مرض خطير تسببه البكتيريا
إعداد / ابتسام العسيري انتشرت مؤخرا عدد من الأمراض البكتيرية في مدينة عدن وبعض المدن اليمنية خاصة مع خروج الصيف ودخول فصل الشتاء ، وأقصد بالأمراض البكتيرية الأنفلونزا والالتهابات الرئوية ، والتهابات الحلق والسحايا بالإضافة إلى الإسهالات وغيرها من الأمراض التي تسببها أنواع من البكتيريا ، وقد لاحظ عدد من الأطباء وكذلك الأفراد الذين أصيبوا بمثل هذه الأمراض أنها أخذت وقتا طويلا للعلاج ، وعندما كنا نسأل البعض من هؤلاء الأطباء عن هوية هذه الالتهابات نجد الإجابة بأنها مجرد التهابات شتوية تسببها بكتيريا قوية تقاوم المضادات الحيوية أحيانا وتحتاج لمضادات حيوية قوية للتخلص منها ، كما لاحظنا أن هناك بعض الأطباء منذ الوهلة الأولى للمرض يهرع إلى إعطاء المريض حقن مضادات حيوية في الوريد حتى يتم القضاء على مثل هذه البكتيريا أو الفيروسات المعدية كما يصفها بعض الأطباء . هذه الالتهابات المتنوعة التي تصيب الكثير من الناس تعرف بالمكورات الرئوية ، وهي أكثر من 80 نوعا ، كما يعد مرض المكورات الرئوية سبباً رئيسياً للوفاة وانتشار الأمراض الأخرى . ووفقا لمنظمة الصحة العالمية يعد مرض المكورات الرئوية واحداً من الأسباب الرئيسية للوفيات ، وبحسب تقارير المنظمة فإن ما يقارب ( 1.6 ) مليون شخص يموتون كل عام نتيجة الإصابة بهذا المرض . [c1]مصطلح داء المكورات الرئوية[/c]ويصف مصطلح داء المكورات الرئوية مجموعة من الأمراض الناجمة عن بكتيريا ( ستريبتوكوكاس نيومونيا ) المعروف أيضاً باسم ( نيوموكوكاس). ويعتبر هذا المرض ذو المنشأ البكتيري والذي يؤثر على الأطفال والبالغين معاً، سبباً رئيسياً من أسباب الوفاة في العالم . كما أن هناك أكثر من 90 سلالة أو نمطا مصليا من بكتيريا ( نيوموكوكاس ) ، إلا أن عدداً قليلاً من هذه الأنماط تسبب غالبية حالات مرض المكورات الرئوية.وبعد أن تستوطن بكتيريا ( نيوموكوكاس) المسالك التنفسية العلوية، يمكن أن تسبب عدة أنواع مختلفة من الأمراض من بينها مرض المكورات الرئوية ( الإجتياحي ) الذي تقوم فيه البكتيريا باختراق الدم أو أي موقع آخر معقم . ويشمل مرض المتكورات الرئوية العدوى البكتيرية للدم والتهاب السحايا أو الحمى الشوكية وهو التهاب الأغشية المحيطة بالحبل الشوكي أو المخ، والتهاب الرئة (نامونيا ) مع وجود المتكورات الرئوية في مجرى الدم .وقد يصل انتشار بكتيريا ( نيوموكوكاس ) من الأنف والحلق (البلعوم الحلقي) إلى المسالك التنفسية العلوية والسفلية ، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بأمراض المكورات الرئوية ( غيرالاجتياحي ) ، التي تشمل مرض ذات الرئة غير البكتيري والتهاب الأذن الوسطى الحاد والتهاب الجيوب الأنفية.أماكن تواجد البكتيريا تعيش هذه البكتريا في أنف وحلق الإنسان، وتنتقل عبر الهواء من الشخص الذي يحملها عن طريق السعال أو العطس أو حتى التنفس. وقد أظهرت دراسات على مستوى الوطن العربي أن أمراض المكورات الرئوية مثل التهاب السحايا والتهاب العمود الفقري والدماغ، والتهاب الرئة وتجرثم الدم والالتهابات الحادة تعد من أخطر الأمراض التي تهدد حياة الأطفال .يمكن الوقاية منها بالاعتماد على اللقاحات بين الرضع والأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات على مستوى العالم . [c1]أعراض المرض [/c] لقاح المكورات الرئوية يقي فقط من معظم الآثار الشائعة للبكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي والتي تسبب التهاب السحايا والإنتان الدموي، وهناك أنواع أخرى غيرها يتعين علينا معرفة الأعراض المرتبطة بها حتى يمكن تمييزها، ومن هذه الأعراض: الحمى ـ رفض الطعام ـ الجلد الشاحب أو المبرقش أو الذي به بقع أو طفح جلدي ـ الخمول أو الصعوبة في الاستيقاظ . التطعيم ضد المرض التطعيم ضد الالتهاب الرئوي هو وسيلة لمنع نوع معين من (الالتهاب الرئوي) تتسبب فية بكتيريا المكورات الرئوية.. يتم حقن اللقاح في الجسم لتحفيز جهاز المناعة الطبيعي لإنتاج الأجسام المضادة التي تستهدف بكتيريا المكورة الرئوية.يوجه هذا الأسلوب لتحفيز نظام المناعة الطبيعي ضد جرثومة معينة ويسمى بالتحصين. ويشار أيضا إلى تطعيم المكورات الرئوية والمكورات الرئوية التحصين.وبلادنا حرصت ومازالت عبر وزارة الصحة العامة والسكان على تواصل جهودها في مكافحة هذا المرض القاتل عن طريق توفير اللقاح ، وقد وصلت قبل أيام إلى صنعاء (الدفعة الأولى) من لقاح المكورات الرئوية ، وسيتم من خلال العام القادم 2011م توزيعه على المرافق الصحية ، وبحسب د. ماجد يحيى الجنيد وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الرعاية الصحية الأولية فإن بلادنا هي الدولة الأولى على مستوى دول الإقليم في إدخال مثل هذا اللقاح ضمن الدول المدعومة من حلف اللقاحات العالمي، وهذا اللقاح لا يتواجد إلا في الدول المتقدمة، وبعض الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي.وأشار الدكتور الجنيد إلى أن إدخال هذا اللقاح سيجعل الجمهورية اليمنية أول دولة على مستوى دول شرق البحر المتوسط تحصل على هذا اللقاح، الممول من حلف اللقاحات العالمي الذي سيدعم حصول اليمن على هذا اللقاح لمدة عامين كمرحلة أولى تمتد بعد ذلك حتى العام 2015م ، مضيفا أن كلفة الدعم للقاح تصل إلى حوالي ( 14 ) مليون دولار.. وهذا اللقاح سيكون له دور مهم وكبير في خفض معدل وفيات الأطفال، حيث أثبتت العديد من الدراسات التي أجريت إن ما يمثله العبء المرضي الناجم عن الالتهابات الرئوية له تأثير مباشر في رفع معدل وفيات الأطفال، وبالتالي فان إدخال مثل هذا اللقاح واستقدامه إلى اليمن سيسهم بشكل كبير في خفض معدل وفيات الأطفال .