بكين / 14 أكتوبر/ رويترز :تشهد منافسات العاب القوى الرياضة التي يطلق عليها «أم الألعاب» والتي تنطلق اليوم الجمعة على ملعب «عش الطير» مواجهات نارية ضمن دورة الألعاب الاولمبية المقامة حاليا في بكين. ولعل ابرز هذه المواجهات سباق 100 م الذي أطلق عليه لقب «سباق الألفية الثانية» وتحديدا بين الثلاثي الناري الجامايكي اوساين بولت حامل الرقم القياسي العالمي ومقداره 72ر9 م ومواطنه اسافا باول حامل الرقم القياسي السابق وبطل العالم الأميركي تايسون غاي. ويستطيع بولت تحديدا ان ينتزع ثلاث ذهبيات في السباقات السريعة لأنه يشارك أيضا في سباق 200 م وهو مرشح لتزيين عنقه بالمعدن الأصفر وسباق التتابع 4 مرات 100 م. أما غاي العائد من إصابة أبعدته عن اللقاءات الدولية لمدة شهر فيريد الإثبات للجميع بان سباق 100 م هو صناعة أميركية كما تدل السجلات الاولمبية حيث فاز عداؤو الولايات المتحدة ب16 ذهبية من أصل 25 وزعت حتى الآن. في المقابل يسعى باول إلى إثبات بأنه يستطيع تحمل الضغوطات والتي منعته حتى الآن من تحقيق انتصار على الصعيدين العالمي أو الدولي على الرغم من الموهبة الكبيرة التي يتمتع بها. وإذا كان سباق 100 م هو الأشهر في أم الألعاب فان 3ر1 مليار صيني سيترقبون سباق 110 م حواجز الذي يشارك فيه البطل القومي المحلي جيانغ ليو حامل ذهبية أثينا عام 2004. ولن تكون مهمة ليو سهلة على الإطلاق لأنه بالإضافة إلى تعرضه للضغوطات المحلية فهو يواجه بطلا قويا هو الكوبي دايرون روبلس الذي انتزع منه الرقم القياسي العالمي مسجلا 87ر12 ثانية هذا الموسم. واقر سون هايبينغ مدرب جيانغ بصعوبة مهمة لاعبه وأكد أن أمام الأخير الفوز في الاولمبياد ولا شيء سواه وقال: «القيمون اخبرونا أن عليه الفوز بالذهب في بكين 2008 وإلا كل انجازاته السابقة لن يكون لها أي معنى». وعانى جيانغ حامل لقب بطل العالم في اوساكا اليابانية العام الماضي من إصابة في فخذه الأمر الذي أبعده عن اللقاءات في أوروبا وقد اشار هايبينغ إلى أن الطريق أمام النجم الصيني صعبة من اجل إسعاد مواطنيه: «كان عليه التدرب بشكل مركز في الأيام الأخيرة في سعيه إلى تعويض ما فاته عندما ابتعد عن المنافسات قبل الألعاب الاولمبية». وتبرز المواجهة أيضا بين الأميركيين جيريمي وارينر ولاشون ميريت في سباق 400 م. وكان ميريت أوقف مسلسل انتصارات وارينر عند 9 بفوزه عليه في لقاء برلين مطلع حزيران/يونيو الماضي ثم في التجارب الأميركية. بيد أن وارينر رد التحية بتغلبه على مواطنه في لقاءي روما وباريس. وما يزيد من الإثارة في السباق ان مدرب ميريت الحالي هو كلايد هارت الذي تخلى عنه وارينر خلال العام الحالي لخلاف مالي. ويشرف على وارينر العداء الأسطورة مايكل جونسون الذي كان تلميذا بدوره عند هارت. وستكون المنافسة مثيرة أيضا في سباق 5 آلاف م حيث يتواجه الإثيوبي الرائع كينينيسا بيكيلي حامل اللقب العالمي وصاحب الرقم القياسي العالمي والأميركي الجنسية الكيني الأصل برنارد لاغات. ويسعى لاغات إلى تكرار انجاز المغربي الشهير هشام الكروج عندما توج الأخير بذهبيتي سباقي 1500 م و5 آلاف م في أثينا في انجاز لم يحقق سوى عداء آخر في تاريخ الألعاب هو الفنلندي بافو نورمي. في المقابل يشارك أيضا بيكيلي في سباق 10 آلاف م في بكين وقد يبذل جهودا مضنية فيه قد تؤثر على نتيجته في المسابقة الأقصر. وفي فئة السيدات تبدو الإثارة على الموعد في سباق 800 م حيث المواجهة بين الكينيتين جانيت جيبكوسغي وباميلا جيليمو. وللمفارقة لم يسبق لأي عداءة كينية أن توجت بطلة اولمبية في أي سباق