[c1] دلائل الانسحاب من شمالي هلمند [/c] اهتمت الصحف البريطانية يوم أمس الأربعاء بأنباء الانسحاب البريطاني مما وصفته بأكثر المواقع الأفغانية دموية (سنجين شمالي هلمند)، وسط انتقادات البعض والمخاوف من أن ينظر إلى ذلك على أنه تقهقر آخر، في إشارة إلى الانسحاب من البصرة العراقية عام 2007.كاتب صحيفة ذي غارديان الدائم سايمون تسدال قال إن قرار انسحاب القوات البريطانية من سنجين لتحل محلها القوات الأميركية، ربما يبدو منطقيا على الصعيد التكتيكي والعسكري.ولكن هذا القرار -يتابع الكاتب- سينظر إليه في بعض الأروقة على أنه دليل آخر على التضليل السياسي بعجز الجيش غير المجهز بشكل جيد عن القيام بالمهمة.وقال إن الانسحاب سيطرح جملة من الأسئلة -خاصة من قبل العائلات المكلومة- بشأن ما إن كانت “التضحيات التي قدمها الجيش البريطاني جديرة بما بُذلت من أجله، أم لا؟”واختتم بأن العديد سيطرح تساؤلات عن سبب وجود تلك القوات في تلك المنطقة وما تحقق مقابل الثمن الذي دفعه الجنود البريطانيون؟ ولكن الإجابه عنها تبقى صعبة المنال.وأشارت ذي غارديان في تقريرها إلى أن أكثر من مائة جندي بريطاني قتلوا في سنجين وحدها من أصل 312 سقطوا في أفغانستان خلال الحرب منذ 2001.ونقلت عن مصادر سياسية قولها إن أنباء الانسحاب سيتم تقديمها على أنها جزء من إعادة تنظيم قوات التحالف في الولاية (هلمند)بحيث تركز بريطانيا على الوسط وتترك شماليها وجنوبيها للأميركيين.غير أن ذي غارديان ترجح أن تطرح تلك الأنباء أسئلة بشأن ما إن كان الاحتفاظ بالأماكن البعيدة يستحق الثمن الذي دفعه الجيش البريطاني؟وتعليقا على قرار الانسحاب، أعرب مصدر عن أمله بأن لا يتم تصوير ذلك بأنه تقهقر، مشيرا إلى أن ثمة أناسا في الإعلام يرغبون بذلك، ولكنه أكد أن الانسحاب هو تعزيز للقوات البريطانية وسط هلمند.ولفتت ذي غارديان إلى أن رئيس الحكومة ديفد كاميرون كان دائما يشكك بقيمة الانتشار في سنجين، ويدرك أن ذلك قوض الدعم البريطاني الهش للعملية العسكرية في أفغانستان.وكرر كاميرون اعتقاده -الذي عبر عنه لأول مرة عندما كان في المعارضة- بأن القوات البريطانية لن تبقى في أفغانستان بحلول الانتخابات البريطانية المقبلة المقرر إجراؤها عام 2015.غير أن قادة الجيش كانوا يسعون إلى مساعدة أميركية حتى لا يبدو أن انسحابهم يأتي في الوقت الذي تزداد فيه الأوضاع سوءا وبأن الأميركيين هم المنقذون. وأشارت ذي غارديان إلى أن مثل تلك الانتقادات طفت على السطح عندما انسحبت القوات البريطانية من البصرة عام 2007.ويخشى القادة البريطانيون من أن يبدو الأمر وكأن مقتل العديد من البريطانيين كان هباء.من جانبها سلطت صحيفة ديلي تلغراف الضوء على قلق الوزراء وقادة الجيش من أن التغييرات الجديدة تبدو وكأنها تقهقر وإذلال للقوات البريطانية.أما صحيفة ذي إندبندنت فقد نقلت عن ضابط عسكري رفيع المستوى قوله إن هذا التغيير منطقي من الناحية العسكرية، وإن القوات البريطانية قامت بعمل رائع في أكثر المناطق خطورة، ويمكن للأميركيين أن يبنوا على ذلك.وقال “سنغادر سنجين ورؤوسنا مرفوعة ونحن نشعر بالفخر بما حققناه”.وأشارت الصحيفة إلى أن الانسحاب سيصب في مصلحة الحكومة البريطانية حيث تقل أعداد القتلى، وهذا بالتالي سيساعد في تخفيف ضغوط بعض السياسيين الرامية لتحديد جدول زمني لانسحاب القوات البريطانية من الحرب.غير أن صحيفة ذي غارديان رصدت آراء بعض الجنود والضباط في الأوضاع بمنطقة سنجين وفي مسألة الانسحاب منها.ضابط بريطاني رفيع المستوى وصف سنجين بأنها مأزق ويصعب السيطرة عليها في ظل غياب الكم اللازم من القوة ولا سيما أن السكان المحليين موالون لطالبان، وقال إن سنجين “جهنم من القنابل البدائية”.ولم يفاجأ الضابط بأنباء الانسحاب، وقال إن سنجين كانت فشلا إستراتيجيا “لأننا لم نحقق الهدف المنشود”.من جانبه وصف المصور ديفد غيل سنجين بأنها مدينة أشباح في وادي الموت.ضابط آخر أعرب عن سعادته لدى سماعه نبأ الانسحاب وقال “لقد دفعنا ثمنا باهظا”.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]زيادة القوات لم تمنع تمزق العراق [/c] كتبت فايننشال تايمز أنه عندما تولى الجنرال ديفد بترايوس مهمة القيادة في أفغانستان الأسبوع الماضي كان جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي في طريقه إلى بغداد. وكان جزء من مهمته الاطلاع على ما إن كانت زيادة القوات التي اقترحها بترايوس عام 2007 - 2008 قد هيأت الظروف التي يمكن أن تتابع من خلالها الولايات المتحدة المرحلة القادمة من سحب قواتها. ومن المقرر -اعتبارا من نهاية الشهر القادم- تقليل أعداد القوات الأميركية في العراق لنحو خمسين ألفا من مجموع 165 ألفا في ذروة الزيادة. وأشارت الصحيفة إلى أن زيادة القوات أدت بالفعل إلى انخفاض كبير في العنف: من متوسط 2600 قتيل في الشهر “في ذروة الحرب بين السنة والشيعة” عام 2006 إلى نحو ثلاثمائة في الشهر حاليا. وأضافت أن السبب الرئيسي لذلك هو أن “الحرب الأهلية انتهت بخسارة السنة وفوز الشيعة”. وكما هو الحال في مثل هذه الحروب، من لبنان إلى يوغسلافيا، ينتهي التطهير العرقي في آخر الأمر ويخلف وراءه عشرات آلاف القتلى واللاجئين. وكما في الحالة العراقية هناك أكثر من شخص لكل ستة عراقيين، أو خمسة ملايين شخص مشتت. وبغداد، بعد أن كانت متعددة المذاهب صارت الآن مدينة غالبيتها من الشيعة. ونوهت الصحيفة إلى أن إخفاق وسائل الإعلام في تغطية زيادة القوات ربما عزز الفكرة -ولا سيما في الولايات المتحدة- بانها كانت نجاحا محضا. ورأت أن الجنرال بترايوس كان -بكل المقاييس- بارعا من الناحية التكتيكية في ضمه متمردي السنة غير الجهاديين من محافظة الأنبار، الأمر الذي حول اسم الصحوة إلى أبناء العراق ووضع ما يقرب من مائة ألف مسلح على جدول الرواتب الأميركية. لكن هذا الأمر بدا وقتها إصلاحا قصير الأجل وما زال كذلك.
أخبار متعلقة