كتبت / أحلام عبده على عبد الرحمن عرفت الأمم المتحدة العنف الموجه ضد المرأة بأنه:كل فعل عنيف قائم على أساس الجنس ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذى أو معاناة جسيمة أو جنسية أو نفسية من الحرية سواء وقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة أما دلالة مفهوم العنف ضد المرأة من جهة نظر النساء اليمنيات : فتشير نتائج دراسية ميدانية نفذتها اللجنة الوطنية للمرأة في 19 محافظة من محافظات اليمن حول العنف الموجه ضد المرأة في اليمن إلى أن معظم النساء ينظرن إلى العنف باعتباره عنفا جسديا بالدرجة الأولى تستوي في ذلك النساء في المحافظات التي يغلب عليها الطابع الحضري وفى المحافظات التي يتغلب عليها الطابع الريفي (الفلاح والقبلي ) فقد لوحظ أن معظم النساء يبدأن الحديث عن العنف بما يتعرض له من ضرب من قبل الزوج والإخوة والى جانب الضرب فان النساء أشرن إلى الإهانات والشتائم باعتبارها تمثل أكثر أشكال العنف انتشارا وكذلك الحرمان من الميراث أو التحايل على حق المرأة في الميراث. أما الحرمان من الخدمات الصحية فان النساء أهملن الحديث عنه وعلى ذلك خلصت الدراسة المشار إليها سابقا إلى أن العنف ضد المرأة من وجهة نظر النساء اليمنيات هو كل فعل أو قول أو ممارسة للرجل سواء كان فردا أو جماعه تجاه ينطوي على كل شكل من أشكال التمييز المستند على مرجعيات ثقافيه تقليدية أو على تفسير قاصر لنصوص الدين الإسلامي الحنيف يغض النظر عن آثار سواء كانت مادية أو معنوية وهنا يمكن القول أن معنى العنف بالنسبة للنساء اليمنيات على الرغم من انه لا يتطابق مع تعريف الأمم المتحدة للعنف ضد المرأة إلا انه يقترب كثيرا منه ويرجع عدم التطابق إلى استناد النساء اليمنيات في فهمهن للعنف على مرجعيات دينية وثقافية وفقا لفهم صحيح حينا ولفهم غير صحيح أحيانا أخرى مما أدى شرعنه بعض أشكال العنف في نظرهن .ويمكن القول إن العنف الموجه ضد المرأة من زاويتين مختلفتين لكنهما متكاملتين الأولى مجرده .. والثانية مجسدة .فالعنف الموجه ضد المرأة باعتبارها قيمة مجردة يعني أن المرأة معرضة للعنف المادي والرمزي بسبب المكانة الاجتماعية والأدوار الاجتماعية التي حددتها لها الثقافة السائدة في المجتمع ذات الطابع ألذكوري وهي مكانة وادوار اجتماعية متدينة مقارنة بمكانة وادوار الرجل .لذلك فالعنف الموجه ضد المرأة يرجع في المقام الأول لأسباب ثقافية . أما ما يتعرض له نساء معينات من عنف فعلي فانه يرجع إلى أسباب مرتبطة بأوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية وفي ضوء ما تقدم فان النساء باعتبارهن كذلك ولأسباب ثقافية معرضات للتعنيف المادي والمعنوي من قبل الرجال , كما تختلف عدد حالات العنف التي تتعرض لها النساء وشدتها باختلاف مستوياتهن الاجتماعية والاقتصادية , لذلك يمكن تصنيف أسباب العنف الموجة ضد المرأة في نوعين منها :-الأسباب الثقافية : تشكلت في المجتمع اليمني عبر تاريخه ثقافة قائمة على التمييز واللامساواة فاتخذت المؤسسات والتنظيمات الاجتماعية بنى تراتيبه وتحدد علاقات الأفراد بعضهم بالبعض الآخر , والتنظيمات والمؤسسات الاجتماعية على أساس معايير تمييزية وتراتبية مستندة إلى مواقفهم وأدوارهم الاجتماعية المحددة على خارطة التقييم الاجتماعي للعمل والتي بدورها تشكلت على أساس التوجيهات الثقافية السائدة .ويعتبر النوع الاجتماعي من أهم المعايير التي حددت العلاقة الثقافية التقليدية بناء على مواقع الأفراد وأدوارهم الاجتماعية في التنظيمات الاجتماعية عموما بما فيها العائلة , فاتسمت هذه التنظيمات بالطابع (البطرياركي ) الأبوي , وتوزعت السلطة والقوة والمكانة الاجتماعية والعائلية للأفراد وفقا لنوع الجنس الذي ينتمون إليه (ذكورا وإناثا ).شهدت السنوات الثلاث الماضية جهودا حكومية وغير حكومية لهدف التخفيف من العنف الذي تتعرض له المرأة اليمنية , إلا أن برنامج مناهضة العنف ضد المرأة الذي تدعمه منظمة اوكسفام منذ عام 2001م يعد ابرز الجهود في هذا المجال وينفذ البرنامج بالتعاون مع اللجنة الوطنية للمرأة وبتشجيع ودعم من منظمة اوكسفام واللجنة الوطنية للمرأة وبمشاركة عدد من منظمات المجتمع المدني .وفي 8 مايو 2003م تم تأسيس الشبكة اليمنية لمناهضة العنف ضد المرأة والتي تتكون من 13 منظمة حكومية وغير حكومية وفي إطار برنامج مناهضة العنف ضد المرأة نفذت اللجنة الوطنية للمرأة خلال عام 2003م دراسة شاملة عن العنف الموجه ضد المرأة في اليمن عدد من الندوات وورش عمل وبمبادرة منها وبالتعاون مع شركائها في شبكة شيماء وتكللت بعد التحضيرات والجهود المكثفة إلى عقد للمؤتمر اليمني لمناهضة العنف ضد المرأة والذي انعقد في صنعاء في الفترة 4-7مارس 2004م .
العنف ضد المرأة من وجهة نظرهن
أخبار متعلقة