حتى الآن. وكانت جيبكوسغي الملكة المطلقة لهذا السباق في السنوات الأخيرة وتوجت بطلة للعالم في اوساكا العام الماضي لكن ظهور جيليمو على الساحة هذا العام وإلحاقها الهزيمة بمواطنتها في كل مرة التقتا خلال الموسم الحالي جعل أسهمها ترتفع في الألعاب الحالية لانتزاع الذهبية. وتأمل جيبكوسغي أن تلعب خبرتها في المحافل الدولية دورا في تطويق عنقها بالمعدن الأصفر خصوصا أن جيليمو تشارك في أول دورة كبرى. وللمفارقة فان جيبكوسغي نصحت جيليمو بالانتقال إلى سباق 800 م وتربط صداقة قوية بينهما. أما السباق الآخر الذي ستسلط عليه الأضواء أيضا فهو 5 آلاف م عن السيدات حيث تشهد الإثيوبية ميسيريت ديفار منافسة شرسة للاحتفاظ بلقبها قبل أربع سنوات وتحديدا من تيرونيش ديابا. وكانت ديبابا حطمت الرقم القياسي العالمي في هذا السباق في أوسلو قبل ان ترد عليها ديفار وتسجل رقما رائعا لكن اقل بثانية من الرقم العالمي علما بأنها ركضت الأمتار ال3000 الأخيرة وحيدة ما ينذر بإمكانية سقوط الرقم مجددا في الألعاب. وتواجهت العداءتان 22 مرة وتتقدم ديفار ب13 انتصارا. وتتمثل الآمال العربية في هذه الرياضة بالعداءة البحرينية مريم جمال بطلة العالم في سباق 1500 من ومواطنتها رشيد رمزي بطل العالم السابق في سباقي 800 م و1500 م. وتعول السعودية على حسين السبع ومحمد الخويلدي وكلاهما تألقا هذا الموسم في مسابقة الوثب الطويل لتحقيق نتيجة جيدة. وسيفتقد المغرب لبطله الأسطوري هشام الكروج الذي اعتزل بعد انجازه الاولمبي في أثينا لكنه دائما ما خرج أبطالا اولمبيين. وقد يكون المغرب يملك في عبد العاطي ايغيدير احد الخلفاء المحتملين للكروج لان الأول كان سجل أفضل توقيت هذا العام (63ر32ر3 دقائق) في لقاء ريهلينغن الألماني في 24 أيار/مايو الماضي قبل أن يحسنه الكيني اوغوستين كيبرونو تشوج بعد أسبوع واحد بتسجيله 57ر31ر3 د في لقاء برلين. وتبقى حسناء بنحسي حاملة فضية 800 م في اولمبياد أثينا وبطولتي العالم 2005 في هلسنكي و2007 في اوساكا وجواد غريب بطل العالم في سباق الماراتون عامي 2003 في باريس و2005 في هلسنكي ابرز المرشحين للصعود على منصات التتويج إلى جانب أمين لعلو (800 م) ومريم العلوي السلسولي (1500 م). وتوزع في اليوم الأول من منافسات العاب القوى ذهبيتان الأولى في رمي الكرة الحديد (رجال) وسباق 10 آلاف م للسيدات. وقد تشهد المسابقة الأولى سيطرة أميركية على المراكز الثلاثة الأولى بين بطل العالم العام الماضي في اوساكا ريز هوفا ووصيف الاولمبياد في النسختين الأخيرتين ادم نلسون وبطل العالم داخل قاعة كريستيان كانتويل. ونجح الأميركيون في احتلال المراكز الثلاثة الأولى في هذه المسابقة سبع مرات وحازوا اللقب 17 مرة من أصل 26 لكنهم لم ينجحوا في احتكار المراكز الأولى منذ اولمبياد روما عام 1960. ويحمل نلسون أفضل رقم هذا العام ومقداره 12ر22 م في المقابل حل هوفا في المركز الأول في التجارب الأميركية مسجلا 10ر22 م. أما الاختراق فيمكن أن يأتي من البيلاروسي اندري ميخنيفيتش. وقد يشهد سباق 10 آلاف م للسيدات سيناريو مشابها لرمي الكرة الحديد لأنه مرشح لسيطرة العداءات الإثيوبيات وعلى رأسهم بطلة العالم ثلاث مرات تيرونيش ديبابان وشقيقتها الكبرى ايجيغاييهو ديبابا وميستاويت توفا. وكانت تيرونيش توجت بطلة لسباق الضاحية في بطولة العالم في ادنبره عاصمة اسكتلندا في آذار/مارس الماضين قبل أن تحطم الرقم القياسي العالمي في سباق 5 آلاف م في المقابل حققت توفا أفضل رقم في سباق 10 آلاف م هذا العام ومقداره 33ر38ر30 دقيقة.
أخبار متعلقة