النظافة والصحة في البيئة المدرسية وهي مسابقة سنوية تربط الطلاب بالجوانب الصحية والبيئية في المجتمع المحلي وتنمي فيهم المهارات القيادية ، ومن المناشط التربوية التي تحظى بإقبال كبير.
مراحل التطوير المهني والتعليمي في سلطنة عمان
أخبار متعلقة